كيف تواجه المرأة السودانية تبعات الصراع في بلدها؟

تحل الذكرى السنوية لليوم العالمي للمرأة في 8 آذار/مارس، ولا تزال المرأة السودانية تواجه تحديات جسيمة نتيجة الصراع المستمر في بلادها منذ نيسان/أبريل 2023.

آية إبراهيم

السودان ـ تُعتبر المرأة السودانية مثالاً يُحتذى به، حيث استطاعت مواجهة التحديات الناتجة عن الحرب المستمرة في بلدها والتغلب عليها، وعلى الرغم من معاناتها من عمليات النزوح والتهجير والانتهاكات الجسيمة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، إلا أنها تمكنت من الوقوف مجدداً على قدميها، حيث بدأت من الصفر وحققت نجاحات متتالية، كما يتضح من العديد من النماذج التي رصدتها وكالتنا.

معزة هاشم المدير الطبي لمدينة مروي الطبية حزمت حقائبها مع بدء اندلاع الصراع بالعاصمة الخرطوم، وتوجهت لمحلية مروي بالولاية الشمالية وتقلدت منصب المدير الطبي لمدينة مروي الطبية التي قالت إنها أصبحت قبلة لجميع المرضى السودانيين بعد تضرر المؤسسات الصحية بمناطق الصراع والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها المدينة.

وأشارت معزة هاشم إلى أنها بدأت من جديد بعد الصراع وقابلت خلال عملها عدد من الطبيبات اللواتي تمثلن المرأة السودانية بقوتها وقدرتها على تغلب الصعاب "المرأة السودانية مرنه تستطيع التغلب على الصعاب والتكيف مع الوضع الجديد"، مؤكدة أن المرأة أثبتت نجاحها وقدرتها وكفاءتها كطبيبة وأم ومناضلة في ظل الحروب.

رصدت وكالتنا خلال جولتها في عدد من المناطق، التحديات الكبيرة التي تواجهها المرأة السودانية للوقوف من جديد وبدء حياتها ومواجهة الظروف المعيشية خصوصاً أن العديد من الأسر تعتمد عليها وذلك ربما يعد أبرز الأسباب التي أدت لبحث المرأة عن مصادر رزق جديدة لإعالة أسرتها وقد نجحت في ذلك وهي تشق طريقها لتعمل في مهن مختلفة لتوفير لقمة العيش لأسرتها، فهنالك الكثير من النماذج في سوق العمل استطعن النجاح والصمود في وجه تحديات الصراع.

 

 

"عشت تفاصيل مرعبة مع بداية الصراع في الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قبل أن نغادر العاصمة بعد أيام من الصراع، حيث عانت أسرتي كثيراً حتى وصلنا إلى منطقة آمنة"، هكذا تصف الإعلامية لينا عوض تجربتها في النزوح، حيث تمكنت من بدء حياتها من جديد في نفس مجالها، وتعمل الآن في مكتب للعلاقات العامة والإعلام والتسويق بإحدى المؤسسات الطبية الكبيرة في السودان.

وأوضحت أنها وأسرتها استقروا بعد نزوحهم من الخرطوم في منطقة آمنة وسط عائلات أخرى، ثم انتقلوا إلى مراكز إيواء "تمكنا من تجاوز الصعوبات حتى استقرينا في انتظار انتهاء الصراع"، مضيفةً أنهم بدأوا من الصفر، حيث بحث كل فرد عن عمل لمواجهة ظروف الحياة.

 

 

من جانبها أكدت الأخصائية الاجتماعية تقوى مبارك على قوة صمود المرأة السودانية خلال الفترة الماضية، بالرغم من المعاناة التي تعرضت لها نتيجة الصراع والنزوح واللجوء، لافتةً إلى أن المرأة، رغم كل ذلك، بدأت في استئناف حياتها ودخلت سوق العمل من خلال إطلاق مشاريع جديدة.

وأوضحت أن المرأة السودانية تعرضت لتصنيفات سياسية واتهامات، مما أدى إلى وجود فجوة في المجتمع الذي تعيش فيه. ومع ذلك، فإنها ظلت قوية وشجاعة، حيث تتميز بشخصيتها الفريدة، وهو ما يعرفه التاريخ، إنها هي التي تقود المجتمع من خلال فكرها وجهودها.

 

 

وتعرضت المرأة السودانية منذ بداية الصراع لعدة أشكال من العنف، خاصة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بحسب ما أكدته رئيسة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، سُليمة إسحق، مشيرةً إلى أن هذه القوات تتحمل مسؤولية الانتهاكات التي تعرضت لها النساء في البلاد منذ اندلاع النزاع.

ولفتت إلى أن المناطق التي "تنتشر فيها قوات الدعم السريع" تشهد زيادة في حالات الانتهاكات ضد النساء، حيث يتم استخدام العنف كجزء من استراتيجيات الحرب، كما كشفت عن توثيق 556 حالة اغتصاب "ارتكبتها قوات الدعم السريع" ضد النساء والفتيات منذ بداية الصراع.