هبة سكيك: النساء ما زلن بحاجة للتوعية الثقافية والقانونية

في ظل بيئة قانونية وثقافية راكدة أصبح هناك حاجة ملحة لإنشاء مراكز توعوية تعنى بتثقيف النساء لمساعدتهن في معرفة القوانين التي تضمن حقوقهن

رفيف اسليم

غزة ـ في ظل بيئة قانونية وثقافية راكدة أصبح هناك حاجة ملحة لإنشاء مراكز توعوية تعنى بتثقيف النساء لمساعدتهن في معرفة القوانين التي تضمن حقوقهن، وهذا ما سعى إليه مركز مريم للثقافة خلال عمله في قطاع غزة، ليقدم خدماته على مدار العام لعدد من النساء والفتيات اليافعات بمشاركة مختصات في علم النفس والقانون والأدب.

تقول هبة سكيك مديرة مركز مريم للثقافة "يعتبر شهر آذار فرصة كي تراجع المؤسسات مخطط الأنشطة المقدم للنساء بهدف تصويب الوضع القائم، واستقبال العام الجديد من خلال مخرجات مبنية على دراسات وأبحاث علمية دارسة لأوضاع النساء في قطاع غزة"، لافتةً أنها قامت خلال العام السابق بعدد من الأنشطة والفعاليات منها ما هو وجاهي وآخر عبر الانترنت، وناقشت خلالها العديد من القضايا كالقوانين الدولية الخاصة بالنساء مثل اتفاقية سيداو، وموقف السلطة منها.

وانتقلت هبة سكيك من القوانين الدولية للمحلية فعقدت جلسة لمناقشة قانون منع النساء من السفر دون إذن ولي الأمر، وذوي الأطفال أي الحاضنين لتلك الفئة، واستطاعت أن تحصل على التعديل القضائي في الجلسة ذاتها، مضيفةً أن المركز تناول القضايا والمستجدات الخاصة بالنساء التي طرأت على الساحة المحلية وكيفية تناول الإعلام لها من خلال ورشات العمل والدراسات البحثية للقيام بالخطوة التالية وهي الضغط لمناصرة تعديل بعض الإشكاليات.

ولفتت هبة سكيك إلى أن المجتمع لن يتقدم إلا بإحداث التنمية الثقافية "الوعاء الثقافي ينعكس على الواقع بالسلوك، لذلك حرصت على تقديم عدة تدريبات تثقيفية توعوية للنساء، خاصة المربيات منهن كالمعلمات لأن طريقة تعاملهن مع الجيل الجديد هو ما يحدد مسار النشء والعملية التعليمية بالكامل"، مشيرةً أن تعديل بعض التشريعات الظالمة للنساء، ومؤامتها مع القوانين الدولية هو أمر مهم لتحقيق العدالة المجتمعية.

ومن ضمن الأنشطة المنفذة وفق هبة سكيك إقامة أمسية شعرية بمشاركة شاعرات من فلسطين وخارجها، بالإضافة لمخيم تحت مسمى "شاعرات القدس" لليافعات، بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية للتوعية بأهمية مدينة القدس ونظم الشعر، مضيفةً أنها اهتمت بالعنف ضد النساء فعقدت جلسة لتناقش تلك القضايا مع المجلس التشريعي، كما قامت بدراسة تضمنت مراقبة حالات العنف وجرائم القتل ضد النساء خلال السنوات الخمس الأخيرة.  

وأشارت هبة سكيك إلى أنه بالإضافة للقضايا السابقة التي تم العمل عليها كان هناك زيارات مستمرة للقضاء وللشرطة النسائية والنيابة العامة، كما أنها سعت لأن تستفيد النساء من البرامج المقدمة قدر الإمكان فقد بلغت نسبة الحضور لديها من النساء في كل فعالية 90%، مدعمة الأنشطة السابقة بمشاركة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، في يوم مفتوح حول المرأة والسلام العالمي، وببرنامج إذاعي محلي يعكس ويناقش واقع النساء بالقطاع.

وتعمل هبة سكيك حالياً على إعداد كادر مثقف للتوعية بقضايا المرأة من كافة النواحي، ثقافياً واجتماعياً وتشريعياً، لافتةً أنه تم تقديم مشروع لوزارة التربية والتعليم بغزة حول حماية الفتيات من العنف الجنسي، والذي سينفذ من خلال تدريب الأخصائيات في تلك المدارس، بحيث يتم تعليم الطفلة كيف تحمي نفسها، وقد استجد هذا المشروع بعد حادثة اغتصاب طفلة في مدينة رفح التي شكلت صدمة للرأي العام.

ومن الصعوبات التي تواجهها هبة سكيك الحصول على التمويل خاصةً بالمشاريع التنموية التثقيفية المزمع تنفيذها، وعدم وجود كادر نسوي مثقف يعي ويؤمن بالنساء وقضاياهن لإحداث عملية التنمية والتثقيف خاصة أن المجتمع والقوانين تكيل بمكيالين كقضية الثأر للشرف، مؤكدةً أنها تعمل على ورقة مطالبات حالية للمجلس التشريعي، كي تستطيع من خلالها تعديل بعض القوانين الخاصة بالنساء.  

وبينت أن ورقة المطالبات تعتبر وسيلة لكسر الحاجز حول بعض القوانين الواجب تعديلها وفق متطلبات العصر "في السابق لم تكن المرأة تعمل لأن الرجل كان يعيلها أما اليوم فهي مضطرة للعمل، لذلك جاءت المطالبات لتعديل قانون راتب المرأة المتقاعدة"، لافتةً أن "جميع المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها مواطني غزة اليوم بسبب الاحتلال الإسرائيلي الذي ضيق الخناق وترك الرجل بلا عمل ليتفرع لممارسة شتى أنواع العنف على أسرته".

وأشارت هبة سكيك إلى أن "الانقسام السياسي من ضمن المعيقات، وله دور كبير في عدم تطبيق تلك القوانين، وبدء العمل بها حتى اليوم، بسبب عدم انعقاد المجلس التشريعي"، مشيرةً أنه قد تم خلال العام أيضاً العمل على إقرار قانون حصر الإرث لتنال المرأة حقها المالي من الميراث مثل الرجل من خلال المحكمة دون أن تعرض حياتها للخطر كما حدث مع عدة حالات في قطاع غزة.

ولفتت هبة سكيك في ختام حديثها إلى أن "عدم معالجة المتضررين نفسياً من عدوان أيار الأخير على قطاع غزة يمثل مشكلة كبرى فترى الأم المربية يتملكها الخوف إذا ما سمعت صوت تكسر الزجاج، وأطفالها كذلك الذين التحقوا بالمدارس بعد عام من القطيعة والدراسة الإلكترونية بسبب جائحة كورونا دون أن تعد لهم المدراس برامج تفريغ نفسي"، مؤكدةً أن الأطفال والأمهات بحاجة ماسة لعلاج اضطرابات ما بعد الحرب.