فريال الكوفحي بصدد إصدار كتاب يتضمن 250 أكلة شعبية وتراثية أردنية

في سلسلة من اللقاءات التي تجريها وكالتنا مع النساء المنتجات في الأردن بدأنا من "عروس الشمال" مدينة إربد

سرى الضمور

الأردن ـ في سلسلة من اللقاءات التي تجريها وكالتنا مع النساء المنتجات في الأردن بدأنا من "عروس الشمال" مدينة إربد إحدى المدن الرئيسية في المملكة حيث تقطن الستينية فريال الكوفحي الرائدة في صناعة المأكولات الشعبية التراثية لتقدمها بطرق صحية من خلال مطبخها الإنتاجي.

فريال الكوفحي تحدت ثقافة العيب وبدأت بالعمل منذ عام 1993، أسباب اقتصادية دعتها لإجراء تعديل على نمط المأكولات الشعبية لتقدم بطرق صحية تتناسب وحاجة الجميع للاستمتاع بمذاق لذيذ شهي في آن واحد، "منذ صغري وأنا أحب التراث وأرغب بالمحافظة عليه ومن هنا بدأت مشواري لتحقيق أحلامي".

تمكنت من الاستمرار في عملها منذ ذلك الحين ولغاية اليوم وعملت بجهد حثيث وأعالت أسرتها المكونة من خمسة أبناء وثلاث فتيات، كافحت من أجل تعليم أبنائها وتخريجهم من أعرق الجامعات وبشهادات أكاديمية تتناسب وطموحاتهم وميولهم المستقبلية.

وبالرغم من ثقل المسؤولية كانت فريال الكوفحي تربط الليل بالنهار لأجل تقديم أفضل وأشهى الوجبات خصوصاً في مواسم صناعة الزيتون وقطافه وعصره ومواسم الزعتر وغيرها من المنتجات البلدية، في سبيل أن تتمكن من دفع الأقساط الجامعية لأبنائها، ليتدرج أبنائها في دراسة الهندسة والطب والصيدلة والإسعاف وغيرها من التخصصات، والتي بدورها عزت سبب تفوقها مساعدتهم ومثابرتهم خلال مسيرتها في العمل.

بدأت مشوارها العملي في منزلها في مدينة إربد وبشكل مؤقت، قامت بتجهيز المأكولات بجهد ومثابرة شخصية منها وبدعم ورعاية من نساء المجتمع المحلي، وزادت رغبتها بعد أن ذاع صيتها وشهرتها في صناعة المأكولات الشعبية لتسجل في جمعيات خيرية و"بازارات نسائية" المخصصة لصاحبات المشاريع الصغيرة والمنزلية في سبيل التدرج بمشروعها، "كنت أتحمل عناء حمل الأفران الخاصة لصناعة المأكولات الشعبية إلى أماكن العرض لأعزز فكرة وجودي وأضع بصمتي في محيط أسرتي ومكانتي الاجتماعية".

وتستخدم فريال الكوفحي التي اشتهرت بصناعة المكمورة الأردنية والكشك والزعتر والمعجنات وغيرها من المأكولات الشعبية الرائدة التي تدل على أصالة وعراقة التراث الأردني والتي حققت انتشاراً واسع في إربد نظراً لإتقانها عند تقديمها؛ منتجات طبيعية في تحضير المأكولات الشعبية مثل زيت الزيتون وطحين القمح والزعتر والسبانخ وغيرها من المنتجات الرائدة في مدينة إربد، ودائماً ما تنصح بضرورة العودة إلى المأكولات الشعبية والابتعاد عن الوجبات السريعة والتي غالباً ما تضر بصحتهم.

وفي ظل تبعات جائحة كورونا التي ألقت بظلال وخيمة على العديد من المشاريع الإنتاجية والأسر العاملة في الأردن، تمكنت فريال الكوفحي من أن تصنع موقفاً مغايراً لتلك الأحداث حيث لم تدعها الظروف الحاجة لأحد على حد قولها، نظراً لاعتمادها على ذاتها وتوفير مؤن المنزل لتكتفي طوال المدة من الحجر المنزلي الذي فرض خلال مدة الجائحة بما هو متوفر لديها من مخزون المؤن والمواد الأساسية ومن ثمار الطبيعة المجاورة لها.

وأوضحت أنها بعد سنوات طوال من العمل والمثابرة بصدد نشر كتابها الأول والذي ينتظر الموافقة من قبل وزارة الثقافة الأردنية والذي يحتوي على 250 وصفة تراثية صحية مشهورة ومستقاة من الجيل القديم من الأمهات والجدات، "المرأة سيدة نفسها وهي من تملك خيار الترف أو العوز وتستطيع رغماً عن كل الظروف أن توجد لنفسها بارقة أمل لتتجدد وتنطلق نحو الحياة".

وتعتز فريال الكوفحي بدورها كمزارعة لقدرتها على تكييف خيرات الأرض المتوفرة لصناعتها إلى منتجات ذات جودة وطعم فريد، وعزت أسباب نجاحها وتميزها إلى قدرتها على الموائمة ما بين الأسرة والعمل أياً كانت الظرف لتستمد قوتها من قوة الأرض.