دليشان إيبش... صوت الحقيقة
في الذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الإعلامية دليشان إيبش ما زالت ذكراها خالدة في كل مؤسسة إعلامية بشمال وشرق سوريا.
نورشان عبدي
كوباني ـ من خلال تقاريرها وبرامجها الإعلامية وارتباطها برفيقاتها ومشاركتها تجربتها في العمل معهن، أظهرت الصحفية دليشان إيبش حقيقة ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا.
بدأت دليشان إيبش العمل الإعلامي بهدف ترسيخ حقيقة ثورة المرأة، وخلال تغطيتها لهجمات مرتزقة داعش على مناطق شمال وشرق سوريا أرادت بعملها كمراسلة حربية التأكيد على دور المقاتلات في عمليات التحرير. واستشهدت في 12 تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، مع اثنين من رفاقها، نتيجة تفجير إرهابي استهدف المدنيين الفارين من مناطق دير الزور نتيجة الاشتباكات بين قوات النظام ومرتزقة داعش على طريق خرافي الواصل بين مدينتي الحسكة ودير الزور في شمال وشرق سوريا.
ولدت دليشان إيبش في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا عام 1992، ودرست حتى الثانوية في مدارس مدينة كوباني وبعدها انتقلت إلى مدينة حلب لتكمل تعليمها ولكن بسبب الأحداث في سوريا عام 2011 لم تتمكن من إتمام دراستها، ومع اندلاع ثورة روج آفا في 19 تموز/يوليو عام 2012 عادت إلى مدينة كوباني.
تقول شمسة محمد علي والدة الشهيدة دليشان إيبش "تفوقت ابنتي بدراستها، لقد تركت فراغاً كبيراً في المنزل عندما ذهبت إلى مدينة حلب لكي تكمل دارستها، كانت لديها روح المسؤولية وامتلكت شخصية قوية قادرة على حل المشاكل التي كنا نواجهها".
وأضافت "شاركت في جميع حملات قوات سوريا الديمقراطية ضد مرتزقة داعش في كل من صرين، منبج، الطبقة والرقة وآخرها حملة عاصفة الجزيرة في دير الزور". مستذكرةً تأثر دليشان إيبش بعد أن سيطر داعش على مساحات واسعة من كوباني "بعد شن مرتزقة داعش هجومه على كوباني في عام 2014 جاءت دليشان إلى المنزل وكانت حزينة جداً، الجميع كان حزين ولكنها كانت متأثرة أكثر لذلك قلت لها ماذا تفعلين هنا أذهبي وأكملي عملك وبالفعل ذهبت".
بقيت نحو 20 يوماً لتغطية المعارك في كوباني وعندما عادت إلى عائلتها تم اعتقالها من قبل القوات التركية، تقول شمسة محمد علي "اعتقلت دليشان مع مجموعة من أصدقائها وبعد خروجها من السجن استمرت في العمل الإعلامي في راديو صوت جودي بمدينة قامشلو، ثم عادت إلى مدينة كوباني بعد تحريرها عام 2015، لتعمل في راديو صوت كوباني".
حملت كاميراتها في جميع جبهات القتال ضد مرتزقة داعش على مدى 6 أعوام من مسيرتها الإعلامية، وتابعت جميع حملات قوات سوريا الديمقراطية ضد فكر وظلام داعش، وكافحت من أجل إظهار الحقيقة بدءاً من مقاومة كوباني وصولاً إلى حملة تحرير مدينة منبج، ثم الطبقة والرقة وآخرها كانت حملة عاصفة الجزيرة بدير الزور والتي كانت آخر معاقل المرتزقة، ولعبت دوراً فعالاً في سبيل إظهار صوت المرأة الحرة للعالم.
تقول شمسة محمد علي "رغم خوفي وقلقي الكبيرين عليها لم أقف بطريقها يوماً، بل كنت دائماً أشجعها للتقدم في عملها لأني كنت مدركةً لشغفها الكبير بهذا العمل"، مشيرةً إلى أن دليشان إيبش بعد أن توجهت إلى دير الزور لم تتواصل معهم ولم تخبرهم بانضمامها لتغطية الحملة.
وأوضحت "لم تخبرنا أنها موجودة في دير الزور فقط بعثت رسالة لأخيها وأخبرته بأنها ستخرج من مدينة قامشلو، لكنها لم تخبرنا بوجهتها وبعد عدة أيام وصلنا نبأ استشهادها مع اثنين من رفاقها أثناء تغطيهم الأحداث ومساعدة النازحين. حتى اليوم لا أصدق أنها استشهدت، ولكن رغم الألم أنا فخورة بها".
كتبت دليشان إيبش في مذكراتها "المرأة ليست عديمة القوة أو ضعيفة ليست محكومة في أسواق النخاسة ليست محكومة بالاضطهاد والإنكار، لأنها باتت طليعية في المقاومة ضد الذهنية السلطوية، بمقاومتها الباسلة التي تبديها في جميع المجالات".