"دار الرحمة لرعاية الأيتام" ملاذ الأمل لأطفال بلا مأوى
رعاية الأيتام ليست مجرد واجب إنساني، بل رسالة أمل تشعل نور المستقبل في قلوب الأطفال الذين فقدوا نعمة العيش في كنف أسرهم.

أسماء محمد
قامشلو ـ تحتضن دار الرحمة في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا أكثر من خمسين طفلًا يتيماً، وتقدم لهم الرعاية الكاملة من مأوى وتعليم وصحة، وايضاً تسعى كذلك إلى توفير بيئة آمنة ومحفزة تضمن لهم مستقبلاً مشرقاً وحياة كريمة.
جراء الحرب السورية فقد آلاف الأطفال عائلاتهم، ولاحتضانهم افتتحت العديد من مراكز رعاية الأيتام كمنارة أمل تضئ طريقهم نحو حياة أفضل.
من هذه الراكز دار الرحمة التي تأسست في مدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا في آذار/مارس 2021، وبذلت جهوداً متواصلة لتوفير الرعاية الشاملة لهؤلاء الأطفال، حيث وفرت لهم مأوى آمناً وداعماً في محاولة لتعويضهم عن الفقد الكبير الذي يعانونه.
ولم يقتصر الدعم المقدم من الدار على الجوانب المادية فقط، بل شمل التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، مما ساهم في بناء شخصياتهم ومنحهم الأمل في غدٍ مشرق.
ملجأ آمن يوفر حياة مستقرة لهم
وقالت الإدارية في دار الرحمة لرعاية الأطفال انتصار العلي أن الجمعية مرخصة، و"تهتم حتى اليوم بـ 50 طفلاً وطفلة من أبناء مدينة قامشلو، منهم من فقد والدته، ومنهم من فقد والده، ومنهم من فقد كلا الوالدين، ليجدوا في دار الرحمة ملاذاً دافئاً يحنو عليهم ويؤمن لهم الحياة الكريمة".
وأوضحت أن فكرة تأسيس دار الرحمة جاءت بعد أن "وجدنا خمسة أطفال يتامى بلا عائلة ترعاهم، فكان لا بد من توفير ملجأ آمن يؤمن لهم حياة مستقرة من كل الجوانب الاجتماعية والتعليمية والنفسية، ولتحقيق ذلك يعمل في الدار 15 شخصاً متخصصين في تعليم الأطفال القراءة والكتابة، مع تقديم رعاية صحية كاملة تشمل الغذاء الصحي والملابس والنظافة الشخصية".
وينقسم الأطفال في السكن فالفتيات في قسم والفتية في قسم "تضم دار الإناث 3 غرف مخصصة للنوم، وقسم لتبديل الملابس، وقسم للتعليم، ونحرص أيضاً على تنمية مواهب الأطفال عبر نشاطات ترفيهية مثل الرسم والرقص، لتكون حياتهم ملونة بالإبداع والفرح، ونعمل بتنسيق مستمر مع المجتمع المحلي، لكن للأسف لا تحظى دار الرحمة بدعم كافٍ من المنظمات المحلية أو الدولية، ونأمل أن يتسع الدعم لنتمكن من توسيع الدار واستقبال المزيد من الأطفال الذين لا مأوى لهم".
السعي مستمر رغم التحديات
وعن دورهم في دار الرحمة بينت انتصار العلي أن السعي مستمر للارتقاء بالأطفال في التعليم "يتم تسجيل الأطفال في المدارس، وتتابع دراستهم مجموعة من المعلمات المختصات في قسم الذكور والإناث، كما نقدم لهم دعماً نفسياً من خلال مرشدين نفسيين متخصصين، لمساعدتهم على تجاوز الألم ودمجهم في المجتمع بقلوب مفعمة بالأمل".
ولا يخلو العمل من التحديات كما بينت انتصار العلي "رغم التحديات المستمرة خاصة في تأمين الرواتب والاحتياجات الأساسية من طعام وملابس، نتمسك بالأمل ونواصل العمل بشغف من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال"، لافتةً إلى أن "الإدارة الذاتية قدمت لنا دعماً مادياً من المحروقات والمواد الأساسية، كما تدعم هيئة الشؤون الاجتماعية الدار بتوفير بعض المواد اللوجستية اللازمة للحياة اليومية".
واختتمت انتصار العلي حديثها بالتأكيد على ضرورة تكاتف المجتمع المحلي من أجل رعاية الأطفال ضحايا الحرب لضمان مستقبل أفضل لهم "نناشد المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية لتقديم دعم مستدام يمكننا من رعاية الأطفال حتى سن البلوغ والاعتماد على أنفسهم، وتأمين كل ما يحتاجونه ليعيشوا حياة كريمة ومستقرة. دار الرحمة ليست مجرد مكان، بل هي بيت الأمل الذي يحتضن أحلام هؤلاء الأطفال وينير دروبهم نحو مستقبل أجمل".