"بيت حياة الطفولة" خطوة نحو ضمان مستقبل الأطفال المشردين
يهدف مركز "بيت حياة الطفولة" الذي افتتح مؤخراً في مناطق شمال وشرق سوريا لتقديم الدعم للأطفال الذين فقدوا ذويهم.
شيرين محمد
قامشلو ـ ازداد عدد الأطفال الأيتام في سوريا خلال السنوات الأخيرة جراء ما عانته البلاد من حرب مستعرة، وتمضي مناطق شمال وشرق سوريا نحو احتضان الأطفال الذين فقدوا ذويهم لإنقاذهم من التشرد وتداعياته عليهم وعلى المجتمع مستقبلاً.
لأن أكثر المتضررين من الحروب هم الأطفال قررت هيئة الإدارة المحلية والبيئة افتتاح مركز للأطفال المتشردين وتعاونت مع عدة مؤسسات أخرى منها مؤتمر ستار، وهيئة المرأة، ليعلن في 24 آب/أغسطس افتتاح مركز "بيت حياة الأطفال" لرعاية المشردين والايتام والاهتمام بهم.
يضم المركز الأطفال المشردين والأيتام الذين ليس لديهم من يهتم بهم بهدف القضاء على ظاهرة التسول وعمالة الأطفال وجميع المظاهر التي تعد انتهاكاً لحقوق الأطفال.
"الأطفال عرضة للاستغلال"
أشارت كوين محمد الإدارية في مركز "بيت حياة الطفولة"، إلى أن هدف المركز إنقاذ الأطفال من مستقبل مجهول ومنحهم كافة حقوقهم في التعلم والأمان والحب كما في العائلة.
تجري الاستعدادات لهذا المشروع منذ نحو عام كما تبين كوين محمد "بدأنا بتجهيز المركز من كافة النواحي وتعاونت العديد من المؤسسات في بناء هذا المركز والنقاش حول آلية العمل والبرنامج العام له، ففي السنوات العشر الماضية عانت المنطقة بشكل عام من حالة عدم الاستقرار والحروب وهذا ما أثر بشكل مباشر على الأطفال فتشرد معظم من فقدوا عائلاتهم، وتحولوا للعمل أو التسول بدلاً من الدراسة".
وأشارت إلى أن للحرب تأثيراتها السلبية التي انعكست على الأطفال أكثر من غيرهم من الفئات، مبينةً أن العديد ممن فقدو العائلة كانوا عرضة للاستغلال وعمالة الأطفال "تم استغلال معظم الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم في الحرب للعمل بالتسول والسرقة كما أن عدداً ليس بقليل كان عرضة لاستغلال مروجي المخدرات مما يؤثر على المنطقة بشكل عام".
ولفتت إلى أن الطفل من حقه أن يتعلم ويعيش مع عائلته بينما هذه الظواهر تدمر المجتمعات، من هنا ترى أن افتتاح دار تأوي هذه الفئة من المجتمع ضرورة ملحة، خاصةً مع قلة الوعي اتجاه التعامل مع هؤلاء الأطفال وعدم إدراك لخطورة هذه الظاهرة، مبينةً أن الأطفال الذي يعيشون ضمن أسر فقيرة عرضة أيضاً للعديد من الانتهاكات فهم يجبرون على العمل والتسول لكنها تؤكد دعمهم لتلك الأسر من أجل أن يعيش الأطفال في بيئة آمنة "نعمل بشكل كبير للحد من هذه الظواهر ونتواصل مع العوائل لمعرفة ما ينقصها وتقديم المساعدات لهم لكيلا تصل هذه الظاهرة إلى مستوى لا يمكن السيطرة عليها".
لم يستقبل "بيت حياة الطفولة" أطفالاً بعد لكن الإدارية كوين محمد تؤكد أن ذلك سيكون في وقت قريب جداً "هناك إجراءات بسيطة ومن ثم سيتم افتتاح المركز والبدء باستقبال الأطفال حيث سيضم نحو 30 طفلاً".
"نساعدهم للحصول على كافة حقوقهم"
وبينت كوين محمد أنه "نستقبل الأطفال من عمر الـ 5 إلى عمر الـ 18 عاماً وفي البداية يتم متابعة تصرفاتهم ودراستها من قبل مختصين وبعدها نعمل على تعليمهم ومعالجة من يحتاج إلى معالجة من أي ناحية كانت صحية نفسية لمساعدتهم على التأقلم مع الحياة الطبيعية مثل باقي الأطفال ونجعلهم يعيشون على أنهم عائلة واحدة".
وأضافت "نسعى جاهدين لتقديم الأفضل للأطفال الذي سيكونون جزءاً من المركز ولنزرع فيهم الحب وكيفية تطوير أنفسهم ومواهبهم إن وجدت"، مشيرةً إلى أن عمل المركز سيكون وفقاً لنظام أي منزل وليس كمركز يقوم على قوانين صارمة "سيكون نظامنا ليناً مع الأطفال، بالإضافة إلى أنه عندما يصبح الطفل في سن الـ 18 نقدم تقرير عن حياته ومعلومات شخصية عنه ليستطيع استكمال دراسته أو العمل في أي اختصاص أو مهنة يرغب بها".
وفي ختام حديثها أكدت الإدارية في مركز بيت حياة الطفولة كوين محمد أن مستقبل المجتمعات يعتمد على الأطفال لذا فبقاء هؤلاء الأطفال على هذه الحالة سيؤثر على مستقبل المجتمع بشكل كبير.