"بيام" بدأت بخطوة صغيرة واليوم تدعم أكثر من خمسين امرأة في عامودا

تعد منظمة بيام للتنمية ورعاية الأيتام إحدى المبادرات المدنية النشطة في ناحية عامودا التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا.

شيرين محمد

قامشلو ـ تأسست منظمة بيام للتنمية ورعاية الأيتام في ناحية عامودا التابعة لمدينة قامشلو بإقليم شمال وشرق سوريا استجابةً للحاجة المتزايدة إلى دعم الأطفال الأيتام وأسرهم، سواء من النواحي الصحية أو النفسية والاجتماعية.

في مدينة عامودا، حيث لا تزال آثار الحرب وتبعاتها تثقل كاهل العديد من العائلات وتترك بصماتها على الأطفال والنساء بشكل خاص، تأسست منظمة "بيام للتنمية ورعاية الأيتام" كمبادرة إنسانية تهدف إلى تخفيف وطأة تلك الأعباء، فالمنظمة تأسست استجابة لحاجة مجتمعية متزايدة لرعاية الأطفال الأيتام، وتقديم الدعم لأسرهم خاصة الأرامل، من خلال برامج متكاملة تشمل الدعم الصحي والنفسي، والتعليم، وتمكين المرأة اقتصادياً.

ومن رؤية إنسانية نابعة من معاناة عاشتها عن قرب، قررت سعادت خليل أن تؤسس مركزاً يُعنى بالأيتام، فقد تأثرت كثيراً بالمشاهد المؤلمة للأطفال في الشوارع، وبكلمة واحدة تكررت أمامها كثيراً "ما عندنا أب وأم"، فكانت تلك الشرارة الأولى التي دفعتها للعمل على إنشاء مشروع صغير سرعان ما تحول إلى مركز رعاية مجتمعي فاعل، مدعوم بأصحاب الخير والداعمين المحليين.

تحدثت إدارية منظمة "بيام للتنمية ورعاية الأيتام" سعادت خليل عن مسيرة الدعم المجتمعي للأطفال الأيتام في مدينة عامودا، وجهود المنظمة التي تأسست منذ ثلاث سنوات في التمكين والتوعية والتعليم.

وقالت أن نقطة الانطلاق كانت تجربة شخصية لها وأثرت عليها "تألمت كثيراً لرؤية الأطفال الأيتام في الشوارع، تكررت أمامي عبارة (ما عندنا أب أو أم) بشكل مؤلم، وكان لابد من فعل شيء، رغم أن المؤسسات تسعى بشكل مستمر لحماية الأطفال وتوفير كل شيء لهم إلا أن العبء كبير فأردت أن أسعى أيضاً ليكون لي بصمة مميزة، فبدأت بخطوة صغيرة مشروع بسيط  والآن تحول إلى مركز يقدم خدمات حقيقية، بدعم من أهل الخير والمجتمع المحلي".

من خلال حديثها بينت أن "المنظمة سعت إلى سد ثغرات حقيقية يعاني منها الأيتام وأسرهم، بدءاً من تأمين الأدوية والمستلزمات الأساسية، وصولاً إلى توفير الدعم النفسي والاجتماعي الذي يشكل موقع مهم ودافع لاستقرار هذه العوائل"، مضيفةً أنه "أعطينا أهمية كبيرة للتعليم وواجهنا تحدياً كبيراً في قضية التسرب المدرسي، فقمنا بدراسة أسبابه، وحاولنا معالجتها قدر المستطاع، سواء عبر تقديم اللوازم الدراسية أو من خلال دورات دعم وتعليم للأطفال".

وأوضحت أن "العمل لم يتوقف عند الأطفال فقط، ففور تأسيس المركز برزت الحاجة لدعم النساء في محيطنا، وخاصة الأمهات الأرامل والحوامل، بدأنا بتنظيم دورات تدريبية في مجالات مختلفة مثل الخياطة، التمريض، الأعمال اليدوية، والتريكو، لنساعد النساء على اكتساب مهارات تفتح لهن آفاق جديدة لتطور أنفسهن"، مبينة أنه "تمكنا من دعم أكثر من خمسين امرأة في عامودا فقط، بعضهن بدأن بمشاريع صغيرة بعد حصولهن على مواد أساسية، والبعض الآخر جاء لتطوير مهاراته فقط إذ كانت العديد من النساء يمتلكن وظائف في المؤسسات التي يكسبن من خلالها الدعم المادي لسيرورة حياتهن، هذه الخطوات البسيطة صنعت فرقاً كبيراً في حياة الكثير من النساء".

إلى جانب الأنشطة اليومية تبذل المنظمة جهداً كبيراً لتوسيع نطاق عملها والوصول إلى مناطق أخرى ضمن إقليم شمال وشرق سوريا، بهذه الكلمات أكدت سعادت خليل أن العمل مستمر وبقوة "رغم التحديات نحن على تواصل مستمر مع المؤسسات المحلية، وأكثر شريك لنا في الفعاليات هو مجلس عوائل الشهداء. نحاول أن نكون حاضرين على مدار العام، في الصيف والشتاء ونسعى لأن يكون المركز مساحة داعمة للأطفال وعائلاتهم، وليس مأوى، فهم يعيشون في منازلهم ونحن فقط نقدم لهم الدعم اللازم".

واختتمت إدارية منظمة "بيام للتنمية ورعاية الأيتام" سعادت خليل حديثها بالقول أن "ما يميز تجربة "بيام" ليس فقط اتساع نطاق نشاطها، بل انطلاقها من حس إنساني صادق، من خلال تصميمي وعزيمتي في دعم الأطفال بدأت وكل يوم أكمل دون توقف".