بشخصيتها القوية والمثابرة أصبحت مصدر إلهام لجميع نساء القرية
تقول "البيطرية" ابنه قرج داغ، إن السهول والحيوانات التي ترعاها هي مصدر الحياة بالنسبة لها. سفيم قزلتبه تعيش في هضاب قرج داغ، تمتاز بشخصية قوية ومثابرة وأصبحت مصدر إلهام لجميع نساء قريتها.
آمد-
سفيم قزلتبه تبلغ من العمر 50 عاماً من أهالي قرية كوليا التابعة لقرج داغ، تعيش في تلك الجبال الواقعة على مثلث رها وآمد وماردين. تهتم سفيم وترعى حيواناتها بكل عناية وشغف، بدءاً من إطعامها وصولاً إلى معالجتها وإجراء عمليات جراحية للحيوانات المريضة. وهي الأم والبيطرية التي تعالج الحيوانات. بشخصيتها المثابرة والقوية تحولت إلى نموذج يحتذى به بين جميع نساء القرية. ورغم أن لديها منزل، إلا أنها تفضل العيش مع حيواناتها في المراعي (زوزان).
"أقضي جل نهاري في العمل"
تعمل سفيم قزلتبه دون كلل أو ملل منذ مطلع الشمس وحتى المغيب، وتقول حول طبيعة حياتها "أغنامي هي كل شيء بالنسبة لي. أعيش في هذه المراعي (زوزان) منذ 30 عاماً. لدينا هنا منازل وزرائب. نعيش في مراعي وهضاب جبال قرج داغ منذ سنوات طويلة. ورغم تقدمي في العمر فقد قضيت جل حياتي في خدمة ورعاية حيواناتي. استيقظ مع شروق الشمس وأحلب الأغنام، وأنقل الحليب إلى المنزل ثم أنظف الزرائب. وإذا كانت هناك مشاكل في الخيم أقوم بإصلاحها وصيانتها. ومن ثم أضع العلف للماعز والأغنام، كما أطعم الطيور، وهكذا أقضي جل نهاي في العمل".
"أصنع الجبن والسمن من حليب المواشي"
وتقول سفيم قزلتبه أنها تؤمن معيشتها من انتاجها من الألبان والأجبان واللحوم، "نحن نستفيد من لحوم المواشي والطيور. أنا بالنسبة لي لا أبيع الحليب كما يفعل العديد من أهالي القرية، بل أعمل بنفسي على صناعة الجبن والسمن. حيواناتي هي كل شيء بالنسبة لي. دائما أقول لأفراد أسرتي "إذا توفيت، لا تدفنونني بعيداً عن حيواناتي"، أنا أحبهم كثيراً. أنام واستيقظ مع أغنامي، ليس لدي بنات ولا زوجة أبن".
"تعالج جميع حيوانات القرية"
تعرف سفيم قزلتبه بين أهالي القرية بـ "البيطرية"، فبالإضافة إلى رعاية المواشي والحيوانات، فإنها أيضاً تعالج حيواناتها وجميع حيوانات القرية، تعالج الجروح والأمراض الأخرى التي تصيب الحيوانات. كما إن بإمكانها إجراء عمليات جراحية للخراف والجداء. وتقول حول عملها في معالجة الحيوانات "أنا لا أهتم فقط بإطعام الحيوانات، ولكنني أيضاً أداوي الأغنام والماعز حين تمرض. قبل أيام أجريت عملية جراحية لإحدى الجداء. لأننا لا نملك المزيد من الإمكانيات فإننا نضطر إلى الاهتمام بالحيوانات بأنفسنا. فعندما تمرض إحدى الحيوانات أو تتعرض لكسر في العظام، أهتم بها ليل نهار. أقوم بتجبير الكسور ومداواة الجراح. الحيوانات تخاف من بقية الناس، ولكن عندما تراني فإنها تتجه نحوي. مع بداية شهر آذار/مارس نتوجه إلى المراعي (زوزان)، وهي ليست بعيدة. نتوجه إلى مراعينا الواقعة في محيط جبال قرج داغ، لذلك فقد بنينا لنا منازل، ونقيم ونعيش هنا".