أول مشفى للقلب والعين في شمال وشرق سوريا تثبت فعاليتها

أجرى أول مشفى للقلب والعين في شمال وشرق سوريا ما يقارب الـ 5000 عملية قثطرة قلبية، وأكثر من 40 عملية قلب مفتوح، وحوالي 100 عملية ليزك، و541 ليزر، و800 عملية ساد ومجرى الدَّمع واستئصال ظفرة وغيرها

رهف يوسف 
قامشلو ـ .
قدم مشفى القلب والعين العون والدعم والمساعدة لمئات المرضى، ويسعى لتطوير نفسه ومواكبة كل ما هو جديد في الميدان الطبي. 
 
"افتتحنا مشفى القلب والعين لنرتقي بالواقع الخدمي الصّحي"
 
 
قالت لوكالتنا أمينة المستودع حبيبة رمضان عثمان، أن مستشفى القلب والعين تأسس في الأول من كانون الثاني/يناير 2019، ولكنه افتتح في 13 كانون الثاني/يناير 2019، "في إقليم الجَّزيرة لم يكن هناك مركز للقلبية والعينية، فأجبر المرضى على السَّفر إلى دمشق لتلقي العلاج، وبعد الأحداث التي بدأت من 2011، أصبح من الصَّعب التَّنقل، ولا سيما في الحالات الاسعافية التي تحتاج لقثطرة، فجاء هذا المستشفى لخدمتهم".  
وأبرز الصّعوبات التي واجهت العمل هي تأمين الأدوية والأجهزة "عانت الإدارة الذّاتية صعوبة إدخال المستلزمات الطبية عبر طريق الشّحن الدَّولي والحدودي، إضافة للتنسيق والتّعامل مع الشّركات المُختصة".  
وبالنسبة للأدوية ساهمت هيئة الصّحة بتوفيرها، كونها تتكفل بتأمين الأدوية للمراكز الصّحية بإقليم الجّزيرة "بما أننا نعمل اليوم على مستوى شمال وشرق سوريا، فإننا نتفق مع بعضنا ونبحث عن النَّواقص في مجالات الاختصاصات الموجودة هنا، ثم نقدم طلبية بها".
أما عن تقانة الأجهزة قالت "عندما نستورد الأجهزة، يكون المركز الطبي حاصل على وكالة من الشَّركة المُصنعة، وبالتالي القطع متوفرة، ففي حال الأعطال التَّقنية والفنيّة نتلافى النقص بسرعة".
ويضم المشفى كادر مؤلف من 80% نساء، موزع على قسمي القلبية والعينية "تأخرنا بافتتاح قسم العينية قليلاً، لحدوث بعض المعوقات، وافتتحنا قسم جراحة القلب وهو الأول في الإقليم، لذا نعتبر ذلك إنجاز كبير، وما يزال عملنا متواصلاً".
وترى حبيبة عثمان أنهم حققوا نجاحاً كبيراً في نطاق عملهم بتعاون وتنسيق كادر المشفى بأكمله، ولكنهم أجبروا على إيقاف عيادات قسم العينية خلال فترة الحظر "نتيجة الازدحام الكبير الذي كان يحدثه المراجعين أوقفنا العيادات، ولكن قسم العمليات استمر بنشاطه، ولا سيما الحالات الاسعافية".
ويتم ابلاغ المشفى بالحالات المتواجدة في شمال وشرق سوريا قبل قدومها "تختلف آلية التعامل مع المهجرين، لأننا نراعي الحالات الخاصة من ناحية التّكلفة واعطائهم الأولوية، ومن الممنوع نقل المريض لمشفى آخر، لأن الغرف والعناية متوفرة والأسرة كثيرة".
وتابعت "لدينا عناية مشددة وفنيين ومُختصين، وبعد عملية القثطرة ينقل المريض للجناح ويتم مراقبته ست ساعات، أما في حالات البالون أو الشبكة الدوائية تكون المراقبة 24 ساعة في العناية".
وحول الأطباء "هم معروفون في منطقتنا ويداومون بالتناوب"، وأضافت "في أول عملية للقلب جاءنا كادر طبي من إقليم كردستان أشرف على أربع عمليات تمت بنجاح، وتابع أطبائنا بقية العمل لاحقاً، وفي أول عملية لتصحيح البصر طلبنا أطباء من حلب يتقنون العمل على الأجهزة". 
وتبين أنهم أرسلوا بعثة من فنيين التَّخدير إلى إقليم كردستان لمدة ثلاث أشهر ليستفيدوا من الخبرات المتواجدة هناك "لدينا مسؤوليات والتزامات، لذا علينا أن نكون أهل لها".
وتؤكد أنه عند وجود الحالات الاسعافية يساعد الهلال الأحمر الكردي على إيصالها، ولا سيما في المناطق البعيدة، إضافة إن لدى المشفى سيارة اسعاف تحتوي على جميع الأجهزة اللازمة كالأوكسجين والأدوية وفيها فني تخدير وممرضة.  
 
نشاط ونجاح عمليات القسمين 
 
أما مساعدة الجراح في قسم جراحة القلب منور عبد حسين، تبين أن قسم القلبية مجهز بغرفتين لإجراء عمليات القثطرة القلبية "نعمل على الحالات التَّشخيصية للقثطرة، وتوسيع الشَّرايين الاكليلية".
وتبين أنه منذ الافتتاح عملوا على علاج أكثر من 5000 حالة بين القثطرة التشخيصية وتوسيع الشَّرايين الاكليلية "القسم أثبت فعاليته من خلال خدمة شريحة واسعة من الأهالي، فجميع أنواع الأجهزة والأدوية متوفرة كالشبكات الدوائية". 
وقالت "بعض المواد تتأخر في الوصول إلينا، مما يعرقل عملنا، لكن ذلك عائق خارج عن ارادتنا، إضافة لأننا نتعرض للأشعة التي تضر الجسم والدماغ والعظام على مدى المستقبل القريب، رغم أننا نعمل بالواقي والدَّروع، ومن الصّعب الحصول على استراحة لأن عدد الفنيين قليل".
ومن المحتمل أن يتم افتتاح قسم للأطفال يتم فيه اغلاق الفتحات القلبية عن طريق القثطرة، وجراحة القلب، والذي لم يتم افتتاحه لأن الحالات نادرة، ولصعوبة إيصال بعض المواد في الوقت المحدد، كما أوضحت. 
وفي غرفة جراحة القلب قالت "نعمل منذ ثلاث أو أربع أشهر على الجراحات، وهذا جديد في شمال وشرق سوريا، وقمنا بأكثر من 40 عملية قلب مفتوح، وأكثر ما نعمل عليه المجازات الاكليلية، وحالات نادرة كالماكزوما وإغلاق فتحات القلب".
وشرحت حالة ماكزوما لامرأة "إنها كتلة هلامية داخل جوف القلب، تظهر عن طريق الإيكو، قمنا بإزالتها بشكل نهائي، والمريضة كانت بوضع ممتاز، والطبيب الجراح أشرف عليها ليومين بعد نهايتها، وقمنا بعملية فتحة بين البطينين لطفلة صغيرة".
وحسب قانون المشفى ففي كل أسبوع تجرى ثلاث عمليات جراحية، والحديث لمنور عبد حسين "نريد أن نتوسع ونتطور في عملنا، ونحن نعمل بنصف القيمة أو ربعها لخدمة أهالينا". 
"عندما نقارن تعبنا وجهدنا بالنتائج الجيدة التي نحققها، يصبح لدينا دافع للمواصلة واتمام هذا العمل" بهذه الجملة اختتمت منور عبد حسين حديثها.
 
 
ومن قسم العينية قالت عضو الأرشيف والديوان صبا حمندي "يتألف هذا القسم من قسمين هما العيادات والعمليات، والعيادات تتألف من ثلاث غرف هي العيادات والمعاينة والتصوير وفي غرفة المعاينة يوجد جهاز الأوتو لقياس النظر والمصباح الشقي لكشف أمراض العين".
وتابعت "تحوي الغرفة الثانية على أجهزة تصوير العين، الأول جهاز الأوتو سي تصوير شبكية العين، والثاني الطبوغرافيا لتصوير قرنية العين ولا سيما في عمليات الليزك، والثَّالث لقياس عدسة العين ويستخدم في عمليات الساد أو الماء الأبيض وفيه الايكو لتصوير كرة العين، والرابع هو جهاز السّاحة البصرية ويستعمل لقياس ضغط العين". 
وفي حال حاجة المريض لعملية يحال لقسم العمليات "أجرينا في القسم حوالي 100 عملية ليزك، و541 ليزر، و800 عملية ساد ومجرى الدَّمع واستئصال ظفرة وغيرها".
وتبين أنهم لا يعالجون بعض الحالات المستعصية كالقطع الزجاجي وهي حالة نادرة، وعمليات زراعة الشبكية والقرنية، لذا غالباً يجبر المرضى على السَّفر لمدينة أخرى لتلقي العلاج.