أول فلسطينية تفوز بعضوية الغرفة التجارية والصناعية في غزة
إيمان عواد أول فلسطينية تفوز في انتخابات عضوية مجلس الغرفة التجارية والصناعية، وتعد نموذجاً للمرأة القوية المثابرة التي تخطت العراقيل والتحديات وصولاً للعالمية.
نغم كراجة
غزة ـ أكدت إيمان عواد أن المرأة الفلسطينية تستحق أن تكون قائدة وصانعة قرار في جميع الميادين بدون استثناء، وأن جميع الفلسطينيات سطرن إنجازات في جميع المجالات بعد رحلة كفاح ونضال ولكل منهن روايتها التي تجسد بها دور البطولة.
أجريت انتخابات الغرفة التجارية في المدن الفلسطينية بنظام موحد وديمقراطي لم يسبق لها ذلك منذ أعوام طويلة في أواخر كانون الأول/ديسمبر 2022، ولأول مرة تقف امرأة واحدة في معترك انتخابي أمام 25 رجل؛ للمنافسة على عضوية المجلس وتقلد أهم مواقع صنع القرار في الدولة.
إيمان عواد أول امرأة خاضت غمار الانتخابات التجارية في فلسطين بعد مسيرة مهنية تزيد عن 20 عام في القطاع الخاص والعام كما تقلدت مناصب عليا خلال هذه السنوات منها رئيسة مجلس إدارة لكل من شركة "إي آند إم" للسياحة العلاجية وشركة مدينة "كيدز لاند" وشركة "بيك آند كول" للتجارة والتوريدات والمقاولات، والمدير الإقليمي للشركة العالمية المتحدة للتأمين.
وأوضحت إيمان عواد لوكالتنا أنها لم تقف يوماً عند تقلد منصب معين أو تحقيق إنجازات محدودة بل سعت إلى إطلاق طموحها إلى العنان واستطاعت أن تسطر إبداع المرأة الفلسطينية بأبهى صورة "لقد كانت مسيرتي العملية مكللة بالجهد والمثابرة والوصول للمراكز العليا، لكنها تحتاج إلى المزيد من الإصرار والمغامرة حتى تصبح الأهداف والأمنيات حقيقة".
وأوضحت أنها استكملت دراستها الجامعية وهي تعمل في نفس الوقت حتى استطاعت أن تترأس أهم الشركات في قطاع السياحة والاقتصاد "ليس هناك محطات نجاح دون أن تتخللها الظروف والمواقف الصعبة، وكل شخص يستطيع إثبات ذاته بطريقته وروايته الخاصة، ونحن اعتدنا أن المرأة في ظل الأوضاع الراهنة لها القدرة على التجاوز والتخطي بالرغم مما تتعايشه وتعانيه".
وأضافت أن المرأة معطاءة ولديها الكثير من المقومات التي تجعلها تقاوم الظروف والبيئة المحيطة من أجل النهضة بواقع مثيلاتها "لقد رأيت نفسي معطاءة منذ عملي في إدارة الشركات، وعندما علمت على إجراء الانتخابات تشجعت للترشيح حيث شعرت أنه بحوزتي المزيد من العطاء في خدمة الأفراد والمجتمع".
وحول الخطة الاستراتيجية القادمة بعد فوزها بعضوية المجلس تقول "سأعمل جاهدةً في تحقيق تغييرات حقيقية وواقعية في القطاع التجاري والصناعي حتى يتضح للمجتمع أن للمرأة دور كبير وبارز في القيادة وإحداث ثلة من الأهداف النوعية على كافة الأصعدة خاصة في قطاع الأعمال والريادة"، مؤكدةً أن وجود امرأة واحدة في الغرفة التجارية هو دليل قاطع على قدرة المرأة في صناعة القرار داخل أهم المؤسسات الفاعلة في قطاع الاقتصاد.
وأكدت على أن وجود امرأة في هذا القطاع الكبير هو تغيير جذري وفاعل على الصعيد النسوي باعتباره تمثيل لصوت النساء وقضاياهن التي تقوم على النوع الاجتماعي، وتجد أن وجودها في انتخابات المجلس يبرز كفاح ونضال المرأة الفلسطينية "النساء قادرات على خوض المعركة الانتخابية بكل قوة وعزيمة، وتستطعن قيادة مناصب عليا بكفاءة عالية ومنافسة".
وتمكنت إيمان عواد أن تحدث تغيرات عديدة وثرية في قطاع السياحة من خلال ترأسها إدارة الهيئة الفلسطينية للمطاعم والفنادق عام 2020 منها توقيعها بروتوكول شراكة مع النقابة المهنية للسياحيين المصرية، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم بالشراكة مع سلطة الأراضي المتعلقة بالمنشآت السياحية، كما أشارت إلى دورها البارز في المجال الرياضي "عملت على تشجيع الرياضة من خلال دعم الأنشطة والتدريبات الرياضية وتقديم سبل الرعاية والاحتياجات للنوادي في كافة مدينة غزة خاصة في شمال القطاع".
وأعربت عضوات المؤسسات النسوية في فلسطين كافة عن اعتزازهن بترشيح إيمان عواد في انتخابات الغرفة التجارية كأول شخصية نسائية تخوض هذه التجربة وأعلنّ دعمهن ومساندتهن لها، واكتساحها أعلى الأصوات وبجدارة، وهذا الحدث يسجل في تاريخ انجازات وكفاح المرأة الفلسطينية، كما عبرت إيمان عواد عن سعادتها الغامرة بخوضها هذا المعترك الانتخابي "المرأة الفلسطينية تستحق أن تكون قائدة وصانعة قرار في جميع الميادين بدون استثناء".