الشهباء... أوضاع المرضى تتفاقم ومطالبات بإنهاء الحصار
تتفاقم معاناة نازحي عفرين وأهالي مقاطعة الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا، يوماً بعد الآخر في ظل الحصار الخانق المفروض عليهم من قبل حكومة دمشق وسط صمت المجتمع الدولي.
روبارين بكر
الشهباء ـ منذ أكثر من شهر ويفرض على مقاطعة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، التي يقطنها عشرات الآلاف من مهجري عفرين؛ حصار خانق، أدى إلى فقدان كافة مقومات الحياة.
يمنع حاجز الفرقة الرابعة التابع لحكومة دمشق، الذي يفرض على مقاطعة الشهباء حصاراً تم تشديده مع بداية حلول فصل الشتاء، من دخول المحروقات والغاز والمواد الغذائية إلى المنطقة، وعلى رأسها الأدوية التي يحتاجها المصابين بأمراض مزمنة والمعاقين كذلك اللذين يضطرون لتناول الأدوية بشكل دوري، ما ينذر بكارثة إنسانية.
عن معاناتها في ظل الحصار المفروض على المنطقة تقول فضيلة علي النازحة من مقاطعة عفرين، والتي تعاني من مرض الربو "ضاعف حصار حكومة دمشق من معاناتنا، ولأنني أعاني من الربو يجب أن أخضع لجلسات رذاذ لتسهيل عملية التنفس، وبسبب هذا الحصار لا أستطيع الخضوع لتلك الجلسات لعدم توفر الكهرباء في المستوصف والمشفى".
وشددت على ضرورة فتح الطرقات والسماح بمرور الأدوية "لا يوجد قانون يسمح بانتهاك حقوق المرضى وحرمانهم من حق تلقي العلاج، تركنا أرضنا لأننا رفضنا العيش تحت سيطرة المحتل التركي، والآن حكومة دمشق تحاربنا لكن بسياسة مختلفة، وهي وضعنا في زنزانة وإغلاق الأبواب أمامنا".
وأضافت "في ظل هذا البرد وانتشار الأمراض لن يتحمل أحد ما نعيشه من أوضاع متدهورة، في الوقت الذي انعدمت فيه معظم مقومات الحياة، كل هذا لأننا اخترنا طريق المقاومة، وسنكون مستمرين بهذا الطريق حتى نصل إلى هدفنا وهو إفشال مخططات الدول الساعية للقضاء علينا، بالإضافة إلى إخراج الاحتلال التركي من أراضينا لنعود إليها بأمان".
وطالبت من منظمات حقوق الإنسان الخروج عن صمتهم حيال ما يتعرضون له من سياسات الإبادة والإنكار، والضغط على حكومة دمشق لفتح الطرقات أمام الأهالي.
من جانبها تقول شيرين محمد أنها خضعت لعملية جراحية للغدة، قبل فرض الحصار على الشهباء، وها هي قد ساءت حالتها الصحية بسبب البرد وقلة الأدوية "بعد إجرائي للعملية تم إغلاق الطرق الواصلة بين الشهباء وغيرها من المدن، وفرض الحصار عليها، ليتم منع دخول المحروقات والأدوية إلى المنطقة، وهو ما زاد من معاناتي، فنحن نعيش في الخيم والأجواء باردة جداً، ولا تتوفر مادة المازوت لتشغيل المدافئ".
وأوضحت أنه "هناك الكثير من الأشخاص يعانون من الأمراض وخاصة الأطفال والمسنين، لذلك يجب أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته حيال ما نتعرض له من سياسة التجويع، ومحاسبة حكومة دمشق"، داعية للضغط على الأخيرة لإنهاء الحصار الخانق ليكون بإمكانهم الاستمرار في العيش إلى حين عودتهم إلى مدينتهم.
وتقول فاطمة عبدو والدة الطفل محمد البالغ من العمر 12 عاماً ويعاني من إعاقة جسدية وذهنية أن "منذ ولادته يعاني ابني من الإعاقة ويعيش على الأدوية، ولأن حكومة دمشق فرضت الحصار علينا ازدادت معاناتنا، لم يعد بمقدورنا شراء الأدوية في ظل عدم توفرها".
ولفتت إلى أن وضع ابنها الصحي يزداد سوءً حيث عليه أن يكون في مكان دافئ شتاءً وبارد صيفاً "نحن نعيش في الخيم لذلك يتفاقم مرض ابني يوماً بعد آخر، فهي لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء، ما أدى إلى تعرضه لاختلاج حراري ثلاث مرات".
وأكدت على أن الكثيرين يعانون من الأمراض وخاصة الأطفال الذين لا ذنب لهم ليحرموا من حقهم في الرعاية وتلقي العلاج المناسب "حكومة دمشق هي المسؤولة عن سوء حالة المرضى والأوضاع المتدهورة في المقاطعة التي تنذر بحالة إنسانية كارثية"، مطالبة الجهات المعنية بفتح الطرقات والسماح بتمرير المستلزمات الطبية وغيرها من المواد الأساسية التي باتت يفتقدها الأهالي.