الموقع الاستراتيجي لتل رفعت الهدف الأبرز للاحتلال التركي

لا يترك الاحتلال التركي فرصة إلا ويشن الهجمات على ناحية تل رفعت في شمال شرق سوريا والتهديد باحتلالها، فما هي الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة؟

روبارين بكر

الشهباء - تعد ناحية تل رفعت ذات أهمية استراتيجية للطريق الدولي الذي يربط حلب بالعاصمة دمشق، كما يعتبر طريقاً تجارياً للاستيراد والتصدير والذي يربط أبرز المدن السورية من حلب حتى درعا جنوباً. كذلك تعد الناحية موقعاً يضم العديد من المواقع الأثرية فالتل الذي يتوسطها غني بالآثار، التي تكشف عن تسلسل الحضارات في المنطقة، كما أنها منطقة زراعية بامتياز، وأصبحت في السنوات الأخيرة مأوى لمهجري عفرين.

تقول عضو منسقية مؤتمر ستار عفرين - الشهباء نجاح حسين أن تل رفعت ناحية قديمة وكانت تسمى سابقاً "تل آرفاد"، مشيرةً إلى أنها تقع على ارتفاع 457م فوق سطح البحر، ولها موقع جغرافي قديم يجعلها مركزاً لجميع القرى المحيطة بها. موضحةً أنه "منذ بداية الأزمة السورية في أعوام (2011 ـ 2012)، كانت تل رفعت معقلاً للمعارضة السورية المسلحة، التي تحولت فيما بعد لمجموعات مرتزقة".

وبينت أن المرتزقة عملوا على تخريب المنطقة ودمارها وهو ما دفع جبهة الأكراد لتحريرها "في عام 2015 تحررت ناحية تل رفعت من قبل قوات جبهة الأكراد المشكلة من أبناء مقاطعة الشهباء"، موضحةً أن ناحية تل رفعت من أكبر النواحي في مقاطعة الشهباء.

ونوهت إلى أن الاحتلال التركي ومرتزقته سيطروا على العديد من المناطق التابعة لمقاطعة الشهباء، وبقي احتلال تل رفعت هدفاً لتركيا لم تتمكن من تحقيقه.  

وترى نجاح حسين أن الاحتلال التركي يمارس سياسة مدروسة ضد مناطق شمال وشرق سوريا ومن بينها تل رفعت، وذلك عبر القصف المستمر، مضيفةً "يعيش في تل رفعت آلاف السكان ومهجري عفرين المحتلة، وهم يعيشون على أساس التعايش المشترك وأخوة الشعوب"، مؤكدةً أن تل رفعت وغيرها من مناطق الشهباء باتت من أكثر المناطق آمناً واستقراراً، "هدف الاحتلال التركي وغيره من الدول تفكيك التلاحم بين تلك المكونات".  

وعن المجازر التي ارتكبها الاحتلال التركي في ناحية تل رفعت بينت نجاح حسين "الاحتلال التركي ارتكب العديد من المجازر بحق من يقطنون في تل رفعت عبر الهجمات والقصف المستمر الذي تجدد في الأسابيع الأخيرة"، مشددةً على أن "الاحتلال التركي يسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، بالإضافة إلى تطبيق مشروعه التوسعي في المنطقة".

وتطرقت إلى ما يسميه الاحتلال التركي منطقة آمنة، وذرائع حماية الأمن القومي قائلةً إن الهدف هو إعادة إحياء الدولة العثمانية البائدة وتطبيق الميثاق الملي، "كل هذه الحجج واهية وتركيا لها أهداف أكبر، والهدف الأساسي ضرب مشروع الأمة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا".

وأوضحت أن ناحية تل رفعت لا تبعد عن حلب لذلك على النظام السوري أن يكون حذراً أيضاً من مخططات الاحتلال التركي "السيطرة على تل رفعت ستجعل حلب الهدف الثاني للاحتلال التركي".

وبينت أن الاحتلال التركي يستخدم المرتزقة لشن الحملات ضد السوريين، وأنهم كبش الفداء في أي مصالحة قد تجري بين النظامين التركي والسوري.

أما عن دور أهالي تل رفعت والقاطنين فيها لحماية الناحية قالت "قبل الانتخابات التركية سنواجه هجمات وحشية لكننا نعمل لحماية أرضنا وفق حرب الشعوب الثورية، والوعي من الحرب الخاصة التي تمارس ضد مناطقنا كافةً. الانتصارات والإنجازات التي حققناها في تلك المناطق بتضحيات شهدائنا لذلك لن تستطيع تركيا دخول مناطقنا".