أفين كويي أيقونة الحركة النسوية الكردية

سطرت القيادية في حركة المرأة الكردية أفين كويي اسمها في ثورة المرأة، وخلال مسيرتها سعت إلى توعية المرأة ومساندتها لتحرر نفسها من الاضطهاد والتهميش.

شيرين محمد

قامشلو ـ قتلت أفين كويي في 23 كانون الأول/ديسمبر عام 2022 في هجوم مسلح استهدف المركز الثقافي الكردي "أحمد كايا" في العاصمة الفرنسية باريس، إلى جانب الفنان مير برور وعبد الله كيزيل وقد سميت هذه المجزرة بمجزرة باريس الثانية، ولا تزال السلطات الفرنسية صامتة دون الكشف عن مرتكبيها ومحاسبتهم.

ولدت القيادية في حركة المرأة الكردية أمينة كارا المعروفة باسم أفين كويي عام 1977 في قرية هلال التابعة لناحية قلابان في منطقة بوتان في شمال كردستان، وفي عام 1994 أحرقت الدولة التركية قريتها ما أجبرها إلى الانتقال مع عائلتها إلى قرية أخرى حيث تعرّفت هناك على حركة الحرية وأبدت احتراماً كبيراً لتاريخ الشعب الكردي وقضيته، وكانت رائدةً من رائدات نضال المرأة، كما ساهمت في تطوير نهج المرأة الحرة.

شاركت عام 2013 في الحرب ضد مرتزقة داعش في شنكال، وكانت تقدم خدمات للعوائل الفارة منهم وتوفر لهم الاحتياجات الأساسية، إلا أنها أصيبت بجروح بليغة مما أجبرها للسفر إلى أوروبا لتلقي العلاج هناك.

عادت من رحلة علاجها لتشاركت في ثورة روج آفا ولعبت دوراً مهماً في كافة الميادين وساهمت في بناء الكومينات والمجالس وتطوير المرأة والمجتمع معاً من خلال عملها داخل الإكاديميات.

وفي الذكرى السنوية الأولى لمجزرة باريس الثانية قالت الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي منور خالد "إن مقتل أفين كويي رفع من وتيرة النضال لدى النساء الأخريات، خبر اغتيالها كان صدمة كبيرة لدى كل من يبحث عن الحرية والديمقراطية، بمقتلها جددنا العهد للسير على خطاها في سبيل تحرير المرأة".

نوهت إلى أنها التقت عام 2013 بأفين كويي عندما كانتا تعملان معاً في اتحاد ستار، "لفت انتباهي أسلوبها في التعامل مع الأخرين وعملها المنظم وشخصيتها القيادية كانت ملفتة للنظر، لقد كانت ذات ابتسامة مميزة لا تفارق محياها، اتسمت شخصيتها بصفات المرأة الحرة".

وأضافت "كنا نعمل معاً، أنها كانت قوية وشجاعة ومتفهمة كانت دائمة القول يعجبني تنسيقكم معاً وأسلوب عملكم وتعاونكم من أجل الوصول لحرية المرأة والمجتمع، لطالما كانت أفين كويي تسعى للتعرف على النساء ومدى تطويرهن لذاتهن من أجل مساعدتهن والدخول معهن في نقاش عن العقبات التي تواجههوهن".

مشيرة "في كل مرة نلتقي كنا نتحاور حول مواضيع تهم المرأة والمجتمع وكيفية تطوير عملنا ضمنه، وكانت تقول استندي على أفكار القائد عبد الله أوجلان واعتمديها أساساً لكِ في عملك".

وقالت إن أفين كويي لطالما كانت دائمة التأكيد على أن ثورة المرأة هي فرصة لجميع النساء لتحرير أنفسهن والمجتمع، "كانت تقول لنا عندما أرى النساء يسرن على طريق حريتهن ويناضلن أشعر بالفخر، لم تتوقف بل حاولت الوصول لجميع النساء ليس فقط الكرديات".

وفي ختام حديثها قالت "الناشطات ساكينة جانسز، ليلى شايلمز، فيدان دوغان بالإضافة لأفين كويي جميعهن شكلن شعلة الحرية التي تضيء طريقنا، نرى المرأة الحرة في شخصيتهن القوية، لطالما تستهدف المرأة القوية من قبل الديكتاتوريين والرجعيين فهم يخشون المرأة الحرة ذات الإرادة الجبارة"، مؤكدة أن الكلمات لا تكفي لوصف شخصياتهن ونضالهن من أجل تحرير المرأة والمجتمع، "فاليوم آلاف النساء يسرن على خطاهن للوصول للحرية"، ودعت الجهات المعنية بحقوق الإنسان إلى إعادة فتح ملف هذه القضية ووضع مرتكبي هذه المجازر في قبضة العدالة.