إدلب... مراكز نسوية لدعم وتمكين المرأة تواجه تحديات جمة

تواجه المراكز النسوية التي تعنى بتمكين المرأة والمجتمع في إدلب، العديد من التحديات والعقبات التي تهدف إلى تهميش دور هذه المراكز وإقصائها في إطار سياسة التضييق الممنهجة على النساء.

هديل العمر

إدلب ـ فقد مركز تمكين المرأة في مدينة معرة الصين شمال إدلب في نهاية تموز/يوليو الماضي، عشرات النساء المقبلات على المركز، بعد حملة تشويه ممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية ندوة توعوية عن مخاطر الزواج المبكر وآثاره على المرأة والمجتمع.

حول مواجهات المراكز النسوية وتعرضه لحملات تشوية وتهميش وشتائم بحق المتدربين من قبل مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام"، قالت مديرة المركز النسوي ربا الفضل إن العديد من النساء المقبلات على المركز، امتنعن عن حضور الورشات والندوات التوعوية، خشية أن يطالهن الهجوم الذي سيسبب لهن مشاكل عائلية مع أزواجهن وأسرهن، ما دفعهن للانقطاع عن ارتياد المركز وحضور النشاطات داخله.

وأوضحت أن الجهات المختصة لم تولي اهتماماً بشكوى المركز على بعض الأشخاص المحرضين عليه نتيجة توافق سياستهم التي تحارب النساء وتسعى لتهميش دورهن في المجتمع مع ما يتم تداوله من شتائم وألفاظ نابية بحق المركز والمتدربات.

وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المركز لحملات تشويه، إذ تعرضت النساء العام الماضي لعدة تهديدات بالاعتقال من قبل مرتزقة هيئة تحرير الشام على خلفية ندوة تحذيرية من زواج السوريات من مقاتلين مهاجرين وأجانب، قبل أن يتم إغلاق المركز لمدة أسبوعين.

وفي بداية العام 2022، تعرض فريق "لستِ عبئاً" العامل في مخيمات الشمال السوري لحملات تشويه عبر مهاجمته من إعلاميين من مرتزقة "هيئة تحرير الشام"، ما تسبب باستقالة جميع العاملات ضمن الفريق خوفاً على سمعتهن وعائلاتهن من التشهير والألفاظ النابية.

وعن ذلك قالت المسؤولة عن الفريق رشا الصبيح إن المرأة تحارب تحت ذرائع عديدة تتعلق بالحشمة والعادات والتقاليد والأعراف المجتمعية التي تحتم عليها الرضوخ للسلطة الأبوية والمرتزقة التي تسعى لبلورة دور المرأة في المجتمع المحلي.

ولفتت إلى أنها لاحظت تفاعل المجتمع بشكل كبير مع أي حملة تهدف لتشويه صورة المراكز النسوية، نتيجة الجهل وقلة الوعي، بهدف تلك المراكز.

وأشارت إلى أن العاملات ضمن الفريق أقمن حفلاً لنساء وأطفال المخيمات لإخراجهم من أجواء الحرب والنزوح عبر المرح والتسلية، حيث شاركت المتطوعات الأطفال في نشاطات الحفل، لتبدأ موجة الهجوم على الفريق من حسابات وهمية لتشويه صورة وعمل الفريق.

وفي التاسع من آذار/مارس 2021، أغلقت مرتزقة ما يسمى بـ "هيئة تحرير الشام" في إدلب، مركز شاين لتمكين المرأة، بعد يوم من ندوة داخل المعهد في مدينة إدلب ضمت عدداً من النساء في "يوم المرأة العالمي"، دون توضيح التهم الموجهة والأسباب التي دفعتهم لإغلاق المركز. ليعلن المركز عن إيقاف كافة خدماته في إدلب، بعد أن أجبر أعضاءه على الاستقالة خوفاً على أمنهم وسلامتهم من اضطهاد هيئة تحرير الشام.

ويعاني السكان والأهالي في إدلب من ممارسات مرتزقة هيئة تحرير الشام والقيود التي يفرضها عليهم "كفرض النقاب، وإغلاق المحال التجارية في أوقات الصلاة، والالتزام باللباس الشرعي" وغيرها الكثير من الضغوط التي تتحكم بخصوصياتهم.

ومن جانبها قالت مسؤولة التجمع النسوي رائدة الأطرش (اسم مستعار) هناك محاولات عديدة لإقصاء دور المرأة المتحررة، عبر وسائل وأساليب دنيئة "كالتشهير وتشويه السمعة" لتقييد أفكارها المتطلعة للحرية والمشاركة السياسية في إدارة المنطقة.

وأكدت رائدة الأطرش أن التضييق على المراكز النسوية ومحاولات إغلاقها ستؤثر بشكل كبير على التجمع النسائي في إدلب، خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي تحققها في ظل سلطة تحاول جاهدة تغييب هذه المراكز وإغلاقها.