نساء كوباني يبدأنَّ بجني محصول الفستق الحلبي

بدأت نساء مقاطعة كوباني بإقليم الفرات في شمال وشرق سوريا بجني محصول أشجار الفستق الحلبي منذ بداية الشهر الجاري، والذي سيستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر القادم

نورشان عبدي
كوباني ـ .  
لقرون اشتهرت مقاطعة كوباني والمناطق المحيطة بيها بزراعة الفستق الحلبي، فالمقاطعة غنية بهذه الزراعة حيث تتراوح أعداد أشجار الفستق الحلبي في كوباني وحدها بين (600 ـ 610) ألف شجرة مزروعة على مساحة تقدر بـ 3500 هكتار، عدد كبير منها في القرى الجنوبية للمقاطعة، بينما أعداد الأشجار لا تزال قليلة في القرى الشرقية رغم بدء المزارعين بزراعة الشتلات في الأعوام الأخيرة. 
وتحتل قرية خرخوري الواقعة غربي مقاطعة كوباني المرتبة الأولى بالجودة والنوعية، وفيها أشجار تجاوزت أعمارها الـ 70 عاماً، تليها قرية بوغاز جنوبي المقاطعة وهنالك العديد من القرى التي تشتهر بزراعة الفستق الحلبي كقرية جبنة والبياضية وبوبان.     
كما وتحتل أشجار الفستق الحلبي المرتبة الثانية في مقاطعة كوباني من حيث المساحة المزروعة، وعدد الأشجار بعد شجر الزيتون. كما أن الوارد الاقتصادي من الفستق الحلبي يحتل المرتبة الأولى، ونتيجة لذلك سارع أهالي كوباني لزراعة شتلات الفستق.
 
"درجات الحرارة تعيق عملنا" 
 
 
قالت ناريمان حسو (19) عاماً، من قرية بوغاز جنوبي مقاطعة كوباني "منذ عدة أيام بدأنا بجني موسم الفستق، نقصد البستان في الصباح الباكر، لنتجنب درجات الحرارة وقت الظهيرة"، وأضافت "هذا العام موسم مزرعتنا من الفستق أقل من العام المنصرم؛ نتيجة ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير".
واستذكرت الموسم الفائت "العام الماضي لم نستطيع بمفردنا حصد أرضنا واحتجنا لأيدي عاملة أما هذا العام نعمل فقط أنا وعائلتي فالموسم قليل". 
وعن موعد نضوج الفستق تقول ناريمان حسو "نبدأ بجني محصول الفستق الحلبي من بداية آب ونستمر حتى نهاية أيلول، ولكننا هذا العام حصدنا الموسم باكراً لأن الفستق الأخضر كان سعره وانتاجه أفضل ومرغوباً بين التجار وأصحاب معامل الحلويات والمثلجات". 
وعن الصعوبات التي تواجه النساء خلال عملهنَّ بينت "عدا عن ارتفاع درجات الحرارة لا نواجه أي صعوبات، لكن هذا العام تجاوزت الحرارة حدود المعقول، فاكتفينا بالعمل ساعات قليلة وبدلاً من أن ننتهي بيومين أو ثلاثة احتجنا خمسة أيام". 
أما عن تعاون النساء في جني محصول الفستق قالت "في القرية نساعد بعضاً البعض لكيلا نحتاج للأيدي العاملة".
 
 
وقالت عدلة مسو (45) عاماً، من قرية بوبان جنوبي مقاطعة كوباني "تبلغ مساحة أرضنا 8 هكتار، نصفها مزروع بأشجار الفتسق والنصف الأخر بأشجار الزيتون. هذا العام الموسم أقل من العام الماضي بسبب قلة الأمطار". وأضافت "أراضينا خصبة تعطي نتاجاً جيداً من الفستق الحلبي. أعمار أشجارنا تتجاوز الأربعين".
وأشارت إلى أنه "تتنوع استخدامات الفستق الحلبي ما بين الحلويات والمثلجات، وهناك من يحشو بها حبات المكدوس، عدا عن تحميصه والتلذذ بطعمه في فصل الشتاء".
يذكر أنه في الأعوام الأخيرة بدأ المزارعين بكوباني بزراعة شتلات أشجار الفستق الحلبي والتي تبدأ منذ شباط/فبراير حتى نيسان/أبريل، وتحتاج كل شجرة لمدة طويلة تتراوح ما بين 9 إلى 10 أعوام لتثمر.