الحصار يضعف النشاط الاقتصادي ويؤثر على العائلات بشكل كبير
تعمل لجنة اقتصاد المرأة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب السورية على تمويل وإنتاج مشاريع خدمية وإنتاجية لمساندة النساء وتحدي واقع الحصار.
سيرين محمد
حلب ـ سعت لجنة اقتصاد المرأة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب السورية مشاريعها الاقتصادية، وأقامت مشاريع خدمية وأخرى إنتاجية لتسريع دمج النساء في العمل الاقتصادي بشكل فاعل.
تنعكس التأثيرات السلبية للحصار المفروض على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب السورية من قبل جهاديي هيئة تحرير الشام بشكل مباشر على العائلات، هذا الحصار المستمر منذ قرابة الثلاث أشهر تسبب بشح المواد الأساسية من مازوت وطحين مما يعطل عمل الأفران في ظِل واقع كهربائي مُتردي.
ويُحرم أهالي الحيين من حقهم في مازوت التدفئة وسط درجات حرارة منخفضة جداً خاصةً في ساعات الصباح الباكر، ويُعاني الأطفال والنساء والكبار في السن والمرضى من البرد القارص الذي يزيد من إصابتهم بالأمراض وسط خدمات صحية متراجعة جراء قلة المواد الطبية والعلاجية.
النسبة الأكبر من الربح للعاملات
وتقول عضوة لجنة اقتصاد المرأة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود ياسمين نجار لوكالتنا عن تضرر مشاريعهم التي يُديرونها بسبب الحصار المفروض على الحيين "تمنع حواجز الحكومة المؤقتة دخول البضائع التجارية اللازمة للمحال التجارية للجنة، بالإضافة إلى نقص المواد الزراعية مما يضر بمشروع اللجنة الزراعي ويُعرقل سير الحياة الطبيعية".
يتأثر عمل اللجنة التي تهدف لتحقيق الاكتفاء الاقتصادي للنساء ودعمهن لتكن قادرات على العمل، وليكون للمرأة شخصية قوية وإرادة مُستقلّة، وكذلك دور ومكانة ورأي فاعل في المجتمع.
ونظام العمل كما تبين يرتكز على تقدير جهد العاملات بتقسيم الأرباح التي تنتج عن المشروع بنسبة كبيرة لهن، وتكتفي اللجنة بنسبة 25 % من الأرباح فقط.
وبينت ياسمين نجار أن كل اللواتي تعملن في إدارة المشاريع من النساء، ومن هذا المنطلق تسعى اللجنة إلى إقامة مشاريع حتى ولو كانت صغيرة، فالمهم بالنسبة للجنة اقتصاد المرأة أن تستفيد المرأة وتتطور "النساء هن القادرات على إدارة المنزل وتربية الأولاد ولديهن القدرة على الإدارة والتنظيم".
ومع دخول فصل الشتاء، يعاني طلاب حيي الأشرفية والشيخ مقصود من البرد القارس وإصابتهم بالأمراض نتيجة عدم وجود مازوت للتدفئة في الصفوف الدراسية.
لذلك ترفع نساء الحيين الصوت وتعبرن عن رفضهن لممارسات الحكومة المؤقتة بحق الأهالي، مطالبات بإنهاء هذا الاستهداف.
مشاريع لجنة اقتصاد المرأة
وبينت ياسمين نجار أن آخر مشاريع اللجنة مشروع زرع فيه محصول الثوم لكن مع الحصار ونقص المواد الزراعية اللازمة، لم ينجح المشروع.
وقبل ذلك استثمرت اللجنة مشروع أرض زراعية تقع في منطقة الشقيف، وتديرها امرأة وزوجها، سواء من حيث السقاية والمواد وكل ما يلزم الأرض والمحاصيل، وتتابع اللجنة المشروع، بالإضافة إلى دكان تجاري قامت اللجنة بافتتاحه منذ مدة قصيرة في حي الأشرفية، حيث تديره أم لطفل، وعندما فرض الحصار على الحيين من قِبل الحكومة المؤقتة تضرر الدُكان بشكل كبير، لم تستطع المرأة كما تؤكد ياسمين نجار جلب البضاعة، مما عاد بالضرر عليها وعلى اللجنة.
وفي ختام حديثها طالبت عضوة لجنة اقتصاد المرأة في حيي الأشرفية والشيخ مقصود ياسمين نجار بفك الحصار المفروض على الحيين لأن الهجمات والانتهاكات التي تمارسها جهاديي هيئة تحرير الشام كما تؤكد ياسمين نجار تستهدف مكتسبات الشعب بالدرجة الأولى.