موريتانيات تجتهدن لتحقيق استقلالهن الاقتصادي

تواجه الموريتانيات الظروف الاقتصادية المتردية بأعمال لا ترقى لمستوى المتطلبات الكثيرة لذاتهن وعوائلهن، وعدم تمكينهن وحصولهن على الفرص يحد بشكل كبير من مشاركتهن في التنمية.

خديجة شيخنا

موريتانيا ـ رغم إقبال المرأة في موريتانيا على الأنشطة الاقتصادية إلا أن المعوقات الاقتصادية والاجتماعية تحول دون إسهامها في التنمية.

وصلت في تعليمها إلى مسابقة الدخول إلى المرحلة الثانوية، لكن تردي الأوضاع المادية لعائلتها حرمها من إكمال تعليمها، لذلك قررت العمل في المنازل لإعالة ذاتها وعائلتها ولإنشاء مشروعها الخاص، تمكنت الموريتانية السالكة بنت الحسن البالغة من العمر 22 عاماً من شراء بعض أنواع الفاكهة وبيعها لمساعدة أسرتها في سد احتياجاتها اليومية، ولتحقيق استقلالها الاقتصادي، خاصة أنها تملك مطعماً تراجع دخله الشهري بشكل كبير، وتقول "أملك مطعماً وباعتبار أن المطاعم في رمضان تكون أقل دخلاً قررت العمل في بيع الفواكه على قارعة الطريق، ولاقت الفكرة إقبالاً كونه لا تخلو أي مائدة من الفواكه بشتى أنواعها خلال هذا الشهر".

وأضافت أن العمل مهما كان نوعه فهو مشرف للمرأة، ويجب أن تسعى دائماً لتحقيق اكتفاءها الذاتي ومساعدة نفسها بنفسها، وعمل يغنيها عن سؤال الناس، وحثت المرأة الموريتانية على الثقة بنفسها أولاً والتعويل على ذاتها والعمل من أجل مساعدة نفسها وإلا تكون اتكالية، "يجب على المرأة أن تكون منتجة توفر احتياجاتها بنفسها دون مساعدة الزوج أو الأهل، وهذا سيكسبها الثقة بذاتها".

 

 

من جانبها تسعى الموريتانية إندي محمد عبد الله إلى توفير الاحتياجات الأساسية لأطفالها ولتحقيق استقلالها المادي عن طريق بيع الخضراوات على قارعة الطريق، ولكونها لا تحمل أي شهادة علمية أو مهنية فهي محرومة من دخول سوق العمل.

ترى أن البقاء في المنزل لن يمنح الحل المناسب لمواجهة الظروف الاقتصادية المتردية لعائلتها، لذلك حاولت خلق فرصة تناسبها فقررت شراء بعض الخضروات والأسماك وبيعها، وتقول إن أطفالها لازالوا صغاراً بعضهم يرتادون المدارس وآخرون انقطعوا عنها لعدم قدرتها المادية على تغطية تكاليفها".

وعن الأرباح التي تحصل عليها من عملها هذا قالت "في أحيان كثيرة يفسد السمك بسبب عدم وجود الزبائن ولأنه ليس في براد حتى أحافظ عليه من التلف لفترة أطول، وفي حال لم أبع ما أملك من الخضار أقوم بتقديمها لأطفالي".

وطالبت إندي محمد عبد الله الجهات المعنية بتقديم الدعم لها في مشروعها حتى تتمكن من تحقيق استقلالها المادي واستئجار محل تحفظ فيه الخضار والأسماك من التلف، مؤكدةً أن دور المرأة في المجتمع يتمثل بقوتها وتوفير الدعم لها حتى لا تكون في تبعية دائمة للرجل.