"مناجل اليد" مشروع يهتم بالتراث الفلسطيني ويتيح فرص عمل لعدد كبير من النساء

دعاء ربيع خريجة قسم اللغة العربية، سلكت مساراً آخراً بعيداً عن تخصصها الجامعي؛ لتبدع في عالم الفنون وتبحر في مختلف أشكاله حفاظاً على التراث الفلسطيني ببصمة مميزة وغير تقليدية

نغم كراجة
غزة ـ ، وصعدت سلم النجاح إلى أن وصلت مراحل متقدمة، منها وصول منتجاتها إلى دول الخارج وبيعها في المعارض الدولية وإتاحة فرص عمل لعدد كبير من النساء.
 
 
عن مشروعها مناجل اليد قالت دعاء ربيع التي تقطن في مدينة غزة، لوكالتنا "لم أبحث كثيراً عن عمل في مجال تخصصي لأنني لا أفضل الارتباط والتقيد، ولا أجيد التعامل مع الأطفال والتعليم من ناحية تخصصي لذا اتجهت لعالم الفنون، كانت بداية الفكرة بتنفيذ تصميم خاص بي في المناسبات مما أثار إعجاب ودهشة من حولي، دعمتني شقيقتي بفتح متجر أونلاين لتطريز الملابس وغيرها من الأعمال التراثية بطابع عصري وتصميم خاص، أسوق منتجاتي للبيع بحسب الطلب، كان التسويق في البداية بواسطة الدعاية والإعلان من قبل المؤثرين عبر صفحاتهم الشخصية".
وأوضحت "شعرت بضرورة بناء المتجر على أرض الواقع لأعرض به منتجاتي وأعمالي لتصبح على مرأى الناس كافة، فحصلت على تمويل بسيط جداً لا يغطي تكاليف المشروع فقمت باستدانة باقي المبلغ لاستئجار معرض وسط مدينة غزة في منطقة حيوية ساعدت في زيادة الإقبال على المنتجات، وفي شهر نيسان عام 2020 افتتحت معرضاً لأعرض فيه جميع الأعمال الفنية والتراثية في أطر متنوعة وليس فقط على نوع محدد تحت اسم مناجل اليد، وتعني كلمة مناجل أي التطريز وهي غرزة من غرز التطريز الفلاحي". 
وعن التحديات والظروف التي مرت بها خلال مسيرة عملها قالت "افتتحت المعرض قبل انتشار جائحة كورونا وإعلان الحجر الصحي في المنازل بأيامٍ قليلة، وتم إلغاء المناسبات والأفراح وهي الفئة التي استهدفها في عملي، وأيضاً بسبب العدوان الأخير على قطاع غزة أغلقت المعابر ولم يكن هناك بضائع ومواد خام، وعلاوة على ذلك تأخر وصول منتجاتي إلى الخارج مستغرقة وقتاً أكثر من اللازم، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية وارتفاع إيجار المحلات". 
وأضافت دعاء ربيع "لم أتوقف فقط على إنشاء المعرض وبيع المنتجات محلياً والتنوع بها، بل قمت بتطوير فكرة المشروع وتوصيلها إلى دول الخارج، حيث يوجد لدي الآن نقطة بيع في تركيا وفرنسا الأمر الذي ساعد في زيادة الطلبات والإقبال على البضائع والتوسع في عملي، ولدي صفحة تسويق عبر الإنترنت خاصة بفرنسا أطلقت عليها أنامل غزة، ومع زيادة الطلبات ونجاح المشروع أتاح لي فرصة تشغيل 60 امرأة وفتاة، تعملن في منازلهن بحيث ينجزن العمل المطلوب لأن هناك قطع وأعمال تحتاج وقت طويل شهر أو عام حسب طلب الزبون".
وتقول إحدى العاملات معها في المشروع صابرين أبو دوابة "حصلت على دورة تدريبية خاصة بالتطريز ومن ثم بدأت أتقن صناعة الملابس والحقائب والمشغولات اليدوية الأخرى وأرسلها للزبائن، وأعرض مشغولاتي الخاصة في المعارض التي تقام كل عام للنساء".
وأضافت "كان دخولي عالم التطريز هواية وموهبة قبل أن يكون سداً لاحتياجاتي. أقوم بتوزيع مهام تطريز القطع على النساء في منطقتي اللواتي يعرفن التطريز، حيث أنه يحتاج عدة أيدي لإنجازه في أسرع وقت ممكن، لا شك أننا نعاني من وضع اقتصادي سيء بسبب الحصار وإغلاق المعابر، لكننا نحاول قدر المستطاع أن نثبت أنفسنا في المجتمع ونخفف وطأة الوضع الرديء في قطاع غزة".