دعم المرأة وتمكينها اقتصادياً من أبرز أهداف اقتصاد المرأة

أكدت الإدارية في اقتصاد المرأة باقليم الجزيرة في شمال وشرق سوريا جوهرة محمد أن اقتصاد المرأة سعى إلى فتح آفاق ومجالات أمام المرأة لتطوير اقتصادها وانخراطها ضمن المشاريع لتطوير الاقتصاد المجتمعي، مشيرةً إلى أن "المرأة أكثر قدرة والتزاماً بالعمل الاجتماعي"

نسرين كلش 
قامشلو ـ .
عمل اقتصاد المرأة منذ تأسيسه في إقليم الجزيرة عام 2014، على تنظيم وتطوير المشاريع الخاصة بالمرأة، مستهدفاً كافة النساء اللواتي يردن تطوير وتكوين اقتصاداً خاصاً بهن، كما وتمكن من تنوير فكر المرأة الاقتصادي وجعلها قادرة على تأمين دخلها بنفسها، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهته إلا أنه حقق الكثير من الأهداف التي كان يسعى إلى تحقيقها خلال عام 2021.
وفي لقاء خاص قالت لوكالتنا الإدارية في اقتصاد المرأة بمقاطعة الحسكة جوهرة محمد "نعمل على توعية النساء وتمكينهن اقتصادياً ليكون لهن دور في تطوير الاقتصاد المجتمعي، كما أننا نشرف على الجمعيات والمشاريع الخاصة بالنساء، لأنهن أكثر قدرة والتزاماً بالعمل الاجتماعي"، مشيرةً إلى أن اقتصاد المرأة سعى إلى فتح آفاق ومجالات أمام المرأة لتطوير اقتصادها وانخراطها ضمن المشاريع لتطوير الاقتصاد المجتمعي، لافتةً إلى أنه من أولوياتهم تشغيل النساء في مشاريع مدرة للدخل لتمكينهن اقتصادياً.
 
أعمال اقتصاد المرأة خلال عام 2021 
وعن المشاريع التي عمل اقتصاد المرأة على افتتاحها خلال عام 2021 أوضحت "لقد افتتحنا عدة مشاريع اقتصادية في اقليم الجزيرة، وكذلك جمعيات تجارية في مجال الإنتاج والتسويق الصناعي والحرفي والصناعي التي تفيد الفرد والمجتمع"، لافتةً إلى أنه دعماً للمشاريع الهادفة إلى تطوير المرأة مادياً ومعنوياً، نفذ اقتصاد المرأة الكثير من المشاريع كافتتاح المعامل والأفران وغيرها من المشاريع الداعمة للمرأة واقتصادها.
وأشارت إلى أن الجمعيات التعاونية ساهمت في تطوير الاقتصاد وخلق فرص عمل جماعية تضامنية بين أفراد المجتمع، الذي أصبح من أهم الوسائل للدفع بعجلة الواقع الاقتصادي والاجتماعي في شمال وشرق سوريا، وتحسين الأداء وتقليل تكاليف الخدمات، ومواجهة التحديات والمشاكل التي تواجهها المنطقة.
وذكرت بعضاً من مشاريع المرأة ذات المردود الجيد والجودة الكبيرة "لقد افتتحنا معمل للكونسروا في مدينة الدرباسية وتقوم العاملات اللواتي يتراوح عددهن ما بين الـ 20 ـ 30 عاملة بصنع جميع المواد الغذائية التي يتم تخزينها كمونة للشتاء كصنع المحمرة، مكدوس الباذنجان، الزيتون، المخللات، المربيات بأنواعها وكذلك دبس الرمان"، بالإضافة إلى افتتاحهم "مشغلاً لخياطة الألبسة النسائية في كل من مدينة الحسكة ومقاطعة قامشلو وناحية كركي لكي، تعمل فيه أكثر من خمسون امرأة في خياطة الألبسة النسائية كما أنها تلبي طلبات المستشفيات وغيرها".
ولا يقتصر عمل اقتصاد المرأة على ذلك فقط بل يعمل على إقامة مشاريع تأهيل للنساء للاعتماد على أنفسهن، من خلال افتتاح مشاريع صغيرة، ومع مرور الوقت يتم توسيع المشروع حيث تعتمد النساء على أنفسهن ويطورن المشروع بأنفسهن، "قمنا بتطوير سبع أفران صنع خبز التنور خاصة بالنساء في مختلف القرى والبلدات من خلال تأمين الطحين التمويني لهن، ليستطعن تطوير عملهن".
أما فيما يتعلق بالمشاريع الزراعية والحيوانية التي تعد من المهن الأساسية التي تعمل بها المرأة في شمال وشرق سوريا، فقد عمل اقتصاد المرأة على "افتتاح الجمعيات العاملة في المجالين الزراعي والحيواني في كل من ديريك، قامشلو، تربه سبيه، عامودا، الحسكة والشدادي تعمل فيها ما يقارب 275 امرأة، بالإضافة إلى افتتاح مشاتل زراعية لزراعة الخضروات الموسمية في الدرباسية وتربه سبيه لبيع منتجاتهن في سوق الخضار للمرأة في ناحية عامودا وفي أسواق المدينة"، منوهةً إلى أن 70% من أرباح الجمعيات التي افتتحوها يعود إلى النساء.
وتابعت "كما أطلقنا مشاريع زراعية في تل تمر للنساء النازحات من سري كانيه/رأس العين وقراها، حيث تشارك في هذه المشاريع أكثر من 178 امرأة، ودعماً لهذا المشروع نظمنا مجموعة من النساء ضمن جمعية في الشدادي تضم أكثر من تسعون امرأة، كما يوجد لدينا مشروع زراعي في قرية خزنة"، مشيرةً إلى أن "وجود الأراضي الزراعية الخصبة كان السبب في زيادة المشاريع الزراعية، استفادت النساء منه لتأمين قسم كبير من اقتصادهن من خلال الزراعة".
ولفتت إلى أنهم إلى جانب دعم وافتتاح الجمعيات والمعامل المشاريع الصغيرة يعملون على تنظيم دورات تدريبية توعوية وفكرية حول عمل المرأة وأهميته وكيفية تأمين اقتصاد ذاتي، وتثقيفهن ليستطعن مقاومة الظروف وإثبات دورهن في المجال الاقتصادي.
ويتبع اقتصاد المرأة 14 مكتباً في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، "يتم التنسيق ما بين جميع مكاتب اقتصاد المرأة في الأقاليم والإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا خلال الكونفرانسات والاجتماعات والمؤتمرات".
عدم وجود خبيرات في الاقتصاد وعدم وصول النساء إلى الاكتفاء الذاتي بشكل تام نظراً لوجود الأنظمة المستبدة التي ما زالت تسيطر على الاقتصاد من أبرز الصعوبات والعقبات التي تعترض اقتصاد المرأة على حد قول جوهرة محمد "الذهنية الذكورية التي ما زالت تسيطر هي بحد ذاتها مشكلة لأننا لا نستطيع الوصول إلى كل الفئات، لأنه يلزم النساء بالأعمال المنزلية وإنجاب الأطفال وتربيتهم فقط، من بين الصعوبات التي تواجهنا من جهة، ومن جهة أخرى فإن هطول الأمطار بنسب قليلة العام الماضي أثر على المحاصيل الزراعية، لذا لم نجني ونحصد المحاصيل بشكل جيد".
 
أهداف السنة الجديدة 
وعن أهدافهم ومخططاتهم للعام الجديد أوضحت "وضعنا ضمن مخططنا للسنة المقبلة حفر بئر ماء لمشروع زراعي مروي، وتأمين الجرارات والآلات الزراعية حتى نعتمد على أنفسنا بشكل كامل دون الاضطرار لمد يد العون من أحد، وتطوير اقتصاد وأعمال وقدرات المرأة أكثر، استهداف القرى والكومينات لإعطاء دروس ومحاضرات تدريبية لزيادة وعي المرأة الاقتصادي، بالإضافة إلى تطوير المشاريع التي قد بدأنا بها خلال هذا العام".