اقتصاد المرأة يساهم في تنفيذ المشاريع الزراعية في شمال وشرق سوريا

مع اندلاع ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا استرجعت المرأة بعضاً من حقوقها الاقتصادية، تم أخذ المشاريع الزراعية بشكل أساسي

نسرين كلش  

قامشلو ـ مع انطلاق ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا، برزت القدرات الاقتصادية الحقيقية للنساء، مما ساهم في مشاركة المرأة في الكثير من المشاريع الاقتصادية إلى جانب المشاريع الخاصة بالمرأة سواء فردية أو جماعية، فأثرت هذه المشاركة بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة.  

تكليلاً لهذه الحركة الاقتصادية النسوية وتزامناً معها تأسس اقتصاد المرأة دعما للمشاريع التي تحتاج إلى تمويل ويد عاملة، وتمكين المرأة اقتصادياً، فالتمكين الاقتصادي للمرأة دفعها للنجاح والتطور الاقتصادي، ومنحها صلاحيات في صنع القرارات الاقتصادية، والمساهمة في تحقيق المساواة بين الجنسين، والنهوض باقتصاد المجتمعات، والتنمية المستدامة.

حول ذلك قالت لوكالتنا الإدارية في اقتصاد المرأة التابع لمؤتمر ستار أرمانج محمد "قبل آلاف السنوات كان الاقتصاد بشكل كامل بيد المرأة، وكانت هي المكتشفة له، لكن مع مرور الزمن سلب الاقتصاد بشكل كامل من يدها، ما عدا الاقتصاد المرتبط بإدارة المنزل، إلا أنه مع تطور الزمن، وسن القوانين التي تخدم الحياة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين، استرجعت المرأة بعضاً من حقوقها الاقتصادية".

وأشارت إلى أنه في سوريا وقبل ثورة روج آفا كانت المرأة تنتهي من دراستها وتبقى في المنزل، إذ كان تقتصر حياتها على تربية الأطفال وادارة البيت، والعمل في عدد من الوظائف الحكومية، إلا أنه ومع بداية الثورة أصبحت المرأة في طليعة القيادة "تأسيس لجان مؤتمر ستار ساعد في تنظيم المرأة في كثير من المجالات كلجنة التدريب، وفي عام 2013 تم تأسيس اقتصاد المرأة بشكل مستقل، وهدفه الأساسي هو تنمية قدرات المرأة اقتصادياً، والتذكير ببداية الاقتصاد الذي اكتشف من خلال المرأة، ودعم المشاريع النسائية".

وضم اقتصاد المرأة قسم التجارة والصناعة، والزراعة وتربية المواشي، وتم تنظيم هذه الحركة من خلال اللجان المختصة بكل قسم والمشاريع الداعمة لها، كما أنه بعدما تم تنظيم التدريبات والورشات التي تتعلق بالوعي الاقتصادي حظيت هذه الخطوة بقبول وحماس النساء.   

وتعتبر الزراعة من العوامل الاقتصادية الرئيسية في مناطق شمال وشرق سوريا، إذ تتميز هذه المناطق بالتربة الخصبة والمساحات الزراعية الواسعة، كما أن للنساء فيها نصيب من العمل في المشاريع الاقتصادية الزراعية "عند تأسيس اقتصاد المرأة تم أخذ المشاريع الزراعية بشكل أساسي لتأمين النساء لاقتصادهن، والعمل على تنمية قدراتهن الزراعية".

وتكمن فوائد الأسمدة للتربة الزراعية في زيادة نسبة الخصوبة للأراضي الزراعية، وسرعة النمو، ومقاومة الأعشاب الضارة، وحلاً فعالاً لمشكلة الاصفرار، بالإضافة للاحتفاظ بالرطوبة داخل التربة "الأسمدة تم توفيرها وتم العمل على المشاريع انطلاقاً من تأمينها".  

وحول المشاريع التي تم العمل عليها خلال عامي 2021 و2022 قالت أرمانج محمد "في هذه السنة أثر انحباس الأمطار بشكل كبير فأدى إلى إفشال عدد من مشاريعنا الزراعية، وشح الأمطار أتلف الأسمدة التي وضعت على المزروعات، أما في سنة 2022 بدأنا بالعمل على الزراعة المروية كالخضروات والقمح، فتم تنفيذ مشروعين للخضروات في مدينتي الدرباسية وديريك كالبطاطا والثوم والبصل"، مشيرة إلى أنه تم تجهيز براد كبير للتخزين.

وتشتهر مناطق شمال وشرق سوريا، بزراعة الحبوب كالقمح والشعير، بالإضافة لزراعة الخضروات الصيفية، حيث شهدت زراعة الخضروات ضمن البيوت البلاستيكية تقدماً ملحوظاً في المنطقة خلال السنوات الأخيرة بعد أن كانت مهمشة، عن هذه المشاريع قالت أرمانج محمد "تم بناء 51 بيتاً بلاستيكياً إذ تتم زراعة بذور المحاصيل، على أربع مراحل، الأولى زراعة البذور ضمن أحواض مخصّصة، والثانية نقل الشتل من الحوض إلى البيوت البلاستيكية، والمرحلة الثالثة الاعتناء بها حتى يصل طولها لحوالي 30 سم، وأمّا المرحلة الرابعة فهي ربطها بشكل عامودي لمنع تعفّن النبتة".