الزراعة مهنة تعمل فيها نساء غزة لتأمين قوتهن اليومي

تتحدى المرأة الفلسطينية المعيلة الصعوبات التي تواجهها في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة

نغم كراجة

غزة ـ تتحدى المرأة الفلسطينية المعيلة الصعوبات التي تواجهها في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، وترفض الخضوع لها من خلال العمل في الزراعة لتوفير دخلاً لها ولعائلتها.

تقطن أمونة أبو رجيلة (70 عاماً) شرق مدينة خان يونس بقطاع غزة، وتمتلك أرضاً بالقرب من السياج الإسرائيلي، وعن حبها لأرضها تقول "هذه الأرض شرياني ونبض قلبي، والزراعة عمودي الفقري وأعتقد أنها رياضة جيدة لصحة الجسد. لا أشتري البذور بل لدي بنكاً منها أزرعها في أرضي وأحصدها لتوفير لقمة العيش. أذهب يومياً إلى الأرض دون خوف وأقطع مسافة ساعة حتى أصل إليها؛ لأسقيها ومن ثم أجمع الحطب لإعداد الطعام على النار".  

وأضافت "توفي زوجي بعد إصابته بمرض القلب عام 2013، ومنذ ذلك الوقت وأنا أقوم بدور الأم والأب تجاه أبنائي. لم يكن الأمر هيناً لكنني استطعت أن أعتني بهم وألبي احتياجاتهم حتى أشتد عودهم ليساعدوني في زراعة الأرض، وعند اجتماعنا أنا وأبنائي وأحفادي في الأرض أصنع لهم طعاماً بنكهة تراثية فلسطينية على نار الحطب".

لم تلتفت أمونة أبو رجيلة لكبر سنها كما قالت "بالرغم من كبر سني إلا أنني كتلة من الحيوية والنشاط لا يمكنني الاستغناء عن فكرة أن أقوم بزراعة الأرض وحصدها حتى هذه اللحظة، حتى عندما أمرض بمجرد وصولي إلى أرضي أشعر بالشفاء والانتعاش. أخذت حب الأرض والتمسك بها من آبائي وأجدادي، وبدأت بالزراعة عندما كنت أبلغ الثاني عشر من عمري، وورثت هذه الأرض عن أبي، ولا أخشى وجود الأرض في موقع قريب من السياج الإسرائيلي".

وتقوم بزراعة شتلات مميزة في أرضها كالزيتون، الباميا، اللوبيا، الكركم، القرفة وغيرها، وتؤدي مهام الاعتناء بها من تقليب التربة بالفأس ورشها بالسماد وسقيها بالماء إلى أن تجني المحصول، مضيفةً "ليس بالضرورة أن أزرع لبيع المحصول يكفي أن أوفر قوت اليوم لي ولأبنائي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي نمر بها، وإن لم أزرع لا نجد ما نأكله".

وأوضحت "كانت بداياتي في زراعة الورود ومن ثم زراعة الخضار والفواكه. قضيت حياتي كلها في الزراعة والعناية بالأرض، لكنني واجهت تحديات كثيرة تجاوزتها بقوتي وتحملي مثل وجودي في منطقة حدودية شرقية التي تنطلق منها اعتداءات الاحتلال، وغير ذلك أن الأرض تحتاج إلى تنسيق لتصبح أكثر مرونة وجمالاً لكن الوضع المادي لا يسمح لي بذلك".

وأضافت "المرأة الفلسطينية هي أجمل من تعمل في مهنة الزراعة حيث تصنع من اللا شيء شيئاً أخضراً وجميلاً، واستطعت أن أجمع البذور من أرضي وأقوم بزراعتها لأنني غير قادرة على شرائها، والزراعة بشكل عام غير متعبة للمرأة سوى التي لها عذر كالحامل، ومربية الأطفال، وأناشد كل امرأة قادرة على العمل أن تعمل في أي مجالٍ كان، على الأقل تستطيع تأمين قوت بيتها ومساندة زوجها وأولادها خاصةً في الوضع الاقتصادي السيء الذي نعيشه في قطاع غزة".