الزراعة في ريف دير الزور الشرقي تتراجع بسبب نقص المياه

تعمل نساء ريف دير الزور بشمال وشرق سوريا بالزراعة، ولا يمكنهن الاستغناء عنها، حيث أنهن تعتمدن عليها في تحقيق اكتفائهن الذاتي

زينب خليف

دير الزور ـ تعمل نساء ريف دير الزور بشمال وشرق سوريا بالزراعة، ولا يمكنهن الاستغناء عنها، حيث أنهن تعتمدن عليها في تحقيق اكتفائهن الذاتي، لكن موسم هذا العام كما السنوات القليلة الماضية تأثر بشكل كبير بشح المياه وهو ما أثر سلباً على حياة العديد من الأسر.

العمل في الزراعة يقع على عاتق المرأة بشكل أساسي أكثر من الرجل، فالمرأة هي التي تقوم بحراثة الأرض وتنظيفها، وإزالة الأعشاب الضارة وغيرها من الأعمال، لكن جل هذا التعب لا يحقق المأمول منه، فقد شهد القطاع الزراعي في دير الزور تدهور كبير على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب حبس الاحتلال التركي لمياه نهر الفرات، والذي يعد شريان الحياة للمنطقة، وتسبب قطعه بزيادة التحديات التي تمثلت بارتفاع تكاليف الزراعة وصعوبة توفير مستلزماتها.  

 

 

 

حسنة الحشاش (45) عاماً، إحدى المزارعات في مدينة هجين تقول عن عملها في الزراعة "نحن مزارعين منذ قديم الزمن، نعمل في أراضينا حيث نزرع القمح والشعير والقطن والخضروات بشتى أنواعها".   

وبالنسبة لهذه السنة قالت إنهم واجهوا العديد من الصعوبات، "نعاني من قلة الدعم، وصعوبة حرث الأرض بسبب عدم توفر المحروقات، وعدم قدرتنا على جلب البذور والأسمدة بسبب ارتفاع أسعارها، إضافةً للمعاناة المتعلقة بشح المياه، فهذه المشاريع تحتاج إلى رعاية واهتمام، ونظافة الأرض من الحشائش وحمايتها من الحشرات التي تضر بالنبتة".   

تأخروا هذا العام بزراعة الموسم وتقول عن ذلك "قمنا بالزراعة في وقت متأخر جداً، حيث أصبح لون النبتة أصفر، جراء انحباس الأمطار، والزراعة تحتاج لسقاية بشكل مستمر لكيلا تجف النباتات، لكن السقاية لهذه السنة مكلفة جداً فكل دونم نقوم بسقايته يكلف 13 آلاف ليرة سورية".    

وأضافت "رغم قرب أراضينا من نهر الفرات إلا أنه يصعب علينا سقايتها، فمنسوب المياه منخفض بشكل كبيرة نتيجة قطع الاحتلال التركي للمياه، لذلك نطالب المنظمات الدولية بالضغط على تركيا لفتح مجرى النهر، ومحاسبتها لما تقوم به من تعطيش وتجويع ملايين الأشخاص".   

تطالب حسنة الحشاش أيضاً بتقديم الدعم للمشاريع الزراعية، من الري، والأسمدة، والبذور، والأدوية وغيرها من مستلزمات الزراعة، "رغم كل هذه الصعوبات إلا أنه لا يمكننا الاستغناء عن الزراعة، فهي المورد الأساسي لنا".

 

 

ومن جهتها قالت المزارعة حمدة الحميد "نعتمد على الزراعة في معيشتنا لكننا نعاني في تأمين الأسمدة والسقاية والأدوية بسبب ارتفاع أسعارها". 

وتزرع حمدة الحميد الخضراوات الصيفية لكن انقطاع المياه أجبرها على التوجه نحو حفر الآبار "تأثرت المزروعات كثيراً، نتيجة ملوحة المياه". مشيرةً إلى أن الأفضل هو السقاية بالمياه الحلوة "بسبب استمرارنا بري المزروعات بالمياه المالحة تأثرت التربة وجفت، وأصبح منتوجها قليل جداً". مختتمةً حديثها بالمطالبة بتقديم الدعم للزراعة.  

 

 

حول هذه التحديات قالت الرئيسة المشتركة لمديرية الزراعة في هجين آمنة السالم "هذ العام نواجه تحديات عدة أبرزها شح مياه نهر الفرات الذي هو عصب الحياة في هجين"، مشيرةً إلى أن الزراعة في دير الزور في خطر.

وأوضحت "انهارت الزراعة في السنوات الماضية، وهذا العام شكل ارتفاع الأسعار تحدي آخر يضاف للتحديات التي تواجه الزراعة، مع استمرار نقص المياه الذي يمثل كارثة على هذا القطاع"، مشيرةً إلى أن مديرية الزراعة حاولت إيجاد حلول لإنقاذ ما تبقى من الموسم، فاستطاعت من منطقة أبو حردوب إلى الباغوز تجاوز الصعوبات وتحقيق الحد المعقول من الاكتفاء الذاتي من حبوب.

واختتمت آمنة السالم حديثها مطالبةً المنظمات الدولية والأممية بالتدخل المباشر "لا يوجد قانون إنساني يقبل محاربة شعب بتعطيشه".