الاعتماد على الذات... صورة جديدة تحاول الموريتانيات خلقها

تؤمن النساء أن العمل وحده قادر على مكافحة العنف وتحقيق الاستقرار المادي والنفسي وتحقيق الحرية

زهور المشرقي

موريتانيا ـ على هامش مهرجان استقلال المرأة، يعرض معرض نسائي وتحاول عبره النساء صاحبات المشاريع الصغرى التسويق لأعمالهن ومنتوجاتهن، وتسعين عبره إلى إثبات مدى مسؤوليتهن وأنهن قادرات على القيام بكل عمل من أجل استقلاليتهن وحلمهن، وهي صورة جديدة تحاول الموريتانيات خلقها.

تجولت كاميرا وكالتنا في المعرض الذي تملأه الخيام وتزينه النساء بألوانهن وتعرضن فيه منتوجاتهن التي حُبكت بحب وصُنعت بشغف ولُونت بألوان القارة السمراء وجمالها.

خيام بيضاء تتزين بسجادات ملونة وسجاد أحمر كأنك في حفل سينمائي، لكن اللافت وجود النساء بنات افريقيا بلغات مختلفة ولهجات لا تفهمها أحياناً لكنك تفسرها بالعين.

السينغالية كايا مدام با، صاحبة مؤسسة ما شاء الله كوتير، أكدت أن مشروعها جاء بعد سنوات من البطالة وهي التي درست تصميم أزياء ولم تجد فرصة عمل، ما دفعها إلى التفكير في بعث مؤسسة صغيرة مخصصة لتصميم الملابس والأحذية، بعد أن تقطعت بها السبل وسئمت تشغيلها.

وأفادت بأنها حاولت أيضا صنع الاكسسوار كخطوة لزيادة المبيعات، لافتةً إلى أن كل أعمالها مشغولة باليد وبالطرق التقليدية، وأن فرص العمل في السينغال للنساء قليلة لكنهن تحاولن إثبات ذواتهن وتحقيق الاستقلالية المادية.

ودعت النساء إلى العمل والتعويل على الذات بعيداً عن منطق التكاسل، مؤكدة أن على النساء أن تعملن للمساهمة في التنمية في بلدانهن حتى لا تكن عالة على أي طرف.

وعن اليوم العالمي للدفاع عن حقوق النساء، قالت إنها تعتبره يوماً استثنائي يخلد انجازات المرأة ويُذكر بتضحياتها وحقوقها المهضومة "أعتقد أن كل يوم مخصص للنساء للاحتفاء بهن واحترامهن، هو أيضاً يوم ميلادي لذلك أحب الثامن من آذار".

 

 

وبدورها أكدت بيسا تو تو سور وهي موريتانية صاحبة مشروع صنع الملابس أيضاً، أنها شاركت في معرض مهرجان استقلال المرأة كعارضة، وجاءت تلبية لدعوة المشرفين لعرض منتوجاتها والتعريف بها.

وأشارت إلى أنها حاولت التنويع في منتوجاتها بين الملابس ومواد التنظيف ومواد التجميل الطبيعية ومستحضرات العناية بالشعر، معتبرةً أن التنويه بالنسبة لها فرصة لجلب الانتباه والاقبال على ما تعرضه.

وقالت محدثتنا إن العمل قيمة ثابتة للنساء، حيث أنهن لن تنجحن في تحقيق الحرية والوصول إلى ما تردن من المنزل، مؤكدة أن العمل قيمة نضالية ثابتة تحاول عبرها المرأة الدفاع عن دورها وإثبات مكانتها في المجتمع "العمل هو الطريقة الوحيدة الذي تقدر المرأة عبرها العبور إلى عالم حر ومستقل يحترم وجودها".

وعن اليوم العالمي لحقوق النساء، قالت إنه يوم مخصص لهن لمحاربة العنف الزوجي والمجتمعي والتذكير بمعركة المساواة بين الجنسين التي تشغل نساء العالم ككل "أن تكوني امرأة حرة اليوم أمر مهم".

 

 

وقالت تبارا مبودج، وهي موريتانية، إن كل يوم هو يوم للنساء، معتبرةً أن الاحتفاء بالنساء يجب أن يكون بشكل مستمر لاعتبار التضحيات التي تقدمها من البيت إلى المجتمع والعمل وفي محيطها الثقافي والعائلي "كل يوم يجب أن يكون مخصص للنساء لأنهن تمثلن كل شيء".

وروغي ندياي وهي موريتانية أيضاً تعمل في مجال الخياطة، وتشارك في المعرض، تحدثت عن الصعوبات التي واجهتها لتحقيق حلمها في تأسيس تعاونية الخياطة التي تجمع فيها نساءً وفتيات تعلمهن الحرفة، وتشرف عليهن ثم تبدأن في خياطة الملابس المخصصة للنساء والأطفال والرجال وتسويقها، وتؤكد أنه لم يكن سهلاً هذا المشروع لكنها تحدت نفسها وبعثت وكونت مجموعة معها.  

وأشارت إلى أن التعاونية أعطت الفرصة للنساء لعرض منتوجاتهن وبيعها في مقرها خاصة من تعملن من المنزل، وتعمل أيضاً في مجال الملابس التقليدية الموريتانية في إطار التسويق لتقاليد بلدها في أفريقيا السمراء خاصة.

وأفادت بأن العمل هو نوع من الكفاح والحرب ضد الاستغلال والعنف والتهميش واللامساواة، معتبرةً أن كل منتوجاتها تطرز باليد وهو ما يميزها، لافتة إلى أنها تحاول الاستفادة من شهر المرأة وكل الامتيازات للتسويق المجاني عبر المعرض وغيره للتعريف بنفسها وإبراز ما يمكن أن تقوم به المرأة لإثبات ذاتها مهما كانت العراقيل والاشكاليات "كنساء نستطيع أن نقوم بكل شيء لنستقل".