من الاتحاد إلى قيادة ثورة المرأة (11)

تم تنظيم لجنة البيئة لمؤتمر ستار في المؤتمر الثامن لمؤتمر ستار الذي انعقد عام 2020. ويشمل عمل لجنة البيئة البشر والطبيعة والكائنات الحية

ريحان تمو: البيئة ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية

 
قيمت ريحان تمو المتحدثة باسم لجنة البيئة في مؤتمر ستار عمل وأنشطة لجنة البيئة قائلةً "البيئة هي ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية يكون لكل فرد نصيب فيها".
روناهي نودا
قامشلو - . كما أنها مسؤولة عن إعطاء الحياة لجميع الكائنات الحية على وجه الأرض وخلق بيئة إيكولوجية. تخلق لجنة البيئة التوازن بين الطبيعة والبشر وجميع الكائنات الحية في المجتمع. كما تقوم ببناء الوعي البيئي داخل المجتمع. يمكن للمتطوعين أيضاً المشاركة وحماية طبيعتهم. وحول عمل وأنشطة لجنة البيئة شاركتنا ريحان تمو المتحدثة باسم لجنة البيئة في مؤتمر ستار آرائها.
 
"أرضنا غنية جداً ومليئة بالخيرات"
قيمت ريحان تمو تشكيل لجنة البيئة بالقول "لقد تم تطوير العمل البيئي على الدوام. ولكن كمنظمة نسائية، كان من الضروري إنشاء لجنة تسمى لجنة البيئة. في المؤتمر الثامن لمؤتمر ستار الذي انعقد في عام 2020، تقرر إنشاء لجنة البيئة. وقد بدأنا عملنا بشكل رسمي وأنشأنا مركزنا. فنحن كشعب شمال وشرق سوريا جزء من الشرق الأوسط ونعيش حيث ازدهر العلم ونمت بذور الحياة. بلادنا غنية جداً من حيث الجمال والخيرات، وفيها الكثير من مصادر المياه والمساحات الخضراء. ولكن في عهد النظام السوري قُطعت الأشجار وقتلت الحيوانات ودمرت البيئة بأكملها. تم نهب العديد من المواقع الطبيعية في منطقة إقليم الجزيرة واستخدمت أنواع عديدة من الأجسام الملوثة للهواء. وقاموا بترسيخ هذه الممارسات في دماغ البشر حتى لا يكون لديهم الكثير من الاهتمام بالبيئة، وكان هناك فجوة بين الناس والمجتمع. فقط يمكن للمرأة أن تكون قادرة على بناء وعي بيئي، حيث استطاعت النساء إحياء وعي حماية البيئة والعناية بها. يمكننا إنقاذ وحماية كل الكائنات الحية بروح الآلهة. كانت هناك حاجة لتنظيم لجنة البيئة بشكل مستقل بين النساء. وعندما يتعلق الأمر بالبيئة، فالأمر لا يقتصر على الأشجار أو المساحات الخضراء فحسب، بل من المهم كيف يستطيع المرء بناء وعي بالثقافة البيئية بين الناس. لقد قُدمت تضحيات كثيرة في أراضي شمال وشرق سوريا، وضحى أبناء هذا الشعب بأرواحهم من أجل الحفاظ على طبيعة هذه الأرض. نحن كلجنة، يمكننا أيضاً بناء البيئة من حيث السياسة والثقافة والديمقراطية لأنها مهمتنا الرئيسية".
 
"البيئة هي التوازن بين الطبيعة والكائنات الحية"
أشارت ريحان تمو إلى أن البيئة هي التوازن بين البشر والكائنات الحية والطبيعة، "عندما تُذكر البيئة فإن المياه والهواء أو الزراعة فقط تتبادر إلى أذهاننا، لكن البيئة في الواقع هي التوازن بين الإنسان والطبيعة، وكذلك بين الطبيعة والكائنات الحية. نحن نحاول التخلص من التلوث والتخريب الذي لحق بالبيئة واعتبار أنفسنا جزءاً من هذه البيئة. الاحتلال الذي يُفرض على الناس يؤثر أيضاً على التركيبة السكانية. يجب سد الفجوة بين الطبيعة والبشر. وإذا ما قمنا بالاهتمام والاعتناء ببيئتنا، حينها يمكننا حماية الأشجار والعشب والتربة والأكسجين والطبيعة أيضاً. وإذا عدنا إلى الأخلاق البيئية، يمكننا أيضاً حماية بيئتنا".
 
"نتشارك العمل البيئي مع الناس من خلال التعليم"
تحدثت ريحان تمو عن دور ومهمة لجنة البيئة في المجتمع "التركيبة السكانية لشمال وشرق سوريا واسعة جداً. فنحن نتشارك العمل البيئي مع الناس من خلال الندوات والدورات التدريبية والمناقشات. نقوم ببناء وعي بيئي في المجتمع. وبسبب المفاهيم السيئة التي تم إلحاقها بعقلية مجتمعنا أصبح يرى كل شيء على أنه طبيعي. فعندما نذهب إلى منتزه أو منطقة خضراء نعتبر إنه من حقنا تلويث الطبيعة وإلحاق الضرر بها. تعمل الذهنية السلطوية على تطوير هذه المفاهيم السيئة داخل المجتمع، لذا نحن نريد أولاً تغيير الذهنية. نبدأ دوراتنا التدريبية وندواتنا من القرى، لماذا؟ لأن القرى هي الأماكن الأكثر نظافة وارتباطاً بالطبيعة".
 
"تطوير ثورة بيئية جنباً إلى جنب مع الثورة"
كما أشارت ريحان تمو إلى أن البيئة هي ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية "عندما نذكر النضال فإننا نشمل الجميع. فنحن لا نستطيع تصحيح التخريب والتلوث الذي لحق بمجتمعنا بشخص واحد، لذا فإن النضال البيئي هو عمل الجميع. والنضال البيئي مطلوب في جميع الأعمال والأنشطة، كما أن القائد عبد الله أوجلان أيضاً أولى أهمية كبيرة لقسم البيئة. تعتبر البيئة ركيزة أساسية لأمة ديمقراطية لكل فرد فيها نصيب. وقد تم إنشاء مجلس البيئة وعقد عدة اجتماعات. ونوقشت القضايا البيئية في تلك الاجتماعات وتم شرح الحلول المناسبة لها. لقد تم استخدام العديد من الأسلحة الثقيلة والمحظورة على أرضنا. كما تم قطع العديد من الأشجار في نفس الوقت. لذا ناقشت لجنة البيئة هذه المشاكل دائماً. نحن نخوض نضالاً كبيراً ضد السلطات التي أصابت المجتمع بالمرض. فقد اندلعت حروب كبيرة في مناطقنا مثل عفرين وكوباني وسري كانية وكري سبي، ووقعت في تلك المناطق العديد من أعمال النهب والفظائع ضد الطبيعة. كما أن سكان هذه المنطقة يواجهون تهديدات كبيرة بسبب انقطاع المياه كل يوم. نحن نتعامل مع هذه القضايا أيضاً من خلال النضال والعلم. كما أن الاستخدام المفرط للمركبات والبترول يسلبنا الطبيعة ويقلل من الأكسجين. ولكن كمنطقة نحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في مجال الزراعة لخلق ظروف هواء نظيفة. نحن بحاجة إلى تطوير ثورة بيئية أيضاً إلى جانب الثورة".
 
"لجنة البيئة تحمي المياه والتربة والأشجار"
كما تحدثت ريحان تمو عن المشاريع التي طرحتها لجنة البيئة "أحد مشاريعنا الرئيسية هو إنشاء مجلس بيئي. من خلال بناء المجلس، نريد إنشاء وزراعة الغابات وخلق وعي النظافة في المجتمع. وأيضاً بناء وعي بجمال الطبيعة داخل المجتمع. في نفس الوقت نريد حماية المياه والتربة والأشجار والأنهار. تعمل لجنتنا الآن على ذلك وقد اتخذنا العديد من الخطوات بخصوص النظافة. نحن ندعم خطوة الاعتناء بالكائنات الحية ورعايتها. في فصل الربيع سنقوم بتطوير حملة غرس الأشجار. نريد زرع الأشجار في كل مكان، لأن الناس يشعرون بالراحة تحت الأشجار ويستنشقون الأكسجين النقي. نحن نعيش في الصحراء اليوم ونحتاج إلى ملايين الأشجار لوقف التلوث الحاصل والذي يتطور في المجتمع. لا يجب أن يكون هناك فقط أشخاص يعتنون بالطبيعة، ولكن يجب على الجميع حماية طبيعتهم. أيضاً قامت القوات العسكرية أيضاً بعدة حملات تشجير، كما زرعت البلدية الكثير من الأشجار والشجيرات".
 
"يجب علينا اعتبار الإنسان والطبيعة والكائنات الحية روح واحدة"
أوضحت ريحان تمو أنه في مرحلة النظام الحاكم اختل التوازن بين الإنسان والطبيعة، "في نظام الدولة والسلطة، اختل التوازن بين الإنسان والطبيعة والكائنات الحية. أكبر احتلال هو أن يحارب الناس ضد بعض ويقتلوا بعضهم البعض. لقد دخل هذا الشر في الطبيعة أيضاً. لقد وصل الإنسان إلى النقطة التي يستغل فيها قدرته وإمكاناته الظاهرة والمخفية. فلا الطبيعة ولا الحيوانات نجت من الهجمات البشرية. يجب علينا اعتبار البشر والطبيعة والكائنات الحية روح واحدة ومتساوية والعمل على هذه الأساس. فبقدر ما يتم حماية حقوق الإنسان في الكون، يجب علينا حماية حقوق الحيوانات والطبيعة أيضاً. يوجد توازن على سطح الأرض يمنع التخريب والتلوث ويمنع الانقراض. لذلك لا يجب أن يتسبب الإنسان في انقراض الكائنات الحية على وجه الأرض. ويمكن تطوير هذا أيضاً من خلال التعليم والعلوم.
 
"هناك متطوعون يحمون البيئة"
وفي نهاية حديثها أشارت ريحان تمو إلى أن هناك متطوعون يحمون الطبيعة وختمت قائلةً "هناك أشخاص يحبون المجتمع، ويحمون أشجار الطبيعة وأزهارها أيضاً. هناك الكثير من الأشخاص الذين يهتمون بالطبيعة ويريدون تحسين البيئة. هناك العديد من المؤسسات والأفراد يعملون على بناء وعي البيئة في القرى. تهدف مجموعة الجدائل الخضراء إلى زراعة 5 ملايين شجرة في 4 سنوات. كما انضمت الجدائل الخضراء أيضاً إلى مجلسنا وهناك حوار متبادل فيما بيننا. كما تقوم مجموعة تسمى "يمكننا أن نفعل ذلك معاً" بتنظيف المواقع الطبيعية مثل الأنهار وزراعة الأشجار. قامت هذه المجموعات بتنظيف أماكن التنزه والمساجد والكنائس في المدن أيضاً. يفعلون ذلك بروح تطوعية. هناك أناس يحمون التراث الطبيعي. ندعو المجتمع بأسره إلى بناء وعي بيئي داخل أسرهم وأطفالهم. من يقوم بالاعتناء بالطبيعة والمجتمع هن النساء، لذلك ندعو جميع النساء إلى حماية أرضهن لأن أرضهن غنية. يقول القائد عبد الله أوجلان إن الوطنية تكمن في زراعة الأشجار. نحن أيضاً نريد إحياء الثقافة البيئية في المجتمع بهذه الروح والاعتناء بالأشجار والبيئة. بصفتنا لجنة بيئية، ندعو المنظمات والمؤسسات إلى تنفيذ جميع أعمالها من وجهة نظر بيئية. مجتمعنا قيم جداً ويستحق العيش بشكل صحي وبيئي".
 
انتهى
https://www.youtube.com/watch?v=w3xl5okIjno
 
https://www.youtube.com/watch?v=WDKpZY_WuVk