2023... الثورة النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا مستمرة
تتناول بانوراما إقليم شمال وشرق سوريا أعمال كل من مجلس المرأة السورية، وتجمع نساء زنوبيا، ومكتب المرأة في حزب سوريا المستقبل خلال عام 2023.
سناء العلي
مركز الأخبار ـ تستمر نساء شمال وشرق سوريا بقيادة المؤسسات النسوية والفكر الذي تنتهجه الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا وفق مبادئ حرية المرأة بتحقيق العديد من الإنجازات رغم التحديات المجتمعية والإقليمية والمعيشية التي ترتفع وتيرتها مع تحقيق كل نجاح.
تجمع نساء زنوبيا
تجمع نساء زنوبيا عمل منذ تأسيسه على النضال في (منبج، الطبقة، الرقة، دير الزور) للوصول الى أكبر عدد من النساء وخلق مجتمع ديمقراطي حر يسوده العدل والمساواة.
وعملت لجانه على عدة حملات تم اطلاقها خلال هذا العام وعددها (9) وهي "حملة مجزرة باريس الأولى والثانية، وحملة المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، وحملة الثامن من آذار، وحملة التعريف بعيد النوروز، وحملة الصحة، وحملة مكافحة المخدرات، وحملة العنف ضد المرأة، وحملة حان وقت الحرية، وحملة تطبيق قانون الأسرة".
وضمت هذه الحملات (1243) اجتماع وكانت نتائجها إيجابية على واقع المرأة والمجتمع من خلال زيادة التوعية الفكرية والمجتمعية والسياسية وكيفية الحد من جرائم العنف بحق النساء عبر وضع برامج صحية تثقيفية قانونية.
كما عمل التجمع على تطبيق البرامج المعدة من قبل منصة الفعاليات والتنظيمات والحركات النسائية للحملات المشتركة حسب خصوصية وظروف كل منطقة.
وشارك في كافة المؤتمرات والكونفرانسات والاجتماعات السنوية في المنطقة، وتم تفعيل لجنة المرأة المعنفة في كل من الرقة والطبقة.
وعقد المؤتمر الثاني تحت شعار "بتنظيم وإرادة المرأة نبني مجتمع ديمقراطي حرّ" بتاريخ 6 تموز/يوليو لتقييم عمل التجمع وتحديد نقاط الضعف والقوة، وتفعيل لجنة الصحة.
وأطلق التجمع نشاطات وحملات وهي:
حملة مكافحة المخدرات في الأول من آب/أغسطس بانضمام كافة المؤسسات، وتم العمل على مدار ثلاثة أشهر بعقد اجتماعات وإعطاء محاضرات، وإنشاء مراكز لمعالجة حالات الإدمان، وتشديد العقوبات ومحاسبة المروجين.
وتم تهيئة قانون الأسرة بتشكيل لجنة تحضيرية لعقد اجتماعات وورش عمل من الرقة وصولاً لباقي المقاطعات بانضمام كلا الجنسين.
وتضامن التجمع مع قضايا النساء في سوريا والمنطقة كثورة إيران وشرق كردستان، وتم تنظيم 55 مسيرة من أجل مواضيع مختلفة منها "العنف ضد المرأة، واستهداف الناشطات والقياديات، والهجمات التركية على المنطقة".
وتم التفاعل مع الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال التوعية بزواج القاصرات وتعدد الزوجات وضرورة الحد من الاستخدام الخاطئ لبرامج التواصل الاجتماعي، عبر المسيرات والبرامج بالتنسيق مع منصة الفعاليات المشتركة.
وعملت لجنة دار المرأة على توحيد الآلية التنظيمية في المقاطعات وإنهاء الخلافات ومتابعة القضايا، حيث بلغ عدد القضايا الواردة (8976) قضية، حل منها (3123) قضية، وقيد الحل (2645) قضية، وتم تحويل (3156) قضية إلى ديوان العدالة الاجتماعية وإلى مؤسسات أخرى (82) قضية.
فيما نسقت لجنة الصحة مع الهلال الأحمر الكردي للتوعية في المخيمات والنواحي والأحياء الشعبية والنواحي والكومينات عن زواج القاصرات، والعمليات القيصرية، وسرطان الثدي والعنف الجسدي.
وعملت لجنة الاقتصاد على تفعيل المشاريع الزراعية والصناعية والتجارية ومشاريع الأفران وتنشيط الثروة الحيوانية وتفعيل تعاونيات حيث مكنت (35) عائلة مستفيدة و(430) عاملة في المشاريع الاقتصادية.
وتم افتتاح لجنة الهلال الذهبي في آذار/مارس التي تعد وسيلة لحماية الثقافات المتعددة وإحيائها والحفاظ عليها من الصهر والابادة، وتشكلت عدة فرق فنية، وافتتحت معارض فن تشكيلي وأعمال يدوية وتنظيم خيم تراثية تضم مجموعة من أعمال الهلال، بالإضافة الى استقطاب المواهب.
مجلس المرأة السورية
مجلس المرأة السورية هو مظلة لكافة النساء السوريات في الداخل والخارج السوري، ويعمل من أجل المشاركة بحل الأزمة السورية من خلال ورشات العمل والندوات والمحاضرات والملتقيات واللقاءات الإعلامية في كل ما يتعلق بالمرأة ومشاركتها السياسية وصياغة الدستور الجديد.
خلال العام 2023 نظم مجلس المرأة السورية (156) محاضرة وورشة عمل تهدف لتوعية المرأة بأهم القرارات الدولية حول الأزمة السورية ومنها القرار 1960 الذي ينص على أن من واجب أطراف النزاع المسلح تقديم تعهدات ضد استخدام العنف الجنسي والتحقيق في الانتهاكات وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، وإعلان بكين الصادر عن المؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995 وغيرها، وقرار 2254 الذي يلزم أطراف الصراع في سوريا بوقف أي هجمات والسعي من أجل حل الأزمة وإجراء انتخابات نزيهة.
وتم تسليط الضوء على العنف القانوني المتمثل بقانون الأحوال الشخصية السوري، وضرورة تطبيق قوانين المرأة على كامل الجغرافيات السورية، إضافةً للاتفاقيات التي تشكل تهديداً لبلدان المنطقة كما في معاهدة لوزان التي حددت جغرافيا تركيا بعد انهيار الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى وقسمت كردستان.
ومن أبرز المحاضرات وورشات العمل أيضاً "العنف ضد المرأة، والعنف القانوني، المرأة ما بين العادات والتقاليد، المرأة عبر الأديان، ومبادرة الإدارة الذاتية مفتاح الحل في سوريا، ودور المرأة السورية عبر الأزمة السورية، وأشكال الدولة والمواطنة، وإنجازات المرأة والمقاومة، ودور المرأة في المجتمع، والمرأة في بناء السلام والثقافة، والعدالة الاجتماعية، والمرأة والسياسة".
واهتم المجلس بالفئة الشابة فخصص عدد من أعماله لها ومنها "تعزيز دور الشباب في الحياة السياسية، وعلاقة الشباب بالتكنلوجيا، وهجرة الشباب". وخصص من الفعاليات الـ 156 محاضرة والورش التثقيفية منها "المجتمع الطبيعي، ومفهوم الحرية، والثقافة والأخلاق، والصحة الإنجابية، والعلاقات السليمة، والطلاق الصامت، والدفاع المشروع".
كما عقد ملتقيين مهمين هما ملتقى الرقة بعنوان "دور المرأة المجتمعي في العشائر" على مستوى سوريا، بتاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر، لتسليط الضوء على دور نساء العشائر في المجتمع وحل الأزمة السورية.
وملتقى حلب في 9 أيلول/سبتمبر بعنوان "دور المرأة في صنع القرار" تحت عنوان أهمية دور المرأة في صنع القرار، بهدف تمكين المرأة السورية في حل الأزمة.
وتفاعل مجلس المرأة السورية مع العديد من الأحداث وأصدر بيانات وبرقيات التعزية، أهمها "حول انتهاكات الدولة التركية ضد الشعب السوري، وتأييد الاحتجاجات في السويداء، والتنديد بترحيل السوريين بشكل تعسفي من لبنان".
وبرقيات التعزية أهمها "للشعب المغربي بسبب الزلزال، للشعب العراقي بسبب حادثة حفل الزفاف، للشعب الليبي بسبب طوفان درنة".
كما شاركت عضوات المجلس بعدة لقاءات إعلامية وتلفزيونية خلال عام 2023، وانضم المجلس لجميع الفعاليات والمؤتمرات والملتقيات في سوريا.
مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل
عقد الاجتماع الأول لمجلس المرأة العام ومن خلاله تم تشكيل منسقيه المرأة وتشكيل الهيئة التنفيذية للمرأة والمصادقة عليها.
وأطلق المجلس حملة مناهضة العنف ضد المرأة والتي استمرت 15 يوماً تحت شعار "ضد كافة أشكال الدولة وذهنية الرجل - Jin Jiya Azadî" تضمنت نشاطات متنوعة.
وتنظيم ملتقى حواري تحت شعار "تمكين المرأة أمان وضمان لحقوقها" على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وعقد ندوة حوارية تحت شعار "نضالنا...لحماية مكتسباتنا وضمان ثورتنا" لتسليط الضوء على ثورة المرأة في الإقليم وتأثيرها على كافة الحركات النسائية الإقليمية والعالمية.
وعقد المنتدى الحقوقي تحت شعار "الحريات وحقوق الأنسان ضمان لحماية المجتمع الأخلاقي والسياسي"، والقيام بـ 11 ورشة عمل تحت عنوان "الحياة الندية أساس لبناء مجتمع ديمقراطي حر"، ومسيرة نسوية حاشدة سعياً لعودة النازحين الى ديارهم وإنهاء كافة الاحتلالات في سوريا.
وتشكيل وفد من كافة الحركات والتنظيمات النسائية في إقليم شمال وشرق سوريا للقيام بجولة إلى بعض المناطق المنكوبة نتيجة الزلزال الذي حدث في حلب والشهباء، والقيام بحملة الثامن من آذار تحت شعار Jin Jiya Azadî""... نحو ثورة المرأة". وافتتاح 12 دورة تدريبية مهنية ضمت 240 متدربة.
وإعطاء 117 محاضرة توعوية فكرية في جميع الأرياف والقرى والنواحي والمدن وكانت حول واقع المرأة الاجتماعي وكيفية مواجهة التحديات، وإعداد 13 حلقة بحث حول عدة مواضيع منها مفهوم الحرية والسياسة الديمقراطية وبناء العائلة الديمقراطية.
الجدير بالذكر أن المجلس العام في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا صادق بتاريخ 12 كانون الأول/ديسمبر، على عقد اجتماعي جديد، تضمن العديد من المواد التي تكفل المساواة الكاملة بين الجنسين، حيث أكدت المادة 19 منه على أن "الإدارة الذاتية الديمقراطية تقوم بتطوير الاقتصاد المجتمعي للمرأة، وتناهض كل أنواع التسلَيع واستغلال المرأة"، وتضمن المادة 25 "حرية المرأة وحقوقها في المجتمع والمساواة بين الجنسين".
كما شددت المادة 26 على أن "تتمتع المرأة بإرادتها الحرة في العائلة الديمقراطية التي تؤسس على أساس الحياة الندية المشتركة"، وجاء في المادة 50 أن "ممارسة كل أنواع العنف ضد المرأة أو استغلالها أو فرض التمييز السلبي عليها تُعد جُرماً يُعاقب عليه القانون".
وأكدت الفقرات (7ـ 8ـ 9) من المادة 78 على أن نسبة تمثيل المرأة في كل المجالس 50٪، وتشارك في الرئاسة المشتركة للبلديات في المجالس الشعبية وفي الوقت نفسه في المجالس التنفيذية، وتمثل المرأة نفسها في جميع المجالس الشعبية بدءاً من الكومين، البلدة، المدينة، المقاطعة وإقليم شمال وشرق سوريا عن طريق مجالس المرأة.
وجاء في المادة 110 أن "مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ينظم نفسه في شمال وشرق سوريا بدءاً من الكومين، البلدة، المدينة، المقاطعة والإقليم".