وریشة مرادي من سجن قرجك: المرأة جوهر الثورة والتغيير

نشرت وریشة مرادي، السجينة السياسية المحكوم عليها بالإعدام، رسالة عبر صفحتها على إنستغرام، شددت فيها على أن أي ثورة لا يمكن أن تُحدث تغييراً ديمقراطياً حقيقياً دون الدور الفاعل للنساء، مؤكدة أن أحكام الإعدام والقمع عاجزة عن طمس هذه الحقيقة الواضحة.

مركز الأخبار-  بالتزامن مع الذكرى الثالثة لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، نشرت السجينة السياسية المحكوم عليها بالإعدام، وریشة مرادي، رسالة عبر صفحتها على إنستغرام، أكدت فيها أن ريادة النساء ليست مجرد أمنية، بل تمثل خطة عمل حقيقية.

بدأت رسالتها موجهة إلى كل من يرددون شعار ""Jin, Jiyan, Azadî بقلب نابض، قائلة "إنها الذكرى الثالثة للنور الذي أشعلته حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في النفوس، هذه الحركة، بطابعها المعقد والمتعدد الأبعاد، ليست مجرد انفجار غضب في الشوارع، ولا مجرد مطلب جزئي لفئة محددة، إن نطاق مطالبها يشمل الحريات الفردية والجماعية إلى حق تقرير المصيرالجماعي، ومن المطالب الاقتصادية الأساسية إلى العدالة الثقافية وحقوق القومية واللغوية، ومن مناهضة القمع الجندري إلى المطالبة بمجتمع ديمقراطي حقيقي، كل واحدة من هذه المطالب حلقة في سلسلة تهدف إلى إعادة بناء هيكل السلطة والعلاقات التي تستند اليوم إلى الهيمنة والعنف وإعادة إنتاج اللامساواة."

وأضافت مؤكدةً أن شعار "المرأة، الحياة، الحرية" هو كفاح من أجل التفكير والعيش بطريقة مختلفة، وذكرت أنها " حركة لاستعادة الجسد والروح، والإرادة المُستعبدة للنساء، التي صادرتها السلطة الإيرانية عبر عقود من القوانين والقيود، وبنت سلطتها على استعباد المرأة واحتقار وإلغاء وجودهن، لقد صاغ هذا الشعار كعنصر محوري للثورة، وأظهرت أنه لا يمكن لأي ثورة أن تحقق تغييراً ديمقراطياً حقيقياً بدون فاعلية النساء، ولن تتمكن أحكام الإعدام والقمع من حجب هذه الحقيقة الواضحة".

وصفت مرادی النموذج الذي تطمح إليه هذه الحركة بأنه "مجتمع ديمقراطي، بيئي، وحر"، وأوضحت أن
"التحولات التي أحدثتها هذه الحركة ليست سطحية أو عابرة، بل عميقة وجذرية، فالتغيير لا يقتصر على انتقال في الأماكن العامة أو في الشعارات، بل هي تحول جوهري في فهمنا للنظام الاجتماعي، من يملك حق اتخاذ القرار، وما معنى الحياة الجماعية الديمقراطية، إن فكرة الحياة المشتركة الحرة تعيد تعريف العلاقات الإنسانية والاجتماعية، من الأسرة إلى المجال العام، وإذا لم تُصلح البُنى، فلن يكون هناك إصلاح دائم، لذا فإن نضالنا يتركز على إعادة بناء المؤسسات، الثقافة والعقليات، وليس مجرد الاستحواذ على المشهد السياسي."

وتحدثت عن دور الشعارات في الحركات  "لكل شعار روح وزمن ومكان يغذيهما إيديولوجيا، وله خلفية تاريخية واجتماعية، الشعارات التي تعبر عن واقع وتجارب الطبقات، الأعراق، النساء، الشعوب والثقافات المضطهدة هي رموز للمقاومة والأمل والرغبة في حياة حرة، هذه الشعارات هي نتاج التاريخ، حيث تتداخل الكلمة مع الحياة لتصبح صوتاً لأولئك الذين أسكتت أصواتهم أو لم تُسمع".

وأكدت وريشة مرادي على ريادة النساء في هذه الحركة " كونك امرأة ليس مجرد مسألة بيولوجية، بل هي عقلية، وهيمنة أخلاقية- سياسية، وريادة أيديولوجية تدفع بالمجتمع نحو التحرر والتضامن والديمقراطية، المرأة التي تكسر الأدوار المفروضة وتعرض ذهنية تتحدى الهيمنة، تفكر بإعادة توزيع السلطة وديمقراطية العلاقات، حرية المرأة كانت دائماً مرادفاً لحرية الجماعة".

وأنتقدت محاولات السلطة تقزيم هذه الانتفاضة باعتبارها "مجرد تمرد عابر"،مضيفةً " القضية أعمق من مجرد السيطرة على الفضاء العام، نحن أمام مراجعة عميقة، أحكام الإعدام وقمع الأصوات المعارضة ليست فقط ضد الأفراد، بل ضد الذهنية التي تمثلها هذه الرموز، إنها شكل من أشكال الانتقام المنهجي من حركة تسعى إلى إعادة التفكير الجذري في السلطة، لكن الذهنية التحررية لا يمكن إعدامها لا بالحبل ولا بالزنزانة ولا بالحُكم، مثل هذه الأحكام ليست دليلاً على القوة، بل اعترافاً بضعف الشرعية وخوفًا من اتساع الفكر التحرري".

وأشارت إلى التأثير الخاص لهذه القمع على النساء السجينات، مؤكدةً " ما يُمارس ضد النساء السجينات هو جزء من مشروع انتقامي، انتقام من المرأة والحياة والحرية، ودليل على التأثير العميق للحركة، يريدون من خلال الأحكام أن يوقفوا حركة الجسد الاجتماعي، لكن العقلية الريادية التي تلهم هذا الحراك لا يمكن القضاء عليها، طالما هناك وفاء للفكر والعمل، وطالما هناك سعي لتعريف جديد للحرية والديمقراطية، فإن كل حكم سيزيد من جدية هذا المسار."

وختمت وريشة مرادي رسالتها بالتأكيد على ضرورة مواصلة تحقيق أهداف شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، ووصفت ذلك بأنه " الجسر بين النظرية والممارسة اليومية، هو سبيل لتنظيم الذات، والتعليم السياسي، وتشكيل مؤسسات ديمقراطية موازية، وتكريس دور النساء في القيادة الجماعية، وإعادة بناء الاقتصاد، والثقافة، والعدالة على أساس الكرامة الإنسانية، أرجو منكم ألا تجعلوا هذه الذكرى مناسبة للحزن فقط، بل حوّلوها إلى بيان للحياة الحرة، الرسائل والملاحظات، التجمعات الكبيرة والصغيرة، العمل النظري، تعليم الأجيال الجديدة، كلها أدوات يجب أن تتكاتف، علينا أن نُثبت أن ريادة النساء ليست أمنية، بل خطة عمل، خطة لتغيير الساحة العامة، وتحقيق إمكانية العيش المتكافئ".