ورشة في جامعة بغداد للتوعية بمخاطر المخدرات وعلاجها
تُعد ظاهرة الإدمان من القضايا الخطيرة التي تؤثر على الشباب والمجتمع بشكل عام، كما أشارت ورشة العمل التي نظمتها وحدة شؤون المرأة ووحدة التعليم المستمر في بغداد.

رجاء حميد رشيد
العراق ـ أثار تفشي ظاهرة الإدمان في السنوات الأخيرة خاصة بين فئة الشباب، قلقاً في الأوساط العامة والحقوقية، فأسباب انتشاره تعود إلى عدة عوامل متشابكة تشمل الجوانب الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية والنفسية.
نظمت وحدة شؤون المرأة مع وحدة التعليم المستمر اليوم الاثنين 21 نيسان/أبريل 2025 ورشة عمل في كلية العلوم للبنات بالعاصمة العراقية بغداد، بعنوان "التعرف على علامات الإدمان: دليل الأمهات والآباء".
وأكدت الاستشارية الأسرية ومدربة تعديل السلوك رشا الجبوري، خلال ورشة عمل على أن "انتشار الإدمان في السنوات الأخيرة ظاهرة مقلقة، خاصة بين فئة الشباب، وتعود أسباب انتشاره إلى عدة عوامل متشابكة تشمل الجوانب الأمنية، الاقتصادية، الاجتماعية والنفسية".
واستعرضت أبرز أنواع الإدمان منها، الإدمان على المخدرات والكريستال والذي يُعد من أخطر أنواع الإدمان عالمياً، إلى جانب تأثيره الجسدي والنفسي الذي يدمّر حياة الشخص، والأسرة والمجتمع، وإدمان الكحول الذي يسبب فقدان التوازن العقلي والانفعالي، وقد يؤدي إلى العنف الأسري، وكذلك الإدمان النفسي والسلوكي مثل إدمان الإنترنت، المقامرة أو العلاقات غير الأخلاقية، رغم أن خطورته أقل من الإدمان الكيميائي، إلا أنه يسبب عزلة اجتماعية حادة، وضعف التحصيل العلمي، الاكتئاب، والانفكاك الأسري.
وأشارت رشا الجبوري إلى أسباب انتشار الإدمان في العراق، منها، الانفلات الأمني بعد 2003، "شهد العراق ضعفاً في الرقابة الأمنية وفتحاً للحدود، مما جعل البلاد سوقاً نشطة للمخدرات، الفقر والبطالة وغياب الفرص الاقتصادية التي تدفع العديد من الشباب نحو الإدمان كوسيلة للهروب من الواقع الصعب، وضعف الوعي والتفكك الأسري وقلة التوعية بمخاطر المخدرات وضعف الرقابة الأسرية يُسهم في زيادة توجه الشباب لتعاطي المخدرات، خاصة في ظل غياب الدعم النفسي، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية والصراعات المستمرة، النزوح وفقدان الأمان، كلها تُعرّض الشباب لضغوط نفسية تدفعهم نحو تعاطي المخدرات".
من جانبها، أوضحت الدكتورة شيماء صاحب علوش، مسؤولة وحدة شؤون المرأة في كلية العلوم للبنات، أن موضوع الإدمان يُعد من القضايا البالغة الأهمية، ويأتي ضمن الركيزة الثانية من الخطة الاستراتيجية التي أطلقها وزير التعليم العالي والبحث العلمي".
وشددت على أن "هذه الظاهرة تمس المرأة بشكل مباشر، كونها تمثل الركيزة الأساسية في الأسرة بصفتها أماً، حيث يقع على عاتقها الدور الأكبر في متابعة الأبناء وملاحظة سلوكياتهم وتصرفاتهم، سواء كانوا إناثاً أو ذكوراً، إذ أن الإدمان ظاهرة لا تقتصر على جنس دون آخر"، مؤكدةً أنه على الأم أن تؤدي دوراً فاعلاً وأساسياً، سواء كانت ربة بيت أم امرأة عاملة، من خلال المتابعة الدقيقة لسلوك أبنائها داخل المنزل وخارجه، والعمل على احتوائهم بأسلوب علمي يسهم في معالجتهم وحمايتهم من الانجراف نحو الضياع، وبذلك تحافظ على استقرار الأسرة وتسهم في بناء مجتمع خالٍ من الظواهر السلبية".
وخرجت الندوة بعدد من التوصيات لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة أولها تعزيز التوعية وإطلاق حملات توعوية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام حول مخاطر المخدرات تحسين الأوضاع الاقتصادي من خلال توفير فرص عمل للشباب للحد من البطالة، وتقوية الرقابة الأمنية ومكافحة شبكات التهريب وتعزيز الرقابة على تداول الأدوية، وتقديم برامج دعم للأسر لتعزيز دورها في الوقاية من الإدمان.