وقفة تضامنية مع الأسيرات للمطالبة بالتحرك الدولي لنيل حريتهن

طالبت المشاركات في الوقفة التضامنية مع الأسيرات القابعات في السجون، بمراقبة الأوضاع والاجراءات المتعلقة بهن، وإنهاء الصمت الدولي والنهوض بالضمير العالمي من أجل نيل حقوقهن وحريتهن.

نغم كراجة

غزة ـ نظم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وقفة حاشدة تضامنية مع الأسيرات بمشاركة المؤسسات النسوية، تحت شعار "موحدون داخل السجون وموحدون خارجها" في غزة.

أكدت عضو الأمانة العامة في الاتحاد العام للمرأة اعتدال أبو قمر خلال مشاركتها في الوقفة التضامنية مع الأسيرات في السجون التي نظمها الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية أمس الاثنين 20 شباط/فبراير، على مواصلة عملية النضال والكفاح الوطني، والالتفاف حول الحركة الأسيرة عبر تحقيق الوحدة الوطنية وإعادة النسيج الاجتماعي ولحمه، والتمسك بوثيقة الوفاق التي صدرت في أيار/مايو عام 2006 "وثيقة الأسرى".

وطالبت المجتمع الدولي بتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة لمجمل بنودها المكفولة من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر عام 1949، وتشكيل لجنة قانونية لمراقبة جرائم وممارسات الاحتلال الممنهجة بحق الأسيرات في السجون ومتابعة التحقيقات أمام المحاكم الدولية بما يضمن حمايتهن واسترجاع حقوقهن وتخفيف العقوبات.

ومن جانبها قالت الناشطة النسوية سماهر المصري "نحاول الوقوف بجانب الأسيرات ومساندتهن في ظل الظروف الصعبة والممارسات العنفوانية التي تنتهك حقوقهن، ونحن اليوم نقف مساندة لهن ومطالبةً بمتابعتهن في السجون لما تتعرضنّ له من هجمات شرسة والانعزال الانفرادي، والتنكيل والقمع".

وطالبت المجتمعات والمؤسسات الدولية بالوقوف بجانب الأسيرات الفلسطينيات ومراقبة أوضاعهن في السجون، وتخفيف العقوبات التي تشن عليهن بشكل يومي، والسماح بزيارة عوائلهن وذويهن، وإيقاف العديد من الإجراءات التي تعنف المرأة الفلسطينية.

 

 

وأعربت الناشطة السياسية مريم أبو دقة عن موقفها تجاه ما تتعرض له الأسيرات "نحن كنساء جئنا لنؤكد تضامننا ودعمنا للأسيرات وخاصة اللواتي تتعرضن لأشد أنواع العنف والأساليب الممنهجة التي يمارسها الاحتلال، كما نطالب المجتمع المحلي بالوحدة من أجل تحريرهن، لأن ما تتعرض له الأسيرات منافي للإنسانية، فانتهاك خصوصية المرأة وإهمالها قضية هامة للغاية".

وتمنت الشاعرة رحاب كنعان أن "ينتهي الصمت الدولي وأن ينهض الضمير العالمي حتى تنال المرأة الأسيرة حقوقها وكرامتها"، موضحةً أنها منذ 23 عام وهي تتضامن مع الأسيرات آمله أن تنلن حريتهن وتنتهي محكوميتهن.

 

 

وأوضحت الأسيرة المحررة أميمة الأغا التي اعتقلت عام 1990 حجم العنف الذي تعرضت له داخل السجن "لقد اعتقلت بتهمة طعن جندي في المرور عند معبر إيرز حين حاول إساءتي بالألفاظ المسيئة ومن ثم اعتقلت وحكم علي بـ 17عام قضيت منهم 7 أعوام وأُفرج عني بعد عدة اتفاقيات مع السلطة عام 1997، وتعرضت للعنف الجسدي والنفسي والعزل الفردي، وتدهورت أحوالي الصحية حيث كنت حامل في الوقت الذي اعتقلت فيه".

وأضافت أنها تعرضت للضرب المبرح أثناء التحقيقات للإدلاء ببعض المعلومات والاعترافات "مكثت شهرين في التحقيقات المكثفة ومن ثم انتقلت للسجن المركزي وتعرضت للتفتيش والعزل الفردي والضرب"، لافتةً إلى أن الاعتقال حياة صعبة خاصة للمرأة الفلسطينية التي تعذب وتعنف كما الرجل في السجن.

وأشارت إلى أن الأسيرات أحوالهن خطيرة وتتعرضن للموت البطيء إلى جانب التعنيف الجسدي والنفسي واللفظي، وحرمانهن من العلاج والأدوية كما يحدث حتى الآن مع الأسيرة إسراء جعابيص التي تعاني من حروق شديدة بنسبة 80% ومهملة طبياً حيث غير مسموح لها بالكشوفات الطبية ودخول العلاج لها.

 

 

ومن جانبها أوضحت الأسيرة المحررة وفاء البس صعوبة حياة النساء والفتيات في السجون وما يمارس عليهن من قمع وتعذيب "لم أتخيل يوماً مدى معاناة النساء الأسيرات إلا عندما اعتقلت في أيار عام 2005 بتهمة حمل الحزام الناسف ووقعت أسيرة وسط التعنيف والتنكيل لمدة سبع أعوام وتم الإفراج عني في صفقة وفاء الأحرار عام 2011".

وأوضحت أنها عاشت أصعب سنوات حياتها في السجن ومورس عليها أبشع أشكال العنف من ضرب وألفاظ مهينة وحرمانها من العلاج ووضعها في العزل الفردي الذي يفتقر إلى الحياة الاجتماعية وتم سحب جميع الأجهزة الكهربائية كالتلفاز والراديو، وإلى جانب ذلك الاغتيال المعنوي وتمزيق صورة والدتها وعدم السماح لعائلتها بزيارتها "لقد رأيت الموت بعيني لكنني لم أستسلم بل قاومت وصمدت حتى خرجت من بقعة العنفوان والظلام".