تسمم جماعي لطالبات بعد تسرب غاز في مدن شرق كردستان

في حادثة جديدة تكشف هشاشة البنية التحتية للمباني التعليمية في مدن شرق كردستان، تعرضت مجموعة من الطالبات في إحدى المدارس الداخلية بمدينة ديواندره لتسمم خطير جراء تسرب غاز أول أكسيد الكربون.

مركز الأخبار ـ كشف غياب الرقابة وهشاشة الأبنية التعليمية في إيران عن أزمة بنيوية خطيرة، إذ إن ضعف البنية التحتية وتقاعس الجهات المسؤولة في متابعة معايير السلامة جعلا المؤسسات التربوية بيئة هشة، وهو ما يضاعف المخاطر على حياة الطلاب ويحوّل أي حادث بسيط إلى كارثة محتملة.

أصيب أمس الثلاثاء الثاني من كانون الأول/ديسمبر، ثماني طالبات على الأقل في مدرسة داخلية بمدينة ديواندره بتسمم حاد نتيجة تسرب غاز أول أكسيد الكربون، تم نقل الطالبات إلى المستشفى لتدهور حالتهن الصحية، وهن الآن تحت العناية المركزة.

وأفادت التقارير الأولية، أن سوء التهوية وتجاهل السلطات لمبادئ السلامة كانا من أهم أسباب الحادث، ووفقاً لمصادر محلية لم يُكتشف تسرب الغاز لفترة طويلة، ولم يُعرَف للسلطات إلا عندما ظهرت على الطلاب أعراض تسمم، شملت صداعاً شديداً ودواراً وفقداناً للوعي.

وقد سلطت هذه الحادثة الضوء مجدداً على المخاوف بشأن سلامة مساكن الطلاب خاصةً في المناطق المحرومة، وهي القضية التي تعرضت لانتقادات متكررة من قبل نشطاء التعليم ومنظمات حقوق الطفل.

ويُمثل تدني جودة المرافق التعليمية والمدارس الداخلية في إيران مشكلة هيكلية متجذرة، نتيجة سنوات من نقص الاستثمار، وضعف الرقابة، وتجاهل مبادئ السلامة، يعمل العديد من هذه المرافق في مبانٍ قديمة، تفتقر إلى التهوية الجيدة، ومجهزة بأنظمة تدفئة قديمة، مما يزيد من مخاطر تسرب الغاز والحرائق وانهيار الهياكل، كما أن عدم إجراء عمليات تفتيش دورية وعدم تطبيق المعايير الرسمية قد أدى إلى إخفاء المشاكل الفنية، مما يحرم مديري المساكن من القدرة على منع الحوادث أو اكتشافها مبكراً.

ويزداد هذا الوضع خطورة في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، حيث تُعرّض قيود الميزانية والبنية التحتية المتهالكة الطلاب لأعلى مستويات المخاطر.