'تركيا تتبع سياسة التغيير الديموغرافي والعيش في المخيمات على أمل العودة'

كشفت نساء عفرين المهجرات في الشهباء أن سياسة تغيير ديموغرافية المنطقة تطبق في عفرين، ويتم قمع وصهر ثقافتها ووجودها وضياعها على يد الاحتلال التركي.

حسنة محمد

الشهباء ـ منذ بداية احتلال مقاطعة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا من قبل الدولة التركية ومرتزقتها تطبق يوماً بعد يوم سياسات لتغيير ديموغرافية المنطقة، فخلال الـ 6 سنوات يتعرض سكانها وطبيعتها وتاريخها للمجازر والإبادة، وتخفي سبب احتلالها بمختلف الحجج، وتمارس سياسة التغيير الديموغرافي تحت مسمى تقديم المساعدات للأهالي.

منذ بداية احتلال عفرين وحتى هذه اللحظة يمارس الاحتلال التركي سياسة قتل وإبادة أهالي المنطقة ووجودها من خلال بناء وحدات سكنية (مستوطنات) لتوطين عوائل مرتزقته من خارج عفرين مثل إدلب والباب وجرابلس.

وبحسب تقرير منظمة عفرين - سوريا لحقوق الإنسان حول بناء الوحدات السكنية (المستوطنات) في عفرين المحتلة، فهناك أكثر من 42 وحدة سكنية بُنيت منذ عام 2018، وتم تشييد المباني والمخيمات في عموم قرى ونواحي مقاطعة عفرين، ويتم ذلك بمساعدة الجمعيات العربية الـ 48 الكويتية والقطرية والفلسطينية، حيث يستمد الاحتلال التركي العون من هذه الجمعيات وينفذ سياسته في تغيير ديموغرافية المنطقة.

إلى جانب ذلك فإن الاحتلال التركي يضطهد ويحرف تاريخ عفرين كل يوم، وحول سياسة الاحتلال التي تنتهجها الدولة التركية لتغيير ديموغرافية عفرين، تحدثت وكالتنا مع عدد من نساء عفرين اللواتي نزحن إلى مخيم برخودان في الشهباء.

 

"إنهم ينفذون سياسة تغيير ديموغرافية للمنطقة"

أشارت شهيناز عمر إلى أن الاحتلال التركي يزيد من حدة هذه السياسة والإبادة الجماعية في عفرين "من خلال قتل الأهالي وتغيير ديموغرافية المنطقة من العمق، يريد بذلك فرض احتلاله على المنطقة وتحريف تاريخ عفرين، حتى أسماء القرى والشوارع التي تعرف بها المدينة تم تغييرها واستبدالها بأسماء تركية، عفرين التي كانت معروفة بطبيعتها أصبحت الآن مدينة صحراوية قاحلة، وهذا يظهر سياسة صهر وتدمير تاريخ المنطقة، ويتم حرق طبيعة عفرين وجبالها بالكامل، عفرين جزء من سوريا، لكن يتم إجبار الناس فيها الآن بالتعامل بالهوية التركية، وتلاشت الهوية الكردية والسورية هناك، يجب أن تتحرك منظمات حقوق الإنسان العالمية، ففي عفرين تتلاشى هوية أمة".

 

"يتم تدمير ثقافة عفرين ووجودها"

كما قالت زكية محمد أن الدولة التركية تحاول محو هوية ووجود عفرين "نحن نعيش حالياً في مخيمات لأن الشهباء منطقة صغيرة، لذلك تم بناء المخيمات على أمل العودة إلى عفرين، لكن الاحتلال التركي أنشأ مخيمات في عفرين بهدف محو هوية المنطقة ووضع عائلات من خارج عفرين وزاد نسبة السكان العرب والأتراك في عفرين حتى لا يعود هناك وجود للكرد في عفرين، وبدعم من جمعيات قطرية وكويتية يتم بناء المستوطنات في المنطقة، وعلى الرغم من أنها كانت معروفة بملابس ساكنيها ولغتهم الكردية، إلا أن الملابس السوداء والطويلة الآن فرضت على الأهالي وخاصة على النساء، وثقافتهم الأصلية تنصهر شيئاً فشيئاً، بالإضافة إلى ذلك فإن الأشجار التي غرستها أمهاتنا وجداتنا في عفرين منذ آلاف السنين كانت تظهر تاريخ المنطقة لكن أردوغان ومرتزقته يقومون بقطعها وحرقها، بقينا في الشهباء وفي مخيمات اللجوء لأنه لدينا أمل في العودة بكرامة إلى في عفرين".