مركز الأخبار ـ لا تزال التحذيرات بشأن خطورة الوضع الإنساني الناتج عن النزاع الدائر في السودان مستمرة على الرغم من المناشدات والدعوات الدولية بإيقاف إطلاق النار تجنباً لحدوث كارثة إنسانية بعدما أسفر النزاع عن مقتل الآلاف المدنيين وتهجير أكثر من 11 مليون شخص.

استناداً إلى دراسات استقصائية أجريت على أكثر من 8 آلاف و600 عائلة في ست ولايات بشرق السودان، أصدر المجلس النرويجي أمس الجمعة 13 كانون الأول/ديسمبر، تقريراً أكد فيه أن 70 % من العائلات النازحة و56 % من العائلات المضيفة شرق السودان غير قادرين على توفير ما يكفي من الغذاء بسبب غلاء الأسعار وفقدان الدخل.

وأشار التقرير إلى أن معظم العائلات المضيفة أي 95 % منهم وكذلك أغلب النازحين أي 75 % منهم قالوا خلال الدراسات الاستقصائية إنهم لم يتلقوا أي مساعدات غذائية خلال منذ ستة أشهر.

وقال مدير مجلس النرويجي للاجئين في السودان في بيان له، أن مدن شرق السودان وقراها كانت ضعيفة أساساً قبل نزوح الفارين من النزاع إليها، مؤكداً أن المجتمعات المضيفة لهم أصبحوا "على شفا الانهيار"، وأن حجم الاحتياجات تفوق قدرة الاستجابة الإنسانية، ما لم يتم توفير الدعم العاجل لهم.

وشدد المجلس على أهمية التحرك الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية وإعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية بالإضافة إلى الاستثمار في سبل العيش، لتفادي المزيد من زعزعة الاستقرار "يجب على العالم أن يقف إلى جانب جميع المتضررين من هذه الحرب الرهيبة".

وفي ظل النزاع بين الدائر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يواجه قرابة 26 مليون شخص أي قرابة نصف سكان البلاد معظمهم نساء وأطفال خطر حدوث مجاعة جماعية، وسط تبادل طرفي النزاع، الاتهامات باستخدام الجوع سلاحاً للحرب.

وفقًا لتقرير المجلس النرويجي للاجئين، فإن الخدمات الصحية تعاني من ضغوط كبيرة، حيث يواجه حوالي ثلثي النازحين وأكثر من 40% من العائلات المضيفة لهم نقصاً حاداً في الرعاية الصحية.