تفاقم الأزمة الإنسانية في الفاشر مع تصاعد القتال ونزوح جماعي للسكان

أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من 81 ألف شخص منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينما حذّرت شبكة أطباء السودان من تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النزوح شمال مدينة الفاشر.

مركز الأخبار ـ تشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أزمة إنسانية متفاقمة في ظل استمرار النزاع المسلح وسيطرة قوات الدعم السريع على المدينة، بينما يعيش آلاف الفارين في ظروف قاسية وسط نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية.

أفادت منظمة الهجرة الدولية أمس الأربعاء الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، بأن أكثر من 81 ألف شخص قد نزحوا من مدينة الفاشر والمناطق المجاورة لها في ولاية شمال دارفور، غرب السودان، منذ السادس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتشهد المدينة منذ ذلك الوقت سيطرة قوات الدعم السريع التي تواجه اتهامات من جهات محلية ودولية بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، وسط مخاوف متزايدة من ترسيخ الانقسام الجغرافي في البلاد.

وأوضحت المنظمة، أن تقديرات تتبّع النزوح حتى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تشير إلى نزوح 81 ألف و817 شخص من مدينة الفاشر والقرى المجاورة لها في ولاية شمال دارفور، مؤكدة أن الأرقام أولية وقد تتغير بسبب استمرار انعدام الأمن والتغيرات السريعة في أنماط النزوح.

وبيّنت المنظمة أن غالبية النازحين ما زالوا داخل الفاشر، في حين لجأ آخرون إلى محليات كبكابية، ومليط، وكتم، وطويلة في شمال دارفور، بينما سجلت أعداد أقل في ولايات أخرى من السودان، منها كوستي بولاية النيل الأبيض، وغبيش بغرب كردفان، ووسط وشمال جبل مرة بوسط دارفور، ومحليتا غرب الجنينة وكلبس ومحلية شعيرية بشرق وغرب دارفور، ومحليتا شرق جبل والوحدة بجنوب وغرب دارفور.

كما أشارت المنظمة إلى أن فرقها الميدانية تواجه صعوبات بالغة بسبل انعدام الأمن على الطرق، ما يعيق حركة التنقل ويزيد معاناة السكان، مؤكدة أن الأوضاع لا تزال متوترة ومتقلبة.

وفي سياق متصل، أصدرت "شبكة أطباء السودان" بياناً لها حذرت من التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات النزوح الواقعة شمال مدينة الفاشر، وذلك نتيجة تزايد أعداد النازحين الفارين من المدينة، معربةً عن قلقها البالغ ما تشهده مخيمات طويلة وكورما وقولو إزاء التدهور المستمر، مشيرةً إلى أن عدد النازحين في هذه المخيمات قد تجاوز 36 ألف شخص خلال الأيام القليلة الماضية بحسب الإحصائيات المحلية.

وأوضحت الشبكة أن عدداً من المصابين القادمين من مدينة الفاشر وصلوا قبل يومين إلى مخيم قولو وهم في حالات حرجة نتيجة إصابات بالغة، في ظل غياب شبه كامل للخدمات الطبية ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات العلاجية، محذّرةً من تفاقم معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال والنساء الحوامل، ومؤكدةً أن الوضع الإنساني في هذه المخيمات يزداد سوءاً بشكل مقلق.

ولفتت الشبكة إلى أن الاكتظاظ الشديد داخل المخيمات أجبر العديد من النازحين على المبيت في العراء دون مأوى أو حماية، بعد عجز المنظمات عن توفير الخيام والمساكن المؤقتة، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالأمراض المعدية. وأشارت إلى أن معاناة النازحين تتفاقم أيضاً بسبب شح مياه الشرب النظيفة، مؤكدة أن المساعدات الإنسانية محدودة، وغالباً ما لا تصل إلى مستحقيها بسبب عمليات نهب متكررة للإغاثة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير.