'طالبان تسعى لإسكات صوت النساء من خلال القيود التي تفرضها عليهن'

أكدت مراسلات إذاعة صوت المرأة "star fm" في شمال وشرق سوريا، أن الانتهاكات بحق المرأة في أفغانستان لا تنفصل عن الممارسات اللاإنسانية بحق النساء في العالم، وأنهن ستكن صوت جميع النساء.

شيرين محمد

قامشلو ـ لم تكتفي حركة طالبان منذ سيطرتها على أفغانستان بالقيود التي فرضتها على النساء والفتيات وحرمانهن من العديد من حقوقهن، لتقوم بإغلاق إذاعة "صوت المرأة" في بدخشان المحطة الإذاعية الأفغانية الوحيدة التي تديرها النساء، بحجة أنها تبث الموسيقى خلال شهر رمضان، لتعود وتسمح باستئناف عملها ولكن بشروط صارمة، كما أنها أصدرت قرار يمنع الصحفيين من إجراء مقابلات مع النساء.

واجهت الإذاعة العديد من الصعوبات والعراقيل في ظل سيطرة طالبان، إذ تسعى دائماً لنشر الحقيقة، والاستماع لصوت النساء، كما أنها لعبت دوراً مهماً في تثقيف النساء وتطويرهن وتعليمهن.

وبصدد إغلاق إذاعة "صوت المرأة" من قبل طالبان والشروط التي وضعتها حتى تستطيع إعادة البث، أجرت وكالتنا لقاء مع مراسلات إذاعة صوت المرأة ""star fm في مقاطعة قامشلو في شمال وشرق سوريا.

 

"يخشون من قلم المرأة وصدى صوتها"

تقول ليلاف حسن وهي إحدى الإداريات في إذاعة "star fm"، إن الانتهاكات بحق النساء حول العالم مرتبطة مع بعضها البعض "تتعرض النساء والفتيات للانتهاكات من قبل جميع الدول السلطوية والمهيمنة، قد تتغير الجهة التي تمارس الانتهاكات ولكن الهدف واحد ألا وهو إسكات صوت المرأة، بعد أن سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بدأت بفرض قيود على النساء، لقد استهدفوا كيانهن وحقيقتهن وحاولوا تغييرها من خلال فرض قوانين صارمة عليهن داخل المجتمع".

وأوضحت أنه "أينما تواجدت المرأة يمارس بحقها أفظع الانتهاكات وتحرمن من أبسط حقوقهن، خاصة اللواتي تعملن في مجال الإعلام لإظهار الحقيقة للمجتمع من خلال كاميراتهن وأقلامهن، سجون تركيا وإيران مليئة بالإعلاميات اللواتي تعملن بشكل مستمر لفضح الانتهاكات التي تمارس ضد النساء، إن ما يحصل في أفغانستان ليس ببعيد عن سياسة هذه الدول السلطوية".

 

"صوت المرأة واحد... لن يستطيعوا حجب صوتنا بانتهاكاتهم"

وأشارت إلى أن طالبان سمحت باستئناف البث في الإذاعة بشروط صارمة "حتى لو استأنفت الإذاعة البث بعد أن كانت قد أغلقت من قبل حركة طالبان، فلم يبقى لها ذلك التأثير الكبير، فقد فرض على العاملات في الإذاعة شروط عديدة ليتم إعادة البث من بينها استضافة الرجال وعدم استقبال النساء، أين بقي صوت المرأة من ذلك؟ فلن يمر صوت المرأة في أي بث بعد الآن عبر مسامع المتلقين، يدل هذا على أنهم يخشون حتى من صوت المرأة وفكرها، لأنها أينما تواجدت حل السلام والمحبة، والتنظيم، والوحدة والتعايش المشترك".

وأكدت على أنه بشعار "Jin Jiyan Azadî" ستحرر جميع النساء "المرأة الحرة تخلق مجتمعاً حراً بشعار Jin Jiyan Azadî ستتحرر جميع النساء في العالم، كما فعلت نساء شمال وشرق سوريا اللواتي بدأن بثورتهن ماضين بها إلى القمة، نحن كإعلاميات في إذاعة صوت المرأة "star fm"، نؤكد على أنهم لن يستطيعوا إخفاء الحقيقة باعتقال الإعلاميات أو إغلاق الإذاعات التي تسلط الضوء على قضايا النساء، فصوتنا هو صوت جميع النساء".

من جهتها قالت ميديا سليمان وهي إحدى الإداريات في الإذاعة "إذا أردنا أن نسلط الضوء على بعض الأحداث فسنرى بأن ما يحصل في أفغانستان ليس ببعيد عما تمارسه السلطات والدول المهيمنة ضد النساء، فجميعها تريد إخفاء حقيقة المرأة وتهميش دورها في المجتمع، عندما يريدون السيطرة على أي مجتمع يبدؤون باستهداف المرأة في كافة المجالات".

وأضافت "تسعى طالبان إلى إسكات صوت المرأة وإخفاء حقيقتها، وحرمت النساء والفتيات من التعليم والمشاركة في الانتخابات وحتى التعبير عن الرأي، لأنها تخشى من فكرهن الحر وإرادتهن القوية، وأنا على يقين أنهن لن تقفن مكتوفات الأيدي أمام هذه الممارسات اللاإنسانية"، مطالبة جميع النساء بمواصلة السير نحو الحرية.