"سيدات المشاريع" معرض نسوي يمنح النساء فسحة لتحقيق ذواتهن

استطاعت نساء مغربيات خلال ثلاثة أيام من تنظيم معرض "سيدات المشاريع"؛ أن تتبادلن الخبرات فيما بينهن لتطوير منتوجاتهن والارتقاء بها، وتحقيق ذاتهن.

رجاء خيرات

مراكش ـ أتاح معرض "سيدات المشاريع" الذي تنظمه نساء مغربيات، لصانعات أشغال يدوية وفنانات ومبتكرات في مجالات متعددة، فرصة الالتقاء بزوار من مختلف أنحاء المغرب لعرض منتوجاتهن وتسويقها.

افتتح معرض "سيدات المشاريع" في 24 كانون الأول/ديسمبر الجاري، ويستمر حتى 30 من الشهر ذاته، في حدائق النخيل التي تعتبر من المناطق السياحية في مراكش.

تقول المديرة الفنية لمعرض "سيدات المشاريع" حنان إيكري أن فكرة تنظيم المعرض انبثق من رغبة جماعية لنساء جمعهن الفضاء الأزرق، من خلال تبادل التجارب مع بعضهن البعض، ليتيح لهن الانفتاح على فضاءات أوسع وأرحب، واقبال زبائن جدد بدل الاكتفاء بالتسويق الرقمي، الذي اعتبرت أنه لم يعد كافياً لتحقيق انتشار واسع.

وأوضحت أن هذا المشروع كان حلماً سعت له كل نساء المجموعة اللواتي جمعهن الفضاء الافتراضي، حيث كن تقتصرن في البداية على تنظيم حفلات خاصة "GALA" تعرضن من خلالها منتوجاتهن، قبل أن تفكرن في  إنشاء معرض نسوي في منطقة سياحية خلقت لهن فرصة للقاء بزبائن باتوا يطلبون المنتوجات التقليدية التي لم تعد متاحة بكثرة في الأسواق والمحلات التجارية.

وأكدت على أنها لمست في الصانعات الرغبة والتطلع إلى توسيع آفاقهن والبحث عن أسواق جديدة، وهو ما جعلها تفكر بشكل جدي في خلق فرص مماثلة، حتى يتسنى لهن تحقيق الاستقلالية المالية عبر مشاريعهن الاقتصادية.

واعتبرت أن النساء هن سواعد المجتمع، وأن نسبة كبيرة منهن تعلن عائلاتهن، من خلال خلق مشاريع مدرة للدخل، وهو ما يتوجب معه الالتفاتة لهؤلاء النساء وتقديم الدعم لهن، عن طريق تنظيم دورات تكوينية في مجال التسويق وفتح أسواق جديدة تمكنهن من بيع منتوجاتهن وتطويرها.

 

 

ومن جانبها أكدت مريم الجوالي إحدى المشاركات في المعرض، أن مشاركتها جاءت من أجل تعزيز وتطوير مشروعها، من خلال عرض منتوجاتها على زوار منطقة النخيل التي تعتبر منطقة سياحية بمراكش.

وعن فكرة المشروع قالت إنها فكرت برفقة صديقتها فاطمة الزهراء شقور في صناعة إكسسوار نسائي وإدخال لمسة خاصة بهما على منتوجات باتت مطلوبة بكثرة، لافتةً إلى أنهما تستعملان أنواعاً معينة من الأحجار ذات جودة جيدة، ما يضيف على الإكسسوار شكلاً جميلاً، وتدوم لفترة طويلة دون أن تتلف، وهو ما منح منتوجاتهما جودة عالية.

وحول مشاكل التسويق أوضحت أنهما تعتمدان بالدرجة الأولى على التعريف بمنتوجاتهن من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرةً أن هذا المعرض أتاح لهما فرصة ربط علاقات متينة مع كافة المشاركات في المعرض والزائرات.

 

 

أما الفنانة التشكيلية نعيمة بوعونات فشاركت في المعرض بلوحات لها تجسد نضال النساء وتعبر عن طموحاتهن، مشيرةً إلى أنها عملت على تسويق منتجات طبيعية "الاهتمام بمواد التجميل التقليدية الطبيعية جاء كرد اعتبار لما كان يعرف قديماً بـ "العطار" الذي كان يجوب القرى ويحمل على دابته كل ما تحتاجه النساء من مواد تجميلية"، لافتةً إلى أنها أضافت بعض اللمسات العصرية على هذه المنتوجات حتى يتوافق مع متطلبات النساء في الوقت الراهن، مع الاحتفاظ بروح المنتج التقليدي الذي يعبر عن روح الأصالة المغربية.

وحول تجربتها في مجال الفن التشكيلي، توضح أنها أرادت من خلال اللوحات أن تعبر عن معاناة النساء ومشاكلهن عبر بورتريهات نسائية، معتبرةً أن النساء لازلن تعانين في المجتمع وأنهن بحاجة للتعبير عن ذواتهن.

 

 

فيما اعتبرت ربيعة لطفي وهي صاحبة مشروع "فطائر أروى مريم"، أن مشاركتها في المعرض بمثابة انطلاقة حقيقية يمكنها أن تفتح آفاقاً أوسع للنساء اللواتي كن تعتدن على الإنتاج المنزلي والتسويق عبر دائرة ضيقة من المعارف.

ولفتت إلى أنها تعمل على صنع الفطائر والحلويات بجودة عالية وفق الطلبات التي تتلقاها، وهو ما يتطلب منها مجهوداً كبيراً، خاصةً وأنها هي من تعيل أسرتها.

 

 

وبدورها عبرت سعيد التركاوي عن امتنانها لإقامة معرض "سيدات المشاريع" الذي شكل فرصة حقيقية لعرض منتوجاتها، وهي عبارة عن ملابس تقليدية نسائية مطرزة بالتطريز التقليدي الأصيل "يسمى المسوس"، بالإضافة إلى حياكة المناديل التقليدية وتزيينها.

ونوهت إلى أن هذه أول مشاركة لها في معرض نسوي للمنتوجات التقليدية، ما منحها إمكانية ربط علاقات جديدة مع صانعات كانت تعرفهن في الفضاء الافتراضي فقط، كما أنه فتح أمامها آفاقاً واسعة للاستفادة من تجارب الأخريات.