سماد الديدان... مشروع للحفاظ على البيئة العضوية وتطويرها

قامت هيئة البيئة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال شرق سوريا بتطوير مشروع الأسمدة العضوية من نوع فيرميكومبوست، انطلاقاً من كون هذا المشروع يعد بديلاً للأسمدة الكيماوية وسيشكل أساساً لبيئة نظيفة وصحية.

برجم جودي

كوباني ـ تستعد هيئة البيئة في مقاطعة الفرات لإطلاق مشروع إنتاج سماد الديدان بهدف تطوير أساليب طبيعية لحماية بيئة المنطقة، يستخدم هذا المشروع الطبيعي ديدان كاليفورنيا الحمراء (Red Wigglers) لتحويل نفايات الطعام والحيوانات إلى سماد عضوي.

 

"مشروع خاليً من الكيماويات"

المشروع الذي يتم التحضير له حالياً في مشتل الشهيد روجاك سينتج المحاصيل خلال الأشهر الأربعة المقبلة، مما يعود بالنفع على مزارعي مقاطعة كوباني، حيث قدمت المهندسة نسرين كارهو معلومات عن المشروع، وقالت "في حزيران 2024، أحضرنا 8 آلاف دودة من دودة الريد ويغلرز من مقاطعة الجزيرة لبدء مشروعنا لإنتاج السماد الطبيعي، بعد ذلك وضعناها في أقفاص الحيوانات، ونطعمها قشور الفواكه والخضراوات، بالإضافة إلى قشور البيض ونشارة الخشب، نقدم لها كل شيء باستثناء الفواكه الحامضة والثوم والبصل، كما نعطيها الماء، الذي يُحدد حسب نسبة رطوبة البيئة التي تعيش فيها حالياً، والتي يجب أن تكون دائماً 70%، ونستخدم أيضاً الماء المتبقي من السماد في الزراعة، وهو أمر مفيد جداً أيضاً".

أوضحت نسرين كارهو أن ١٠٠ طن من السماد العضوي ستكون جاهزة "ما زلنا في طور إكثار الديدان، حيث وصل عدد الديدان التي أحضرناها، والتي بلغ عددها ٨ آلاف دودة، إلى ملايين، لكننا ما زلنا نزيد عددها لنتمكن من إنتاج ١٠٠ طن من السماد العضوي كل ٣ أشهر، ويعتمد هذا أيضاً على جودة الخدمة والطعام الذي نقدمه للديدان، ومدى سرعة تجهيز السماد العضوي".

 

"نحو بيئة نظيفة مع سماد الديدان"

وعن الهدف من المشروع، أفادت نسرين كارهو أنه "لدينا هدفان الأول تحويل المخلفات البيئية والحيوانية إلى مواد طبيعية مفيدة، ومن ناحية أخرى، نهدف إلى استخدام هذا السماد كبديل عضوي للأسمدة الكيماوية، تُسبب الأسمدة الكيماوية أضراراً جسيمة للتربة والهواء والإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام، فاستخدام الأسمدة الكيماوية مع مرور الوقت يُفقد التربة عناصرها الغذائية، بينما يُساعد السماد الذي نُنتجه، على إغناء التربة بالعناصر الطبيعية".

واختتمت نسرين كرهو حديثها بالقول "هذا أول مشروع يُنفَّذ على مستوى مقاطعة الفرات، حيث يُستخدم هذا السماد في جميع أنواع المحاصيل، وهو عضوي تماماً، لذا، آمل أن يستخدم جميع المزارعين والمهتمين بالبيئة سماد الديدان في المستقبل، وأن يتخلوا عن المواد الكيميائية، لنخلق معاً بيئة نظيفة وصحية".