سليلات العرّافة يحتفي بأجيال من الشاعرات الليبيات
كتاب سليلات العرّافة نماذج من الشعر النسائي الليبي، هو كتاب قامت بإعداده الدكتورة إشراقة مصطفى حامد؛ شاعرة وأكاديمية سودانية مقيمة بالنمسا

سليلات العرّافة يحتفي بأجيال من الشاعرات الليبيات ... وشاعرتين عربيتين
ابتسام إغفير
ليبيا/ بنغازي ـ .
قالت الدكتورة إشراقة مصطفى حامد في مقالة لها نُشرت عبر موقع الزول السوداني، إنَّها أكملت الفكرة التي غرست بذرتها الشاعرة السودانية الرحلة نجاة محمد إلياس، وهي تحفزها بأنَّ مشروعها الإبداعي لن يكتمل ما لم تملأ روحها بعبير بساتين قصائد الشاعرات الليبيات.
وأوضحت أنَّ الفكرة بدأت بترجمة القصائد الليبية، وأنَّها عكفت على ترجمة تلك القصائد للشاعرات الليبيات لمدة عامين، واكتمل المشروع بمساعدة الشاعرة حواء القمودي، وتمت عبر "صالون البنفسج الإبداعي" الذي أسسته الشاعرة القطرية سميرة عبيد، ودار الريم للنشر، والفنَّانة التشكيلِيَّة سُعاد الشويهدِي بإهدائها صورة الغلاف، وبكري خضر الذي صمم الغلاف والكتاب، والأستاذ عمر الصائم للتدقيق اللغوي.
تقول الشاعرة الليبية حواء القمودي "الكتاب ضمّ ثلاثة وعشرين شاعرة ليبية، مع حفاوة بشاعرتين عربيتين هما الشاعرة السودانية الراحلة نجاة محمد إلياس والتي عاشت ثلاث عقود بمدينة بنغازي ورحلت في تشرين الأول/أكتوبر 2018 في مدينة طرابلس، وقد أهدت د. إشراقة مصطفى حامد صديقتها نجاة هذا الكتاب؛ لأنها من فتحت لها بوابة الإبداع النسائي الليبي، والشاعرة الثانية التي ازدان الكتاب بقصائدها هي وجدان شكري عياش، وهي شاعرة ليبية بقلبٍ فلسطيني".
وتضيف حواء القمودي قائلةً "الجميل في هذا الكتاب حضور أجيال من تجربة الشاعرة الليبية، التي بدأت رحلتها منذ خمسينيات وربما أربعينيات القرن العشرين، فنجد الشاعرات ليلي صفي الدين السنوسي (1936) وكوثر علي نجم (1937) ورجاء بن ناجي (1947) مع فوزية بريون (1949) اللواتي نشرن في صحف طرابلس الغرب، الرائد، البلاغ، الحقيقة، مجلة ليبيا الحديثة، وجيل ورسالة، حذو الشاعرات آية الوشيش، وفيروز العوكلي، ومناي إبراهيم، ومنيرة نصيب، وميسون صالح قمر، وهن شاعرات ولدن في عقد الثمانينات وبداية التسعينات ونشرن قصائدهن في المواقع الالكترونية وعلى صفحاتهن للتواصل الاجتماعي الفيسبوك".
أكدت حواء القمودي "نحن في حضرة ثروة جمالية متنوعة وتجارب ستبحر بنا في عوالم الشعر وتجلياته، وقد حظي غلاف الكتاب "سليلات العرّافة" بلوحة للتشكيلية الليبية سعاد الشويهدي وبمقدمة للشاعرة الليبية حواء القمودي".
وتشير الشاعرة حواء القمودي إنها هي من اختارت "سليلات العرّافة" عنوانا للكتاب، إذ هي العرّافة أو الرائية الليبية التي كانت ضمن لوحة "مايكل انجلو"، التي رسمها على جدار كنيسة بالفاتيكان، وهي شخصية واحدة من 343 شخصية من المجموعة الأسطورية الأشهر في تاريخ الفن، قام بها الفنان بتكليف من البابا يوليوس الثاني لتزيين سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان ما بين (1508 و 1512)، وهو عمل ملهم وجهد عظيم رغم الفترة القصيرة التي أستغرقها الفنان.
واعتبرت حواء القمودي أن كل شاعرة هي سليلة "سيبيلا" الليبية فهي مثلها تحاول استقراء الغيب والتطلع إلى المستقبل من خلال اللغة التي تشكلها في قصيدة.