التونسية الأولى أفريقياً وعربياً في مجال البحوث العلمية

منح تصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) للعام 2020 المرأة التونسية، المرتبة الأولى ضمن قائمة الأفريقيات والعربيات الرائدات في مجال البحث العلمي

زهور المشرقي
تونس ـ ، حيث أن 55.1 % من الباحثين التونسيين من الإناث، وهي أكبر نسبة في أفريقيا والعالم العربي.
وقالت اليونسكو إن التصنيف قد استند إلى بيانات حزيران/يونيو 2020 لمعهد الإحصاء التابع للأمم المتحدة، ومنح تونس أفضل ترتيب، متقدمة في ذلك على الجزائر بنسبة 47.1 %، ومصر 45.6 %، و المغرب 33.8 %.
وتصدّرت تونس للمرة الثانية على التوالي العالم العربي وأفريقيا في ترتيب اليونسكو، حيث حققت في العام الماضي درجة مماثلة تقريباً. 
وتعتبر النسويات التونسيات إن النجاح هو نتيجة لاستثمار الدولة في التعليم العالي والبحث العلمي منذ عقود من الزمن، ولفتت إلى أن تونس وحسب أرقام المنظمة الدولية للملكية الفكرية في عام 2018 احتلت المرتبة 66 في البحث والتجديد، والمرتبة 14 في ما يخص المنشورات العلمية، والمرتبة 43 عالمياً في ما يخص مؤشرات الإنتاج العلمي.
وتشجع العائلات التونسية الفتيات على دخول المجالات العلمية، عكس ما هو سائد في المجتمعات العربية الأخرى التي تشجع على المهن التقليدية.
ومنذ الاستقلال عام 1956، حظيت المرأة التونسية بجملة من الحقوق والامتيازات المدنية اُعتبرت بمثابة تحولات ثورية مقارنة بوضع النساء آنذاك في العالم العربي.
وقد كفلت هذه الحقوق تشريعات "مجلة الأحوال الشخصية" (صدرت في آب/ أغسطس 1956) التي تمنع تعدد الزوجات وتمنح المرأة حق الطلاق والحق في التعليم والعمل.
لكن هذه الحقوق لم تكن كافية لتحقق للمرأة التونسية المساواة الكاملة مع الرجل ولحمايتها من العنف سواء داخل محيط الأسرة أو خارجها، وقد ظلت النساء طيلة عقود تحت تأثير مفارقة جمعت بين التحرر من جهة والتمييز والعنف من جهة أخرى.
وترى رئيسة المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية بتونس، الدكتورة بدرة قعلول، في تصريح لوكالتنا، إن السنوات لا تخلو من إنجازات دولية للمرأة التونسية في مجال البحث العلمي والابتكار وكان لها حضور بارز في مجال البحث العلمي، والابتكار أهّلها إلى رفع راية البلاد عالياً في أكثر المحافل الدولية، وأصبحت العديد من العالمات والمخترعات نجمات بفضل إنجازاتهن الدولية. 
 وأفادت بدرة قعلول بأن المرأة التونسية أثبتت نفسها منذ عقود، لافتةً إلى أن نسبة المعيدات في الجامعة بلغت 56% من مجموع الحاصلين على هذه الرتبة، بينما ما زالت نسبة النساء في رتبة أستاذ تعليم عالي وهي أعلى رتب التدريس لا تتجاوز 15%. 
 وختمت حديثها بالقول "ما وصلت اليه المرأة التونسية فخر لكل امرأة عربية متفوقة، حتى قبل ما يُعرف بثورات "الربيع العربي" كانت التونسية تحظى بقدر من الاستقلالية والتحرر، فاق ما كانت تحظى به قريناتها في باقي البلدان العربية".