شمال وشرق سوريا... بيانات وتظاهرات تندد بمجزرة باريس وتطالب بالكشف عن مرتكبيها
طالبت المنظمات والمؤسسات النسوية وأهالي شمال وشرق سوريا، بالكشف عن مرتكبي مجزرة باريس.
مركز الأخبار ـ ندد أهالي شمال وشرق سوريا من خلال التظاهرات الحاشدة وإصدار البيانات، بالهجوم المسلح الذي تعرض له مركز أحمد كايا للثقافة الكردية في العاصمة الفرنسية باريس، والتي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص من بينهم إحدى رائدات الحركة النسوية الكردية أمينة كارا.
مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة باريس التي راحت ضحيتها ثلاث نساء ثوريات ناضلن من أجل إيصال صوت شعبهن الكردي وقضيته إلى جميع أنحاء العالم، ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز، استهدف هجوم مسلح أمس الجمعة 23 كانون الأول/ديسمبر، مركز أحمد كايا للثقافة الكردية في العاصمة الفرنسية باريس، وكذلك مطعم ومقهى كردي في نفس الشارع، ما أدى لاستشهاد وجرح العديد من الاشخاص.
قامشلو... نساء تؤكدن على استمرار النضال
خرج العشرات من أهالي مدينة قامشلو اليوم السبت 24 كانون الأول/ديسمبر، في مسيرة تنديداً بالهجوم المسلح الذي تعرض له المركز الثقافي الكردي في باريس، والذي أسفر عن استشهاد ثلاث أشخاص من بينهم امرأة.
وقد أكد أهالي المدينة على الاستمرار بالنضال أمام جميع المخططات التي تمارس بحق الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة، ونددوا بالهجمات على المركز الثقافي في باريس.
وخلال المسيرة قالت العضوة في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي بروين يوسف "بداية نجدد عهدنا بالسير على خطى الشهداء، العالم بأكمله يرى ما يحصل من جرائم ومجازر بحق الشعب الكردي، وبالرغم من ذلك لا ولم يتم وضع أي حد لمرتكبيها"، لافتةً إلى أن "الدولة التركيا ترتكب الجرائم بحق الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة والشرق الاوسط، سعياً للقضاء على الشعوب التي تتوق للحرية والسلام، الاحتلال التركي يعيد سيناريو مجزرة باريس التي استشهدت خلالها ثلاث نساء مناضلات من أجل حرية المرأة والشعوب بأجمعها".
وأشارت إلى أن التاريخ الكردي مليء بالبطولات والنضال ضد القوة المهيمنة التي لطالما كانت تسعى للسيطرة على كافة الشعوب "لا يزال الشعب الكردي يضحي من أجل أن يعم السلام في العالم أجمع، فأبناء شمال وشرق سوريا هم من حاربوا مرتزقة داعش، لقد أنقذوا العالم من أكبر منظمة إرهابية تشكل خطراً على الجميع"، مؤكدةً أنه "من أجل جميع الشعوب في المنطقة سنناضل حتى آخر رمق من دمائنا، يجب على فرنسا أن تكشف للعالم بأكمله عن مرتكبي هذه الجريمة، نحن نعلم من مرتكبها ولكنن ننتظر أن تكشف الحقيقة للعالم، لن نقبل أبداً بالظلم والقتل بحق الشعب الكردي وجميع الشعوب في المنطقة".
وأكدت على أن "النضال مستمر للوصول إلى الحقيقة"، مشددةً على أنه من حق "جميع الشعوب العيش بسلام، من أجل الحقيقة والسلام سنناضل دائماً للوصول إلى أهدافنا وحقوقنا لن نتخلى عن مكتسبات ثورتنا ودماء شهدائنا، تركيا لن تستطيع أن تكسر إرادتنا بمخططاتها وهجماتها على جبال كردستان".
مؤتمر ستار: يجب علينا توحيد صفوفنا أمام الهجمات التي نتعرض لها
وأدلى مؤتمر ستار في مدينة قامشلو، ببيان إلى الرأي العام جاء فيه "كالعادة لم يسلم الكرد من المجازر والاعتداءات، ومرة أخرى في باريس وحي سانيت دينيس بالعاصمة الفرنسية وقع هجوم مسلح على المركز الثقافي الكردي ونتيجة لهذه المجزرة فقد 3 أشخاص حياتهم كما أصيب 3 آخرين".
وأوضح البيان أنها "ليست المجزرة الوحيدة التي تحدث في باريس بحق الشعب الكردي، وليس من قبيل الصدفة أن المجزرة وقعت في الذكرى العاشرة لاستشهاد المناضلات الثلاثة اللواتي قتلن في التاسع من كانون الثاني عام 2013".
وأضاف "نرى أن الشعب الكردي يمر بإبادة عرقية وسياسية أمام مؤامرة دولية، نضع مسؤولية هذا الحادث على عاتق الدولة التركية، وإذا لم تقم الدولة الفرنسية بواجبها الإنساني في الكشف عن مرتكبي هذا الحادث، فإننا نعتبر الدولة الفرنسية مسؤولة أيضاً".
ودعا مؤتمر ستار خلال البيان جميع أبناء الشعب الكردي في أجزاء كردستان الأربعة والعالم أجمع إلى "رفع صوتهم ضد هذه الهجمات، لكي نكون قادرين على حماية أنفسنا من هذه الإبادة الجماعية يجب أن نوحد صفوفنا أمام هذه الهجمات ووحدتنا في هذه الفترة ضرورية جداً من أي وقت مضى، لذا ندعو جميع الأحزاب الكردية للاتحاد على أساس حرية المرأة".
الشهباء... حركة الهلال الذهبي تنددن بمجزرة باريس
وتنديداً بالهجوم الذي استهدف مركز الثقافة والفن الكردي أدلت حركة الهلال الذهبي في عفرين والشهباء ببيان، أكدت فيه على أنه "سنجعل من شعار "Jin Jiyan Azadî" سلاحاً أيديولوجياً منبثق نحارب بها الأنظمة الفاشية والديكتاتورية التي تحارب الثقافة الكردية الأصيلة".
وشدد البيان على أن "الأمر يستدعي إدانة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، والقيام بواجبها وبما يقع على عاتقها للحد من هذه الهجمات والمجازر الهمجية بحق الشعب الكردي ومحاسبة الجناة واستكمال التحقيقات بهذه المجزرة المروعة وألا تطوى القضية كما طويت قضية استشهاد المناضلة ساكينة ورفيقاتها".
وأوضح البيان "نحن نستمد قوتنا من القياديات والطليعيات لحركة حرية المرأة من باريس إلى انتفاضة جينا أميني في شرق كردستان، وناكيهان أكارسال في إقليم كردستان وجيان تولهلدان في شمال وشرق سوريا إلى جبال الحرية".
وأدان البيان الصمت الدولي والعالمي تجاه سياسة الإبادة بحق الشعوب المناضلة والمطالبة بحقوقها "لنكن صوتاً واحداً أمام كل هذه السياسات، لا لإبادة الثقافة لا للمجازر".
حلب... مطالبات بالإسراع في عقد المؤتمر الوطني الكردستاني
كما تجمع العشرات من أعضاء المؤسسات المدنية في حي شيخ مقصود والاشرفية بمدينة حلب، للتنديد بمجزرة باريس الثانية.
وجاء في البيان "في خضم ما يشهده العالم من أزمات خانقة على كل الأصعدة، تكثر الفاشية التركية وقوى الهيمنة العالمية عن أنيابها السامة وتهاجم وتساهم مجدداً في محاربة وقتل الكرد بعد فشل محاولاتهم لإنهاء وجودهم وتاريخهم عبر ارتكاب المجازر".
وأكد البيان على أن هذه المجازر لم ولن تكسر وتوقف مقاومة الكرد وصراعهم الوجودي عبر نضال قواها السياسية ومقاتليهم اللذين برهنوا للقاصي والداني للصديق قبل العدو، أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الهجمات التي تستهدفهم من كل الأطراف والتي تستخدم كل الوسائل لإيقاف الدور الريادي الإنساني الذي يقوم به الكرد لإعادة التاريخ المنحرف لمساره الطبيعي عبر تعميق وتوسيع النضال السياسي والدبلوماسي والعسكري لإحداث عملية تحول ديمقراطي.
ولفت البيان إلى أن "تقوم الفاشية التركية بين الفينة والأخرى بمقايضات وصفقات مع دول الحداثة الرأسمالية مؤخراً لاستهداف الكرد وجمعياتهم ومكاتبهم أينما كانت سواءً كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، ومنها الهجوم على مركز أحمد كايا الثقافي في العاصمة الفرنسية باريس، وقبلها ومنذ عشر سنوات استهداف ثلاث من مناضلات حركة حرية كردستان وهن ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلماز".
وأكد البيان على أن هذه الهجمات ما هي إلا مؤشرات تدل على أن حكومة حزب العدالة والتنمية باتت تعيش مرحلتها الأخيرة فقد خسرت كل رهاناتها العسكرية والسياسية والدبلوماسية ضد شعوب المنطقة عبر المشروع المسمى بالعثمانية الجديدة والميثاق الملي".
وطالب البيان "بالإسراع في عقد المؤتمر الوطني الكردستاني الشامل كمرجعية وطنية كردستانية لوضع خريطة طريق لحل القضية الكردية وتكون جواباً شافياً للمرحلة ورداً قوياً على هذه الهجمات من أعداء الكرد، فالإدانات لم تعد تشفي غليل شعوبنا الثائرة في المنطقة والمرحلة لا تقبل الهوان ويجب محاسبة الجناة وشركائهم".
نساء كوباني... العالم يبقى صامتاً تجاه ما يرتكب بحق الكرد
وخلال تظاهرة في كوباني قالت فاطمة إسماعيل "من مدينة المقاومة كوباني نستنكر الاعتداءات والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الكردي وبالأخص المرأة الكردية التي أصبحت مثال النضال والمقاومة في العالم"، مؤكدة أنه "ليست مصادفة تزامن مجزرة يوم أمس في باريس مع اقتراب ذكرى اغتيال السياسيات الكرديات ساكينة جانسيز وفيدان دوغان وليلى شايلمز اللواتي فقدن حياتهن بمجزرة وحشية في فرنسا في التاسع من كانون الثاني 2013".
وبينت أن أمينة كارا من النساء اللواتي قاتلن في وجه مرتزقة داعش، مؤكدةً أن "نساء شمال وشرق سوريا لن يتراجعن عن نهج الحرية وكنساء كرديات لن نتخلى عن شهيدات الحرية وسنستمر بالسير على دربهن وسنقاوم".
من جانبها أدانت سارا قواص الاعتداء على الشعب الكردي في باريس، "هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها شعبنا للقتل والمجازر ونحن نحمل المسؤولية للإدارة الفرنسية، ونؤكد أن استهداف النساء لن يؤثر على مشروع حرية المرأة، وبشعار Jin jiyan azadîسنستمر بالنضال والمقاومة".
فيما حملت عدلة بكر مسؤولية الهجوم للدولة التركية، قائلةً إن "الاحتلال التركي مهما ارتكب من مجازر بحق النساء والكرد لن يستطيع إبادتنا"، متسائلةً "أين هي منظمات حقوق الإنسان. لماذا تبقى صامتة حيال الهجمات التي تستهدف الكرد؟".
وأضافت "على كل العالم أن يدرك بأننا في هذه الأرض جميعنا فدائيون، ونطالب الدولة الفرنسية بأن تجري تحقيقات جدية حيال ارتكاب المجزرة بحق الشعب الكردي في بلادها".