"شهد الغصين" تجسد فرحة العيد بمشغولاتها اليدوية

بمقص وأوراق وطابعة بدأت شهد الغصين مشروعها الخاص منذ سنتين لتتخذ من عمل التوزيعات الورقية مهنة تساعدها على توفير مصروفها الجامعي خلال دراستها للعلوم المالية بأحد الجامعات الفلسطينية لتتجنب بذلك الانضمام إلى صفوف البطالة بعد التخرج في قطاع غزة

رفيف اسليم
غزة ـ ، مستفيدة من فترة استقبال العيد لتقدم أفضل ما لديها من أفكار للزبائن في تسليم العيدية للأطفال والنساء بشكل مبهج ومختلف. 
تقول شهد الغصين البالغة من العمر (21) عاماً أن فكرة المشروع تقوم على طباعة بعض التصميمات التي قد يطلبها الزبون وأخرى تصممها هي بنفسها لتعرضها على صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "انستجرام"، لافتةً إلى أن تلك المشغولات عبارة عن مظروف ورقي أو علب كرتونية توضع بها الحلوى بشكل معين، لتستعمل بالمناسبات وخاصة العيدية التي يحرج البعض من تسليمها باليد، فتقدم بشكل مختلف مع عبارات لطيفة مثل "أمي الحبيبة، أختي الغالية، أو اسم الطفل وصورته".
بالرجوع للبداية تقول شهد الغصين، كانت الصدفة سبب في بدئها لمشروعها الصغير، عندما شاهدت الفكرة خلال تصفحها لمواقع التواصل الاجتماعي عبر عدة صفحات خليجية مختصة بأفكار التوزيعات لكافة المناسبات وتنظيم الحفلات، مشيرةً إلى أنها لاحظت اتباعهم نظام معين من خلال اتخاذ لون وتصميم موحد لجميع محتويات الحفل فنالت الفكرة إعجابها، لكنها قوبلت بالاستهزاء من قبل من حولها بحجة أن لا أحد بقطاع غزة سيهتم بشراء تلك الكماليات.
لكن شهد الغصين والحديث لها لم تهتم لتلك الاحباطات بل جمعت أفكارها لتنتج تصاميم مختلفة تضاهي الصفحات الخليجية والأجنبية، واستطاعت بالفعل ابتكار تصميمات جديدة ومميزة للتوزيعات، ثم أنشأت صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي باسم "شهد للأفكار"، ونشرت عليها تلك المشغولات، لافتةً إلى أنها دعمت وصول الصفحة لعدد كبير من المستخدمين من خلال الإعلانات الممولة المستمرة، والهدايا المرسلة لنشطاء الانستجرام الذين يتابعهم آلاف الأشخاص.
وتذكر شهد الغصين أن أول طلبية لها كانت عبارة عن توزيعات لحفل حناء، وقد حضرها عدد كبير من الزائرات اللواتي أعجبنَّ بالأفكار المقدمة من قبلها، وسارعنَّ بالحجز لتنظيم عدة حفلات أخرى كأعياد الميلاد ويوم الأم، والأسبوع الذي يقام للمولود، لتزين أعمالها جميع تلك المناسبات، مضيفةً أنها لم تكن تتوقع أن تتوالى عليها طلبات المتابعة على الصفحة بشكل كبير، وأيضاً أن تستلم طلب تلو الآخر لتبحث عمن يساعدها في إنجاز تلك الأعمال لتسليمها بالوقت المحدد.
وتكمل شهد الغصين أنها بعد البحث عن أشخاص وجدت أن مشاركة أفراد عائلتها في العمل بالمشروع هو الحل الأمثل، خاصة أن ذلك العمل لا يتطلب مهارة عالية، وأنهم يتواجدون في ذات المنزل غالبية الوقت، فتسهل متابعتهم والإشراف عليهم، وكذلك قسمت العمل لتتولى هي متابعة أحدث التصميمات المنشورة عبر الانترنت، لتنتج ما يضاهيها بالدقة والجودة، وتركت لأفراد عائلتها متابعة الطباعة والقص واللصق، لينتج الشكل المطلوب للمجسم.
وتضيف أن مثل تلك الأعمال اليدوية سواء الكرتون أو المحفورة على الخشب هي سهلة لكنها بنفس الوقت تحتاج لمتابعة التطورات، وإضافة اللمسات الخاصة التي تجعل من المشغولات أجمل من البقية المتوافرة بالسوق بكثرة، وأن تلك الإضافات قد تكون من القماش كالشبر أو التل الأبيض أو الخرز والأزرار، وحتى الخيطان أو الخيش أو القش فجميع تلك التفاصيل إذا أحسن تنسيقها تنتج شكل مبهر.
وتشير شهد الغصين إلى أن غالبية زبائنها خلال الفترة الحالية من الأطفال، الذين تتواصل أمهاتهم لصنع تصميمات مختلفة لهم، سواء لزينة رمضان أو للفوانيس أو للعيدية أيضاً لتشجيعهم على استقبال تلك المناسبة، فإن ذلك الأمر والحديث لها يشكل فارق كبير لدى الأطفال، خاصة عندما يشاهدوا صورهم على الورق أو أسمائهم فتكون الفرحة مضاعفة بالنسبة لهم، وهذا أكثر ما يسعدها خلال العمل لأنها تصبح مصدر للبهجة خلال تلك المناسبات، كما تقول.
وتكمل شهد الغصين الحديث بالقول إن شهر رمضان وفترة العيدين أي الفطر والأضحى هي أكثر الفترات التي تتلقى خلالها طلبات فتحاول قدر الإمكان تلبية أكبر عدد ممكن منها، لافتةً أنها خلال الفترة الحالية اكتفت بالطلبات قبل نهاية الشهر، واعتذرت من الزبائن الذين يراسلونها عبر الصفحة؛ لأنها تفضل العمل على كميات قليلة بجودة عالية لتحافظ على نجاح مشروعها.
وتختتم شهد الغصين بالقول إنها سعيدة بما وصلت إليه اليوم وتتمنى أن يكبر مشروعها الإلكتروني ويتحول لمقر ثابت، حتى يستطيع المتابعين زيارته، ومشاهدة العديد من الأفكار المطروحة لكافة المناسبات التي قد تخطر على البال، وهي فخورة كونها أصبحت قدوة للكثير من الفتيات اللواتي بدئنَّ حديثاً بفتح مشاريع مشابه ليتحصلنَّ من خلالها على مصدر دخل ثابت.