'شعب مخمور لن يتراجع أبداً'
ـ في ليلة الأول من شباط/فبراير الجاري، الساعة 22:00 مساءً، نفذت الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية المحتلة غارات جوية متزامنة على مخيم اللاجئين في مخمور وشنكال وروج آفا كردستان
قالت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخمور، فيليز بوداك، أن الهجوم على الشعب الكردي في مخمور من قبل الدولة التركية يهدف إلى فرض الاستسلام على أهالي المخيم من خلال مخطط شامل وعبر تعامل عائلة البارزاني والحزب الديمقراطي.
هيفيدار تالي
مخمور ـ في ليلة الأول من شباط/فبراير الجاري، الساعة 22:00 مساءً، نفذت الطائرات الحربية التابعة للدولة التركية المحتلة غارات جوية متزامنة على مخيم اللاجئين في مخمور وشنكال وروج آفا كردستان. هرع أهالي المخيم إلى مكان الحادث ونقلوا المصابين وأفراد قوات حماية المجتمع إلى المستشفى. وصدر بياناً ينديد بالهجوم في ساعة متأخرة من الليل. فقدت امرأتان من قوات الحماية الجوهرية حياتهما وأصيب العشرات من سكان المخيم في القصف الجوي للدولة التركية المحتلة.
"الدولة التركية تريد تبرير الهجوم على اللاجئين بحجج واهية"
ذكرت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخمور، فيليز بوداك خلال لقاء مع لوكالتنا، أن شعب مخمور كانوا هدفاً لهجمات الدولة التركية منذ عام 2017، وعن الهجوم الأخير على مخمور تقول "مخيم مخمور للاجئين هو مخيم للاجئين من شمال كردستان الذين قدموا إلى إقليم كردستان في التسعينيات بسبب قمع الدولة التركية. شهد أهالي المخيم رحلة مؤلمة وصعبة من الهجرة واللجوء استمرت 27 عاماً. وسط هذه الضغوط والمصاعب، واجهوا دائماً مجازر وهجمات من قبل الدولة التركية. كان أهالي مخمور تحت رعاية الأمم المتحدة على الأراضي العراقية، منذ عام 1998. وفقاً لقوانين العالم كله لا يمكن لدولة أن تغزو أراضي دولة أخرى، ولكن منذ عام 2017 وحتى اليوم تقوم الدولة التركية بقصف مخيم مخمور من الجو، مما أدى إلى سقوط العشرات من الجرحى والشهداء في بعض الأحيان. يمكننا القول أن هذا كان له تأثير سلبي على الحالة الجسدية والعقلية للمجتمع. هناك مجتمع مدني يضم أطفالاً ونساءً وشباباً وكباراً ومرضى، ورغم هذا فإن الاعتداءات التي يتم تنفيذها تتم بحجج وأكاذيب واهية لا علاقة لها بالحقيقية، بل حجج من أجل تبرير هجماتهم. يروجون الأخبار الكاذبة ويدعون بوجود مقاتلي حركة الحرية في المخيم. أليس مقاتلي حركة حرية كوردستان من أبناء الشعب الكردي، ولكن من أجل تبرير هذه الهجمات على مخمور، فإنهم ينشرون أخباراً غير صحيحة للناس ويقولون أنهم استهدفوا الكريلا، وهذا الأمر يكشف أكاذيب وحيل الدولة التركية".
"الأشخاص الذين ذهبوا إلى مكان الحادث تأثروا بالغاز السام"
وأشارت فيليز بوداك خلال حديثها إلى موقف أهالي مخيم مخمور "يقاوم مخيم مخمور للاجئين منذ 27 عاماً، والدولة التركية تهاجم من الجو ومن الأرض لتفريق أبناء هذا المخيم. يحاولون تفريغ المخيم من خلال هذه الهجمات المتواصلة، يقاوم سكان المخيم بإصرار من أجل الحفاظ على وضعهم كلاجئين. في الآونة الأخيرة وبهدف القضاء على المخيم، وكامتداد لمؤامرة 15 شباط، قامت تركيا بالهجوم على مخيم مخمور في تمام الساعة العاشرة من ليلة الأول من شهر شباط. هذا الهجوم لا يقتصر على مخمور فقط بل امتد أيضاً إلى روج آفا كردستان بالإضافة إلى شنكال التي تعرضت لـ 73 مجزرة، حيث بدأ الشعب الإيزيدي هناك مجدداً بلملمة جراحه والعودة إلى وضعه الطبيعي. وأعلنت إدارته الذاتية من أجل حماية نفسه من الهجمات، ومع ذلك تعرض للهجوم الذي أسفر عن استشهاد اثنين من سكان المخيم، وهن من أفراد قوات حماية المجتمع. وسقط عدد كبير من الضحايا في هذه المنطقة خاصةً من الغازات التي كان لها تأثير خطير، حتى ساعات الصباح بقي العشرات من أهالي المخيم في المستشفى. تم إرسال الأشخاص المصابين بجروح خطيرة والذين تعذر علاجهم في المخيم إلى مستشفيات منطقة كيارا ومدينة الموصل من خلال جهد جماعي. إن أهالي مخمور ظلوا واقفين على أقدامهم من الليل وحتى الفجر أمام المستشفى ومكان الحادث لإجلاء جرحاهم".
"الأمم المتحدة مجرد بناء فارغ"
وقالت فيليز بوداك إن على الأمم المتحدة وحكومة العراق تحمل مسؤولياتها، "لقد ظهر إصرار هذا الشعب على الصمود والمقاومة، لماذا نقوم بهذه الحماية، لأننا نعلم أنه ومنذ عام 2014 وحتى الآن نتعرض للحصار والهجمات المتواصلة، لذلك فإن هذا المجتمع مضطر لحماية نفسه. وخرج أهالي المخيم بشكل جماعي إلى أمام مبنى الأمم المتحدة وهو مجرد مبنى فارغ، للتنديد بهذه الهجمات. إن البناء الفارغ للأمم المتحدة لم ينجز مهمته منذ 2014 ولم يتواصلوا مع أهالي المخيم. وصدر بيان صحفي أمام بوابة المبنى، تجمع فيه الأهالي بأعداد كبيرة وقالوا بصوت واحد أن المقاومة ما زالت حية وعبروا بصوت واحد عن صمودهم وإصرارهم. نناشد الأمم المتحدة بأداء واجبها ومسؤوليتها. نحن نعيش على أرض عراقية ويجب أن يتحمل العراق مسؤولياته لأن أرضه تقصف من قبل دولة أخرى ولكنهم يلتزمون الصمت إزاء ذلك".
"الشعب الكردي الذي ذاق طعم الحرية لن يتراجع"
وأشارت الرئيسة المشتركة لمجلس الشعب الديمقراطي في مخمور، فيليز بوداك، إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني تعاون مع الدولة التركية من خلال فرض الحصار على المخيم منذ ثلاث سنوات. "يمكن القول أن الهجوم على المخيم لم يتم فقط من قبل الدولة التركية، ولكن قبل الهجوم تم قطع التيار الكهربائي وتم إعادة التيار بعد 5 دقائق من الهجوم، وهذا الأمر ليس صدفة. وفرضت حكومة إقليم كوردستان، التي تتعاون مع الدولة التركية، حصاراً على هذا المخيم منذ ثلاث سنوات، حتى أننا في تلك الليلة لم نتمكن من نقل جرحانا إلى أماكن آمنة يمكننا علاجهم فيها. نحن في إقليم كردستان ولكننا لم نتمكن من نقل جرحانا إلى أي مدينة في كردستان، هذه قذارة وعمالة من قبل عائلة البارزاني والحزب الديمقراطي الكردستاني المتعاون مع دولة الاحتلال التركية. بشكل عام، أرادوا فرض الاستسلام على أهالي المخيم، وتوجيه ضربة للإدارة الذاتية في شنكال، كما سعوا إلى توجيه ضربة إلى الإدارة الذاتية في روج آفا التي قدمت الآلاف من الشهداء، لقد حاولوا من خلال هذه المخطط توجيه ضربة في الأماكن الثلاثة. وبالرغم من ذلك الرأي العام لم يتخذ أي موقف ضد هذا الهجوم. الشعب الكردي الذي ذاق طعم الحرية لن يتراجع، الشعب الكردي الذي قرر تقرير مصيره لن يستسلم مرة أخرى. فرغم شدة الهجمات، هرع الأهالي إلى مكان الهجوم تحت القصف وأكدوا على إصرارهم وصمودهم. طبعاً الكلمة الأخيرة هي دائماً للشعب، فعندما يتخذ الشعب موقفه، لا يعود هناك أي مجال لأي كلام آخر. فالمجتمع الذي يقاوم هو الذي ينتصر. إننا نستنكر كل تلك القوى التي لها يد في هذا الهجوم ونقول إن مآربهم لم تتحقق ولن يصلو إلى أهدافهم، وأن النصر سيكون حليف الشعب الكردي".
https://www.youtube.com/watch?v=uIeYQWpExx4