صباح العيد في مزارات الشهداء.... طقوس الأعياد تحافظ عليها النساء
الفضل في الاحتفال بالعيد بأمان بعد سنوات من الحرب يعود للشهداء، بهذه القناعة يخرج أهالي شمال وشرق سوريا وبخاصة النساء إلى المقابر صباح كل عيد، تنثرن السكاكر على قبورهم وتقولن إنهم خالدين في قلوبهن.
مركز الأخبار ـ ليست زيارة مزارات الشهداء فقط وإنما هذا الطقس متبع منذ سنوات طويلة، فزيارة المقابر صباح كل عيد تراث متبع في مناطق شمال وشرق سوريا، كما أن هذا التراث أخذ قدسية كبيرة بعد الحرب الدائرة واستشهاد الآلاف لحماية المنطقة.
منبج... الفضل للشهداء في الاحتفال بالعيد
لأن فضل الاحتفال بهذا اليوم يعود لمن ضحوا بأرواحهم في سبيل أن تنعم ليس مناطق شمال وشرق سوريا فقط وإنما سوريا والمنطقة بالأمان، خرجت نساء منبج وعوائل الشهداء إلى المزارات، ووزعت أمهات الشهداء وزوجاتهم وبناتهم الحلوى على الأطفال.
صباح العلي هي زوجة الشهيد مصطفى العبود، تقول إنها فخورة بتضحيته، مبينةً أنه "نبدأ أنا وأطفالي عيدنا بزيارة مزار الشهداء لأنهم أصحاب الفضل في الأمان الذي نتمتع به، وسنبقى مدينون لهم ما حيينا، وفخورين بما قدموه لنا".
فيما قالت والدة أحد الشهداء سوسن مسلم "الشهداء خالدون في قلوبنا ولهم مكانة مهمة لذلك نزور قبورهم كل عيد"، مضيفةً "الشهداء هم قادتنا المعنويون لأنهم ضحوا بأغلى ما يملكون في سبيل أن ينعم الشعب بالأمان والسلام ولولاهم لما ذقنا طعم العيد وبهجته".
أمهات الشهداء في كوباني فخورات بتضحيات الشهداء
وفي مقاطعة كوباني زار ذوي الشهداء أبنائهم/ه في كل من مزارات الشهيدة دجلة ومقبرة شهداء مجزرة 25 حزيران في المدينة وقرية برخ باتان منذ ساعات الفجر الأولى، ووضعت الأمهات أكاليك الأزهار على أضرحة الشهداء.
وكانت مرتزقة داعش قد ارتكبت مجزرة بحق الأهالي في مدينة كوباني وقرية برخ باتان الواقعة جنوبي المدينة في 25 حزيران/يونيو عام 2015 وراح ضحيتها 233 من النساء والأطفال والرجال.
وقالت شمسة طاهر من ذوي الشهداء "نتوجه إلى المقابر لمعايدة أبنائنا وبناتنا، ونحن فخورين بتضحياتهم، فقد أفدوا بأرواحهم من أجلنا ومن أجل أن نحتفل اليوم بمناسباتنا دون خوف، أملنا في هذا العيد بأن يحل السلام والأمان في العالم وفي أجزاء كردستان الأربعة ليعيش الشعب الكردي بأمان على أرضه".
لم تنسى شمسة طاهر ما تمر به مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان وبينت أنه "مهما هاجم الاحتلال التركي مناطقنا لن نسمح له بالتأثير علينا، فنحن نحتفل بأعيادنا ونستذكر الشهداء لنثبت لتركيا وغيرها بأنها لن تستطيع كسر إرادتنا، وإبعادنا عن هدفنا بالبحث عن الحياة الحرة، نحن على ثقة كبيرة بقواتنا قوات سوريا الديمقراطية بأنها ستحمي هذه الأرض من أي هجوم لذلك نحن اليوم هنا وسنقبى منتصرين".
ومن جانبها قالت زليخة أيبش وهي نازحة من مقاطعة عفرين "زرنا كافة شهداءنا ولكنني زرت بشكل خاص شهداء عفرين، لأنني أشم رائحة تراب عفرين من تراب أضرحتهم، وبمناسبة العيد نتمنى العودة إلى مقاطعة عفرين ونحن دائماً نعيش على هذا الأمل، ولن نفقد الأمل بالعودة إلى منازلنا وطرد المحتل".
عيدٌ خامس وآمال أمهات الشهداء زيارة أضرحة أبنائهن
فيما عبر ذوي شهداء مقاطعة عفرين المهجرين في الشهباء عن اشتياقهم وحسرتهم لزيارة أضرحة أبنائهم الشهداء بمقاطعة عفرين التي اضطروا لتركها خلفهم.
وكانت عوائل الشهداء في مقبرة شهداء مقاومة العصر بناحية أحرص قد أشعلت مساء أمس الأحد 1 أيار/مايو الشموع على أضرحة الشهداء.
والدة الشهيدين أمد وروجهات هيفين علوش قالت "نحن أمهات لجميع الشهداء ولنا كل الفخر والاعتزاز لنكون أمهات لهؤلاء الأبطال الذين فدوا بأرواحهم لنعيش بسلام وأمان"، مبينةً أنه "خمسة أعوام ونحن نقاوم في الشهباء في ظل الظروف الصعبة، نعيش بحسرة العودة إلى ديارنا وقلوبنا ممتلئة بالحزن والشوق إلى قبور شهدائنا".
وأضافت "أمنيتنا في هذا العيد هي العودة إلى عفرين لأننا وعدنا شهدائنا بأننا سنسير على دربهم وسنحرر الأرض التي سقيت بدمائهم الطاهرة، نعاهدهم بأننا سنعود إلى عفرين وسندفنهم من جديد بعد أن دمر المحتل التركي مقابرهم".
لم تكتفي الأمهات بزيارة المقابر مساءً بل عدن في الصباح الباكر، لزيارة أضرحة الشهداء في مقبرة الشهداء بناحية فافين وأحرص، ومعهن أكاليل الورود.
أسيا عبدو والدة الشهيد جان خورت قالت إنه "عندما نأتي إلى زيارة شهدائنا نشعر بالطمأنينة، وباحتضان أضرحتهم نطفئ حرقة الشوق في قلوبنا".
وأضافت "لا نشعر ببهجة العيد فالعيد الكبير لنا هو تحرير جميع الأراضي المحتلة، نحن أمهات الشهداء مسؤوليتنا كبيرة وحملنا ثقيل، فأمام الاستهدافات التي تحاول كسر إرادتنا سنستمر بمقاومتنا في وجه العدو".
وطالبت المنظمات الحقوقية والإنسانية، باتخاذ موقف جدي من الحرب، وإدانة ما يقوم به الاحتلال التركي، مؤكدةً أن "قضيتنا هي المساواة فلسنا عشاق الحروب بل مطلبنا هو السلام والديمقراطية، لنستطيع العيش على أرضنا بسلام".