رغم القصف والإصابات... المقاومة هي القرار

أكدت نساء مقاطعة منبج بإقليم شمال وشرق سوريا، أن هدف الاحتلال التركي من شنه هجماته على قراهم هو تهيئة المنطقة للاحتلال وتطبيق سياسة التتريك كما فعل في عفرين والمناطق التي احتلها سابقاً.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ شن الاحتلال التركي في 23 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، استهدف خلالها المدنيين والمنشآت الحيوية المعنية بخدمة الشعب بهدف ضرب السكان بلقمة عيشهم.

كشف المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري، عن حصيلة جرائم وهجمات الاحتلال التركي على مقاطعة منبج خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 2024، مؤكداً أن القصف تركز على الأرياف الممتدة على طول الشريط الحدودي لمقاطعة منبج الفاصل مع المناطق التي تحتلها تركيا.

ولفت إلى أن قصف الاحتلال التركي استهدف قرى مقاطعة منبج بـ 689 قذيفة مدفعيَّة ثقيلة وهاون، كما بلغ عدد الطائرات المُسيَّرة التي فجَّرت في أرياف المقاطعة 3 مُسيَّرات مُذخَّرة، وبلغ عدد محاولات تسلّل المرتزِقة التي أحبطتها قوّات مجلس منبج العسكريّ محاولتين.

واستهدف الاحتلال المقاطعة بالصواريخ 18مرة، أما عدد مَرّات الاستهداف بالطائرة المسيرة نوع (درون) 18مرة، وبلغ أجمالي قتلى تلك الاستهدافات ثلاثة مدنيين بينهم أطفال، فضلاً عن إصابة 11آخرين بينهم أطفال ونساء.

وحول الهجمات قالت كفاء العليوي من قرية اليالنلي شمال غرب مقاطعة منبج "نتعرض نحن سكان القرى المحاذية للمناطق المحتلة لهجمات الاحتلال التركي وقصفه المستمر على أراضينا الزراعية وقرانا الآهلة بالسكان"، لافتةً إلى أن الاحتلال التركي في هجومه الأخير استهدف بشكل مباشر البنى التحتية والمنشآت الحيوية، وهذا يؤكد أن الاحتلال يستهدف الأهالي بلقمة عيشهم "مع اشتداد وتيرة القصف لا نستطيع جني ثمار أشجارنا لأن أرزاقنا أصبحت مرمى لقذائف الاحتلال".

ولفتت إلى أن القصف الأخير الذي طال مقاطعة منبج استهدف الأطفال، وخلف أضرار في ممتلكات المدنيين، مؤكدةً أنه "على الرغم من كل هجمات الاحتلال التركي بحقنا، إلا أننا سنبقى في أرضنا ولن نخلي بيوتنا للمحتل مهما اشتد القصف علينا".

من جانبها قالت منيفة الحميد من قرية الفارات "يستهدف الاحتلال التركي القرى المحاذية للحدود رغم معرفتها بأنها آهلة بالسكان"، لافتةً إلى أن هذا القصف كان كسابقته كل عام حيث أنه يستهدف كل من ينوي جني محصول الزيتون والفستق وقد شهدت القرى المحيطة بهم قصف المدنيين بين كروم الزيتون والتي تسبب الخوف والذعر لدى الأطفال.

وأشارت إلى أن "الاحتلال التركي يشن هذه الهجمات بتهمة الإرهاب، عن أي إرهاب يتحدثون؟ كيف لطفلة لا يتجاوز عمرها 11عام أن تكون إرهابية، ولكن نعلم حقيقة الإرهاب فمن يقتل أطفالنا ويهدم البيوت فوق رؤوسنا هم الإرهاب لا محال".

وأكدت منيفة الحميد أن الاحتلال التركي يسعى بحربه هذه إلى إفراغ القرى من سكانها ليسهل عليها الاحتلال "كأهالي مقاطعة منبج نؤكد أننا لن نختلى عن أرضنا ولا عن أشجار الزيتون، لأنها تمثل كرامتنا وعرضنا"، منوهة إلى أن قوات مجلس منبج العسكري لا زالوا على خطوط الجبهات لحماية الأرض من الاحتلال "نحن نساندهم لأنهم أبنائنا وليسوا غرباء وسنكون سند وقوى لهم في حماية هذه الأرض".

وبدورها استنكرت رندة الحاجي من قرية العسلية هجمات الاحتلال التركي على المنطقة "تسعى تركيا لاحتلال مناطقنا كما احتلت مناطق أخرى كعفرين ورأس العين وتل أبيض وغيرت من ديمغرافيتها ولغتها وعملتها وتهدف من خلال هذه الهجمات لتطبيق ذلك على أرضنا".

وشددت على أن "الاحتلال التركي يسعى من خلال هجماته إلى تهجيرنا وتوطين مرتزقتها لتضم بذلك أرضينا لجغرافيتها وتعيد أمجادها العثمانية"، منوهة إلى أنهم كأهالي مقاطعة منبج لن يسمحوا بأن تنفذ تركيا أجندتها في المنطقة "سنبقى صامدين رغم القصف المستمر المستهدف للأطفال والمدنيين والأراضي والمنازل ولن نتخلى عن أرضنا ولو أمطر رصاصاً فوق رؤوسنا".

ودعت المجتمع الدولي لإيقاف هجمات الاحتلال التركي على المنطقة وإخراج تركيا من كافة الأراضي السورية التي احتلتها مؤخراً، وألا تلتزم الصمت إزاء الانتهاكات التركية.

وكان للرئيسة المشتركة لمجلس خط الفارات حليمة جمعة كسابقتها رأي عن هجمات الاحتلال التركي قائلة إن خط الفارات وجميع القرى التابعة لها تتعرض لقصف الاحتلال التركي، وتركز مؤخراً على قرية الجراد والصيادة والمحسنلي، إلى جانب القرى الأخرى من غرب منبج وصولاً إلى شمال شرق منبج وهذا يخلق حالة من عدم الاستقرار لدى الأهالي، لأن القصف يستهدف منازل المدنيين ويتسبب بمقتل المدنيين، ناهيك عن حالة الرعب الذي يسببها للأطفال، والأهالي من كافة المكونات.

وأوضحت أن جميع مكونات المنطقة من كرد وعرب وتركمان والذين يشكلون نسيج اجتماعي وترابط شعبي قوي جميعهم يؤكدون موقفهم الرافض لوجود الاحتلال التركي على أرضهم ومصممين على البقاء في أراضيهم ومنازلهم والدفاع عنها رغم وحشية القصف والضرر الذي يحلق بهم من فقدان أرواح واستهداف مواسهم الزيتون والفستق بالمسيرات والقذائف والمدفعيات والهاون "يتقصد الاحتلال التركي استهداف الأهالي باقتصادهم وخدماتهم فالمراكز التي تم استهدافها في مناطق شمال وشرق سوريا هي مراكز معنية بخدمة الشعب".