رابطتا جين ونوروز الثقافية تحييان حملة الـ 16 يوماً باعتصام أمام الاسكوا

مع انطلاق حملة الـ 16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، نظمت رابطة جين النسائية ورابطة نوروز الثقافية الاجتماعية اعتصاماً نسائياً أمام مقر الأمم المتحدة الإسكوا في بيروت

كارولين بزي
 بيروت ـ ، للتأكيد على تعزيز المقاومة ضد كافة أشكال العنف الأبوي والفاشية الذكورية، والتشديد على الوحدة النسائية والعمل المشترك بين النساء. 
 
"على الأمم المتحدة حماية المرأة بمراقبة وتنفيذ القرارات" 
عن الاعتصام بمناسبة حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، تقول رئيسة رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية حنان عثمان لوكالتنا "باسم رابطة نوروز ومنظمة جين النسائية نظمنا اليوم وقفة أمام مقر الأمم المتحدة بالإسكوا وجمعنا عدداً من النساء للتنديد بالعنف الممارس والممنهج ضد النساء والفتيات والتزويج القسري".
وتصف العنف بالوباء "هذا الوباء الذي بات أكثر خطورة من وباء كورونا، والمنتشر على الصعيدين المحلي والعربي والعالمي من دون أن يميز بين لون وعرق وثقافة ودين".
وعن رمزية الاعتصام أمام الاسكوا، تقول "الأمم المتحدة التي أصدرت قراراتها ليست مهتمة بتنفيذ هذه القرارات وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا الذي رفع من نسبة العنف ضد المرأة في المجتمع اللبناني والكردي وكل دول العالم"، وتلفت إلى أننا "اليوم نعتصم هنا لنوجه رسالة للأمم المتحدة بأن حماية المرأة ليست فقط بإصدار القرارات ولكن بمراقبة القرارات وتنفيذها ومساعدة النساء ودعمهن بالوقوف ضد العنف الممارس بحقهن في المجتمع".
وتشدد على أهمية أن تكون المرأة قوية ومسلحة بالعلم والمعرفة، لذلك قمن بحملات مناصرة وتوعية في جميع المناطق اللبنانية ولاسيما المناطق النائية جداً. 
وتشير إلى أن "مركز الرابطة في بيروت هو مركز إيواء لكل النساء اللواتي يتعرضن للعنف والفتيات اللواتي يتم تزويجهن قسراً في المجتمع الكردي في لبنان وكذلك المجتمع اللبناني في ظل عدم إقرار قانون موحد للأحوال الشخصية بعد".
 
 
"الاحتلال أقسى أنواع العنف" 
من ناحيتها، تقول رئيسة رابطة جين النسائية بشرى علي "نظمنا هذه الوقفة أو الاعتصام الرمزي لكي نؤكد في هذه المناسبة أننا نناهض العنف ضد المرأة بكل أشكاله ومستوياته"، وتتابع "كرابطة جين بدأنا إلى جانب هذا الاعتصام بعدد من النشاطات، إذ نظمنا ندوة عبر زووم على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وركزنا على موضوع الاحتلال الذي يعصف ببلدان المنطقة وكيف تحوّل الاحتلال إلى أقسى أنواع العنف ضد المرأة، وأدى إلى مستويات كارثية، مستوى إبادة النساء، إذ نشهد إبادة للنساء جسدياً، ثقافياً ونفسياً وروحياً، لأنه يتم اجتثاثهن من الأرض". 
وتلفت إلى أنهن تناولن موضوع العنف المغربي على الصحراء الغربية وكيفية تعنيف السلطانة خايا المناضلة والمحاصرة في بيتها منذ سنة، بالإضافة إلى الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عبر المشاركات الفلسطينيات، وموضوع المعتقلات السياسيات وسوء الحالة الصحية ورداءة الظروف المعيشية داخل السجون، ومنعهن من أبسط حقوقهن كمعتقلات سياسيات"، وتوضح "حتى الاعتقال بحد ذاته عنف لأنه لا يوجد سبب يؤدي إلى اعتقال هؤلاء النساء سوى نضالهن من أجل حقوقهن".
وتضيف "منذ استشهاد الأخوات ميرابال في 25 نوفمبر 1960 ولغاية اليوم لا يمكننا أن نقول ان العنف ضد المرأة تراجع على الرغم من كل الاتفاقيات الدولية والمواثيق الدولية التي تناصر حرية وحقوق المرأة ولكن للأسف على أرض الواقع نلمس العكس، إذ ازدادت نسبة العنف خاصةً بعد انتشار وباء كورونا إذ أصبحت بنسب غير مسبوقة. كما أن الاغتيالات السياسية للنساء الناشطات ارتفعت في أفغانستان، شمال وشرق سوريا، تركيا، اليمن وليبيا والسودان وغيرها من دول الشرق الأوسط".
وتتابع "هذه الوقفة للتشديد على الأمم المتحدة وعلى كل المنظمات الدولية على وجوب قيامهم بأدوارهم"، وتسأل "أين المواثيق الدولية التي تم إقرارها والاتفاقيات الدولية التي تبقى حبراً على ورق، لا توجد محاسبة ان كان للمعنفين من قبل السلطة أو حتى داخل العائلة، والضحية دائماً هي المرأة... عن طريق هؤلاء النساء المعنفات المجتمعات تتشتت، إذ نشهد تهجيراً ونزوحاً وتغييراً ديمغرافياً وهناك قتل وتنكيل واغتيال، كل شيء موجود باستثناء الحياة الحرة والكريمة والعدالة الاجتماعية والمساواة بين الجنسين"، ونكرر أنه "على المنظمات الدولية أن تتنبه لتطبيق المواثيق والقرارات الدولية وتحاسب كل مجرم حسب جريمته".
 
 
"نحث النساء على رفع صوتهن عالياً"
وتحدثت رئيسة ملتقى السلام للمرأة السورية وعضو مبادرة النساء لمناهضة العنف ضد الاحتلال من أجل الأمن والسلام ايمان فيتح لوكالتنا عن المشاركة في الاعتصام، "يوم 25 نوفمبر هو يوم عالمي، اليوم البرتقالي الخاص بالمرأة ومناهضة العنف ضد النساء. العنف ليس حالة جديدة بل قديم قدم الأزل، لطالما كانت النساء تتحفظ على هذا العنف لعدة أسباب: اجتماعية ودينية... ولكن اليوم يجب رفع صوت النساء عالياً من أجل إنهاء هذا العنف بشكل كامل على كافة الأراضي السورية واللبنانية والعالم".
وتتوجه برسالة للنساء "أناشد كل نساء العالم يجب رفع أصواتكن من أجل محاسبة كل من ينتهك حرمة النساء ويسبب لهن العنف بكل أشكاله ومقاييسه، في المبادرة نندد ونحاول أن ندعم المرأة المعنفة عبر حثها على رفع صوتها لأجل إحقاق الحق، ونتمنى أن يعم السلام على جميع نساء العالم".
 
 
"وحدة النساء مصدر قوتهن"
تؤكد سعاد عبد الرحمن مديرة العلاقات العامة في جمعية المرأة الخيرية، وقوفها وتضامنها مع النساء في العالم ولاسيما النساء الكرديات والفلسطينيات، وتعتبر أن هذا اليوم هو يوم مهم جداً لكل النساء الحرات في العالم. وتوجهت بالتحية للنساء وتقول لهن "إن العنف موجود لأننا مشرذمات وعلينا أن نتحد في تحالفات نسائية في كل العالم".