المئات من الرجال يشاركون بمسيرة لمناهضة العنف ضد المرأة
شارك المئات من الرجال في شمال وشرق سوريا اليوم الثلاثاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر بمسيرة مناهضة للعنف ضد المرأة
مركز الأخبار ـ ، ضمن حملة الـ 16 يوماً والتي تلت اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يصادف الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر.
يصادف الـ 25 من تشرين الثاني/نوفمبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الذي يعتبر أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً وتدميراً في العالم وخاصة في السنوات الأخيرة فقد ازداد كثيراً نتيجة الحرب والفوضى في الشرق الأوسط، ومع حلول هذا اليوم ولمدة 16 يوماً تقوم المؤسسات والتنظيمات النسائية في مناطق شمال وشرق سوريا بتنظيم فعاليات تنديداً بالعنف الممارس ضد المرأة بكافة أشكاله، وتشارك في الفعاليات العديد من نساء ورجال المناطق بجميع مكوناتها وأطيافها.
وكان مؤتمر ستار في شمال وشرق سوريا قد وضع برنامجاً من أنشطة وفعاليات بهذه المناسبة ومن ضمن الأنشطة تنظيم مسيرة يشارك فيها رجال فقط في العديد من المناطق. ضمن الفعاليات التي حملت شعار "ناضلي لدحر العنف والاحتلال".
قامشلو... المرأة في شمال وشرق سوريا أصبحت مثالاً يحتذى به
وخلال المسيرة قال الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي في مدينة قامشلو مسعود فرحان "إن الفضل بتعريف المرأة بشمال وشرق سوريا على حقيقتها وانتشالها من الظلم الذي لحق بها يعود للقائد عبد الله أوجلان حتى أصبحت اليوم ريادية تعمل في كافة المجالات".
وأضاف "بعد اندلاع ثورة شمال وشرق سوريا أصبحت المرأة الكردية مثالاً في العالم وذلك بفضل قوتها ومشاركتها في جميع المجالات، بالإضافة إلى قتالها بإدارة قوية ومقاومة ونضال ضد العديد من المجموعات الإرهابية وعلى رأسها داعش".
وأكد مسعود فرحان أن تحرير المجتمع يستوجب تحرير المرأة "إن أردنا تحرير مجتمع بأكمله فيجب أولاً أن تكون فيه المرأة حرة، ونعتبر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة يوم ذا أهمية كبيرة لذا علينا أن نعطيه القيمة التي يستحقها، كما يجب علينا أن نقدر ونحترم التضحية والمقاومة التي ابدتها نساء شمال وشرق سوريا في ثورة روج آفا".
من جهته اعتبر العضو في حزب الاتحاد الديمقراطي هاشم شويش أن اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة فرصة للتعبير عن الرفض للممارسات اللاإنسانية التي تتعرض لها المرأة، مشيداً بما وصلت إليه النساء في المنطقة "إن المرأة قيادية في ثورة روج آفا، فالعديد من النساء ضحين بأنفسهن من أجل حريتنا وأصبحن مثالاً للعالم أجمع".
كوباني... التأكيد على نشر ثقافة الوعي
فيما أكد المشاركين في مسيرة كوباني على ضرورة مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة والإشارة على الدوام إلى دورها البارز في تطوير المجتمع.
واعتبر الرئيس المشترك لمجلس عوائل الشهداء لناحية كوباني حسن موش خلال حديثه لوكالتنا أن المسيرة فريدة من نوعها كونها خاصة بالرجال، مؤكداً على ضرورة إنهاء العنف بحق المرأة "المرأة هي نصف المجتمع وتربي نصفه الآخر، وهي التي حملت السلاح في مناطقنا، ودحرت الإرهاب من خلال مشاركتها في جميع الحملات العسكرية".
وأكد بأنه خرج اليوم ليقول كفى للذهنية الذكورية السلطوية على المرأة "نسعى لتغيير الفكر الذكوري تجاه المرأة لأنها الركيزة الأساسية لبناء مجتمع حر وديمقراطي"، مضيفاً أنه بفضل فكر القائد عبد الله أوجلان وتحت سقف الإدارة الذاتية تم التخلص من العادات والتقاليد البالية التي فرضت على المرأة لتشارك في جميع نواحي الحياة ولتصبح عنصراً فعالاً في بناء المجتمع وتطويره.
فيما قال الرئيس المشترك لمجلس العدالة الاجتماعية نبيل جاويش "العنف في معناه الحقيقي لا يعني العنف الجسدي الممارس على المرأة فقط بل إن النساء يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف بدءاً من المنزل إلى العمل"، مؤكداً أن عدم مشاركة في الحياة الاجتماعية يعد أحد أشكال الانتهاكات بحقها.
واختتم حديثه قائلاً "المرأة اكتسبت معظم حقوقها في جميع المجالات في ظل الإدارة الذاتية من خلال دعم المنظمات النسائية كمؤتمر ستار ومنظمة سارة، وتم تفعل دورها في اتخاذ القرارات المهمة، بالإضافة الى نشر ثقافة الوعي بين المجتمع والمؤسسات، وتعريف النساء بحقوهن والمطالبة بها".
رجال عفرين والشهباء يعبرون عن تضامنهم مع المرأة
كما عبر رجال مقاطعتي الشهباء وعفرين عن تضامنهم مع المرأة وحقوقها، مؤكدين أن ثورة شمال وشرق سوريا أثبتت مدى أهمية المرأة وضرورة عملها في المجتمعات.
وخلال التظاهرة قال إسرافيل مصطفى أن مناهضة العنف مسؤولية الجميع وليست منوطة بالنساء "مناهضة العنف ضد المرأة مسؤولية الجميع على كافة المستويات والمراحل، لأن المرأة هي الأم والأم هي الحياة والإنسانية".
وأضاف "بمجرد أن يصل الجميع لقناعة بأن محاربة الذهنية الشوفينية الذكورية السلطوية واجب على الجميع، وبارتقاء هذا الفكر نصل إلى مجتمع حر ويتساوى فيه الجميع في الحقوق الواجبات". مبيناً أن "تفاقم مشكلة عدم المساواة بين الجنسين هي نتيجة مجتمع مريض ويستوجب منه مراجعة مبادئه وأفكاره وهذه كارثة إنسانية بحق المجتمع، وننادي الجميع بمحاربة الذهنية الذكورية السلطوية".
من جانبه قال مصطفى الشاكر من أهالي الباب أن مشاركتهم في التظاهرة تضامناً مع مطالب النساء "نقف وقفة تضامنية مع المرأة ضد العنف الممارس عليها بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، مطالبين بحقوقها ومتطلباتها".
وشدد أن الثورة في شمال شرق سوريا أثبتت مدى أهمية المرأة وضرورة عملها فعلياً وليس نظرياً، معتبراً أن من أساسيات حرية المجتمع حصول المرأة على حريتها.
وأنهى مصطفى الشاكر حديثه فائلاً "اليوم بعد 5 آلاف عام نرى كيف كانت وكيف أصبحت المرأة وذلك بفضل التدريب والتوعية على المبادئ التي رسخها القائد عبد الله أوجلان، ونعتذر عما بدر منا خلال الفترة الماضية وسنقف وقفة واحدة مع النساء لكسب حقوقهن".
في حين قال محمد حسن أنهم من خلال التظاهرة يعبرون عن تضامنهم ووقوفهم مع المرأة بكون السلاح الذي يستوجب على المجتمع التحلي به هو المساواة والديمقراطية لكسر السلطة وتحقيق العدالة الاجتماعية في شخص المرأة.