قيادية في وحدات حماية المرأة: حماية النساء السوريات هو واجبنا الأساسي
أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة YPJ زنارين كوباني، أن حماية النساء واجب يقع على عاتقهن "سنعزز مقاومتنا ونضالنا بفلسفة Jin Jiyan Azadî التي جمعت كل النساء حولها، وسيكون لنا حقوق وإرادة في سوريا الجديدة".
حسناء محمد
مركز الأخبار ـ في الـ 27من تشرين الثاني/نوفمبر2024 بدأت إدارة هيئة تحرير الشام هجماتها على ريف حلب الغربي، وفي غضون أيام توجهت إلى دمشق وأطاحت بنظام البعث وسيطرت على سوريا، في الوقت نفسه كثف الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة له هجماتهم على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وخاصة على سد تشرين وجسر قرقوزاق.
قيمت زنارين كوباني إحدى القياديات في وحدات حماية المرأة YPJ، هدف الحرب وهجمات الاحتلال التركي على المنطقة، وتدخل إدارة هيئة تحرير الشام في حكم وإدارة سوريا ووضع المرأة بعد سيطرتها على البلاد وقالت "خلال الشهرين الماضيين تغيرت الكثير من الموازين في سوريا والتي كان لها تأثير على جميع المكونات، وخاصة على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا التي صعد الاحتلال التركي في الآونة الأخيرة من هجماته عليها لكنهم واجهوا مقاومة كبيرة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة اللذين لم يقبلوا الاستسلام بسهولة، لذلك تم تنفيذ العديد من الهجمات العنيفة على سد تشرين ومحيطه ولا تزال مستمرة حتى الآن"، مؤكدة أنه "لن يتمكنوا من كسر قوة وإرادة مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة في السد بهجماتهم".
"يحاربون من كل جانب"
وأشارت إلى أن "الحرب الدائرة في الشرق الأوسط خاصة في سوريا ليست حرباً عادية، بل إنها حرب عسكرية ونفسية واقتصادية وتؤثر على شعوب المنطقة وتخلق حالة من الخوف، ولكي لا يعيش ويعاني الأهالي هنا من موجات الهجرة ويعيشوا بسلام واستقرار، فإننا كقوات حماية المرأة سنحمي شعبنا ونضمن مستقبله وسنقاتل بكل قوتنا وسنعزز ونقوي إرادتنا".
وبينت زنارين كوباني أن "العديد من القوى مثل إدارة هيئة تحرير الشام وحكومة حزب العدالة والتنمية والقوى الدولية تطالب وتتساءل حول إلقاء أسلحتنا أم لا؟ في هذا الوقت طرح مثل هذا السؤال يثير استغرابنا، نحن في منطقة نواجه فيها الهجمات والمجازر بشكل يومي، بالإضافة إلى ذلك يتم تهجير شعبنا وتغيير ديمغرافيتنا، في هذه الحالة وهذا الوضع كيف يمكننا تسليم أسلحتنا؟ ليست لدينا أي نية لإلقاء أسلحتنا، فاذ عاش شعبنا في وضع سلمي ومستقر، فحينها يمكننا أن نلقي أسلحتنا".
وأوضحت أن أساس هيئة تحرير الشام هي جبهة النصرة وهي ليست منفتحة على التطورات "بعد وصول هيئة تحرير الشام واستحواذها على الإدارة السورية يزعمون أنهم خلقوا ثورة، القوى التي تقول أنا خلقت ثورة وأريد أن أبني نظاماً جديداً، يجب عليها أولاً أن تبني أرضية للحوار وأن ترسي أسس النقاش، كما أن كل قوى تعيش على هذه الأرض يجب أن تعبر عن نفسها بهويتها الخاصة، لكن القوات المتجمعة حول حكومته المؤقتة اليوم هي قواته فقط، حيث يعلم الجميع من أين جاءت قوات هيئة تحرير الشام لقد كانت من قبل تعرف باسم جبهة النصرة والقاعدة، وتعيش بمفهوم وعقلية حزب العدالة والتنمية وتم تدريبها بهذا الوعي، لقد قالت الدولة التركية نفسها إنها تقوم بتدريبهم حتى يتمكنوا من دخول الأراضي السورية والقتال في إقليم شمال وشرق سوريا".
وأضافت "نحن نفتح أبوابنا للحوار والاعتراف بإرادة الشعب خاصة النساء، ويمكننا التوصل إلى بعض الاتفاقات، ولن نقبل أبداً أن يُفرض النظام الجهادي على مناطقنا، يتم تقييد حرية المرأة في سوريا والنساء قلقات من هذا النظام، الذي لن نقبل أبداً به إذا كان أحادي الجانب ولا يقبل المساواة بين الجنسين".
وأوضحت أن حماية النساء واجب يقع على عاتقهن لذلك عبرت جميع القوى والمنظمات النسائية من حلب إلى حماة وحمص والسويداء ودمشق عن مخاوفها من نظام إدارة هيئة تحرير الشام "إذا لم نفعل شيء حيال هذه المخاوف، كقوات حماية المرأة كيف سنتمكن من العيش وبناء حياة عادلة ومتساوية وحرة؟ الواجب الذي يقع على عاتقنا هو حماية جميع النساء السوريات، لقد مضى 14 عام ووحدات حماية المرأة تناضل وتقاوم على هذه الأرض، لدينا 14 عام من الخبرة، إن الثورة التي نسميها ثورة المرأة يمكنها أن تقود سوريا والشرق الأوسط والعالم أجمع واليوم أصبحت وحدات حماية المرأة YPJ مصدر إلهام لجميع النساء، فالسلطة والقوة التي فرضت نفسها مؤقتاً على الأراضي السورية لا تعترف بنظام إرادة المرأة، ولهذا السبب يُفرض علينا الاحتلال والمجازر ويتم الاعتداء على النساء كل يوم".
"هيئة تحرير الشام ترسخ وجودها في سوريا بذهنية ووعي داعش"
وأشارت إلى أن هيئة تحرير الشام تتصرف وفقاً لذهنية ووعي داعش في سوريا "في هذا الوقت هناك حاجة لحماية حقوق المرأة لذلك سنقاتل ونناضل بكل قواتنا، الممارسات التي يتم تنفيذها حالياً على الأرض ليست عادية وكلها مخطط لها، لنعد إلى التاريخ قبل سنوات، قتل شادي الويسي امرأة في حماة، وقتل أبو حسن الحموي امرأة في دمشق، إنهم يعتبرون أن كل هذه التصرفات والجرائم مشروعة وحق لهم، ومن ممارسات شنكال إلى تل عران وتل حاصل والرقة والموصل وعفرين يعتبرونها جميعاً مشروعة، لهذا لا يمكننا فصل هذا النظام عن نظام داعش ومن خلال هذه الأفعال والتصرفات، يريد حزب العدالة والتنمية إحياء ذهنية ووعي داعش، وإذا أرادت هيئة تحرير الشام أن تحقق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، فعليها ألا تلجأ إلى نظام الدين الواحد والأمة الواحدة والثقافة الواحدة وتقبل جميع مكونات المنطقة بأطيافها".
وعن إنجازات ومكتسبات وتجارب الإدارة الذاتية في المنطقة قالت زنارين كوباني، أن الممارسات التي تجري على الأرض حالياً لا تقارن بتجارب الإدارة الذاتية منذ 14عاماً، أن نظام الإدارة الذاتية الذي ينظم نفسه بناءً على إرادة المرأة أصبح مصدر أمل وثقة لجميع الشعوب، وأصبح نموذجاً للديمقراطية والمساواة، لذلك يمكنه أن يحكم ويدير مستقبل سوريا، لكن القوى والنظام الحالي الذي تدير سوريا الآن لا تقبل نموذج الديمقراطية ولا تريد الاعتراف بإرادة المرأة، مشيرة إلى أن "يفضل الأهالي نظام الإدارة الذاتية ويطالبون بقوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة، ويخوض أبناء
إقليم شمال وشرق سوريا حرب الشعب الثورية دون تردد، وتأخذ النساء زمام المبادرة في حماية أرضهن وطاقتهن وأبنائهن".
"مع فلسفة Jin Jiyan Azadî ستكون لدينا إرادة"
من كافة الفئات والأطياف ينزلون إلى الشوارع دون خوف، ويذهبون إلى سد تسرين ويريدون أن يثبتوا مكانتهم في التاريخ بكل ما يملكون من قوى، مؤكدة أنه "إذا لم نتكاتف فسوف يستهدفون منطقتنا على الدوام وسيتم انتهاك حقوقنا، كقوات وحدات حماية المرأة يجب علينا أن نكون على دراية بهذه المراحل والعمليات التاريخية التي نحدد من خلالها مصيرنا، لكي نحظى بحقوقنا ونمثل حضورنا في سوريا الجديدة، اليوم في سد تشرين ورغم الاعتداءات والهجمات، يحيي الأهالي روح المقاومة والنضال من خلال الزغاريد والدبكات، وطالما أن هذه الروح موجودة في الشعب، فإننا كوحدات حماية المرأة سنعزز مقاومتنا ونضالنا بفلسفة Jin Jiyan Azadî التي جمعت كل النساء حولها، سيكون لنا حقوق وإرادة في سوريا الجديدة".