قراءة في مجموعة "فصول وأكثر" للأديبة يسرا الخطيب

سلط صالون نون الأدبي، الضوء على شعر الهايكو الياباني من خلال قراءة المجموعة الشعرية "فصول وأكثر" للشاعرة والأديبة الفلسطينية يسرا الخطيب

رفيف اسليم

غزة ـ سلط صالون نون الأدبي، الضوء على شعر الهايكو الياباني من خلال قراءة المجموعة الشعرية "فصول وأكثر" للشاعرة والأديبة الفلسطينية يسرا الخطيب.

نظم صالون نون الأدبي في قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء 15آذار/مارس، جلسة أدبية لقراءة المجموعة الشعرية للأديبة يسرا الخطيب تحت عنوان "فصول وأكثر" الذي يندرج ضمن الشعر الياباني الهايكو.

وحضر العديد من الشاعرات والأديبات الجلسة الأدبية التي تخللتها مناقشة لبعض النصوص الواردة في المجموعة وسبب اختيار كل منها.

قالت الكاتبة يسرا الخطيب لوكالتنا أن قصيدة الهايكو هي عبارة عن نص مكثف جداً أول من قام بكتابته هم اليابانيين لاهتمامهم بالطبيعة ووصفهم لمشاهدها، لافتةً إلى أن هذا الفن يهتم باللحظة الآنية ولا يهتم بالمستقبل فمن الممكن أن يكون هناك مشهدين بينهما رابط أو النصوص أجمع مرتبطة بنقطة ما ليمثل كبسولة مليئة بالدهشة والإيجاز والمعاني البعيدة عن الاستعارات والمتشبعة ببلاغة اللغة.

ولفتت يسرا الخطيب إلى أن الهايكو أصبح مؤخراً عربياً وليس يابانياً لأن اللغة العربية مفرداتها غزيرة وقادرة على احتواء أي نوع من الفنون فالكثير من الكتاب بالعالم العربي كتبوا هذا النص فأخذوا الشكل من اليابانيين وتفننوا في اختيار المفردات، مشيرةً أن هذا النوع من الأدب يهتم بالحكمة والفلسفة ويعتمد على المشهدية العالية وتنحي الكاتب عن النص أي رؤية واقعية وهذا ما يتم قراءته خلال الصالون الثقافي.

وأشارت إلى أن "فصول وأكثر" الذي صدر العام الماضي يعد الكتاب الثاني لها بعد كتاب "الكائن بيقينه" الذي صدر عام 2016، منوهةً إلى أن جميع الأعمال الأدبية مهمة فكل نوع يخدم قضية معينة، فما بين القصة والشعر والرواية لا تستطيع تفضيل أحدهما على الآخر في إفراز الوعي وصقل الشخصية الفلسطينية وإبراز القضية الفلسطينية للعالم.

 

 

وقالت فتحية صرصور أن صالون نون الأدبي بدأ العمل به خلال عام 2002 وكان يعقد بنحو جلستين في الشهر ليتم استعراض إبداعات المرأة وما كتب عنها وقد انبثق عنه جلسة أخرى في منتصف الشهر سميت بدوحة الأدب، لافتةً إلى أنه تم اختيار يوم الثلاثاء الأول من كل شهر لعقد جلسات أدبية تيمنا بصالون الكاتبة الفلسطينية الراحلة مي زيادة التي كانت تجريه في الموعد ذاته.

وتلفت فتحية صرصور أن مهمة الصالون تسليط الضوء على المبدعات وهو كذلك نافذة على الإبداع لكل من ينتمي إليه من خلال مناقشة بعض الكتب والإصدارات الهامة للأديبات سواء الفلسطينيات أو العربيات منهن، موضحةً أن نون هو الصالون الأول في فلسطين الذي تم من خلاله فتح العديد من الملفات عبر عدة جلسات منها السينما الفلسطينية والتي استغرقت 10 جلسات، وملف الفن التشكيلي الفلسطيني الذي استغرق أيضاً نحو ثمانية جلسات.

 

 

بينما توضح الناقدة إيمان أبو شعبان أن هذا النوع الشعري الحديث والمتجدد الذي دخل الوطن العربي حديثاً ثم أصبح له عدد من الكاتبين قد طوع ليصبح ضمن فنون اللغة العربية لأن لكل لغة خصائصها وسماتها ومخارج الحروف الخاصة ليصبح هناك كتاب متمرسين في كتابته، لافتةً إلى أنه بدأ في القرن السادس عشر وكان عبارة عن قصيدة شعرية مكثفة ومختزلة معتمدة على تأمل الطبيعة وعبادة اليوغا واستخراج فلسفتها.

وتشير إيمان أبو شعبان أن الكاتبة بدأت الإشارة لمحتوى النص من الغلاف من خلال تلخيص عنوان الكتاب وفلسفة الألوان مقسمة الكتاب لاثني عشر موزعة على وصف الفصول الأربعة، كما أفرغت الكاتبة فصل كامل للزهور وكان لهم أكثر من نص كالياسمين، كما اعتمدت النصوص على الحواس ذات الدلالات والرموز كي تحث القارئ للبحث عنها فيجد الوضوح لكن ليس ذلك الذي يخل بالمعاني مثل "من يحاكم لخريف على اغتيال الزهر وذهاب عطره" هذا النص يمكن تفسيره على عدة أوجه.

الباحثة والناقدة شاهيناز أبو شبيكة أشارت إلى أنها شاركت في الجلسة الأدبية لتكون ضمن المشهد الثقافي للكاتبة يسرا الخطيب "فصول وأكثر" الذي عبرت خلاله عن دلالات عميقة جداً كما تحمل النص تأويلات تجعل القارئ يغوص في الواقع والطبيعة ليصبح أسير النص رغم مقطوعاته القصيرة وذلك ينم عن ثقافة الكاتبة وتمكنها من لغتها وأسلوبها الإبداعي، مؤكدة على أهمية حضور المرأة تلك القاءات لتولد جيل مطلع على الأدب والثقافة وقادر على انتاجها.