"نون لحرية أوجلان" تعقد ندوة للكشف عن نتائج زيارتها للمجس الأوروبي

أكدت عضوات مبادرة "نون لحرية أوجلان" على أن اللجان التي شكلوها لزيارة المجلس الأوروبي، ستضغط على الدولة التركية لتنفيذ قرار "حق الأمل"، لتحرير القائد عبد الله أوجلان.

كارولين بزي

بيروت ـ شددت مبادرة "نون لحرية أوجلان" على أنه سيتم إرسال المزيد من الوفود لزيارة المجلس الأوروبي ولجنة مناهضة التعذيب، لممارسة المزيد من الضغوط لإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان جسدياً.

بمناسبة مرور 24 عاماً على اعتقال القائد عبد الله أوجلان، نظمت مبادرة "نون لحرية أوجلان"، أمس السبت 18 شباط/فبراير، ندوة بعنوان "نتائج زيارة نون إلى المجلس الأوروبي"، بحضور عدد من الناشطات والمتأثرات بفكر القائد عبد الله أوجلان.

أوضحت عضوة مبادرة نون سوسن محمود خلال الندوة تفاصيل نتائج الزيارة التي قامت بها الناطقة باسم المبادرة سوسن شومان إلى المجلس الأوروبي، مشيرةً إلى تعذر الوفد الذي قام بزيارة المجلس الأوروبي، لقاء لجنة مناهضة التعذيب بحجة أن ليس لدى اللجنة وقت لذلك.

إذ تم تشكيل لجنة باسم مبادرة نون مؤلفة من خمسة أشخاص قامت بزيارة المجلس الأوروبي أولاً، والهدف الثاني من الزيارة كان اللقاء بلجنة مناهضة التعذيب، الذي لم يحصل.

وتابعت "خلال اللقاء ركزت المطالب على ضرورة تحرير القائد عبد الله أوجلان من سجن امرالي، استناداً لقرار "حق الأمل"، وهو قرار اتخذ من قبل المجلس الأوروبي عام 2014، وينص على أن يحق للسجين الذي أتم 24 عاماً خلف القضبان أن يحصل على إطلاق سراح، وبالتالي هذا الأمر ينطبق على القائد عبد الله أوجلان".

وأضافت "في هذا الإطار تعتمد الدولة التركية على سياسة تجريم القائد أوجلان حتى لا يتم تنفيذ القرار الذي اتخذه المجلس الأوروبي، وبالتالي جميع المبادرات التي تم تنظيمها للمطالبة بالحرية الجسدية للقائد أوجلان تضغط على المجلس الأوروبي استناداً لحق الأمل".

ونقلت عن الناطقة باسم المبادرة سوسن شومان، أبرز اللقاءات التي عقدتها اللجنة "تم عقد لقاءات مع عدة لجان، منها لجنة مراقبة القوانين وغيرها. وأكدت هذه اللجان خلال اللقاءات بأنه يحق للقائد أوجلان الحصول على الحرية لكن الدولة التركية لا تتجاوب مع "حق الأمل"، بالرغم من ذلك سنضغط على الدولة التركية لتنفيذ هذا القانون".

في حديث لوكالتنا قالت سوسن محمود بأن "مبادرة نون ستتخذ عدد من الخطوات في هذا الإطار، من حيث زيادة الضغط والإصرار، من خلال الاجتماعات والندوات والمؤتمرات والعمل على إرسال وفود للضغط على المجلس الأوروبي ولجنة مناهضة التعذيب، بالإضافة إلى حث الحراك الشعبي على التحرك للضغط على الدولة التركية للحصول على معلومات حول صحة القائد عبد الله أوجلان".

 

"فكر القائد أوجلان كان سابقاً لعصره"

نشأت ديلان حسن الشابة الكردية على فكر القائد عبد الله أوجلان، وقد تعرفت إلى فلسفته من خلال الاطلاع على ملخص "مانيفستو الحضارة الديمقراطية". مضيفةً "عندما بدأت بقراءة مدخل الكتاب تأثرت كثيراً وبدأت بالبكاء، تأثرت عندما عبّر عن شعوره لحظة دخوله السجن، وذكر بأنه فكّر بالانتحار. 24 عاماً في سجن انفرادي مع حرمانه من الزيارات. ولكن يدرك بأن لانتحاره معنى سياسي وفكري ويعني استسلام للشعب الكردي. وهو يعيش حياته داخل السجن يوماً بيوم ويمد كل الشعوب المضطهدة والمنتهكة حقوقها بالأمل".

 وأوضحت أن "كل حقوقه كسجين منتهكة، لا زيارات ولا محامي، وبعد مرور 24 عاماً كان من المفترض أن يخرج من السجن وفق قرار "حق الأمل" وبأن يأخذ فرصة الأمل لاستكمال حياته خارج السجن، ولكن حتى هذا الأمر حُرم منه".

وعن فلسفة القائد عبدالله أوجلان حول فكرة تحرر المرأة، قالت "إن القائد عبد الله أوجلان مفكراً سابقاً لعصره، نادى بتحرر المجتمع من خلال تحرر المرأة، وأن تكون مساوية للرجل وتحصل على حقوقها كإنسانة، وأن تكون جزءاً من المجتمع الذي تعيش فيه. كما أنه نادى بالسلام والأمن وتحدث عن تعايش الشعوب فيما بينها، وهذه المبادئ أو الأفكار لم يتناولها أي قائد أو مسؤول في السلطة. كما أنه على نقيض الزعماء وحكام العالم إذ عمل على توعية الشعب على عكس القادة الآخرين الذين يعملون على تخدير شعوبهم".

 

 

"بعد اعتقال القائد أوجلان أصبح مفكراً أممياً"

رداً على سؤال حول إن كان اعتقال القائد عبد الله أوجلان ساهم في انتشار فكره، قالت رئيسة رابطة جين بشرى علي "ساهم الاعتقال بانتشار فكره وانتشار القضية الكردية في الوقت نفسه، أي أن تدويل القضية الكردية حصل مع اعتقال القائد أوجلان، لأن هناك الكثير من الشعوب التي لم تكن تعرف تفاصيل عن حياة القائد أوجلان ونضاله. ولكن بعد الاعتقال والضجة الإعلامية التي أثيرت حول اعتقاله، أصبح هناك فضول حول معرفة هذا الشخص الذي تآمرت عليه القوى العالمية لسجنه بعد اختطافه".

وتابعت "على الرغم من أن القائد أوجلان أصدر مئات الكتب قبل اعتقاله، ولكن لم يكن هناك اهتمام كبير بكتاباته ربما بسبب النظرة الاستشراقية. إذ اعتدنا في مجتمعاتنا أن نمجدّ الكاتب الغربي على حساب الكاتب الشرقي فكيف إذا كان كردياً؟ هذه النظرة الدونية موجودة للأسف. ولكن مع الاعتقال حصل العكس، فبدلاً من طمس هذا الفكر والفلسفة، بات هناك فضول لدى الناس حول معرفة كتابات هذا الإنسان في سجنه، هذا الفضول كسر جدران إمرالي وجدران العزلة، ولم يعد قائداً للشعب الكردي ولكن بعد اعتقاله أصبح قائداً لكل الشعوب المظلومة وأصبح فيلسوفاً ومفكراً أممياً".

 

 

من جانبها قالت سماح العلي إحدى المشاركات في الندوة، حول تأثرها بفكر القائد أوجلان "أسعى لأن أحصل على الفكر الأيديولوجي للقائد عبد الله أوجلان لكي أستفيد منه وأفيد الآخرين به. أدرس علم النفس وأحاول أن أدرك واقع هذا الأمر من الناحية النفسية".

 

 

وتابعت "أي إنسان في العالم ينزعج في حال تعرض إنسان ما للظلم أو سُلب حريته، أو مورس بحقه كل ما هو مجرد من الإنسانية، فكيف إذا كان هذا الشخص هو الشخص الذي تربيت ونشأت على فلسفته. حارب لكي يحرر لي قوميتي ولكي أحصل على هويتي وجنسيتي. فأنا لا أعتبره فقط قائداً لي بل هو مثالي الأعلى في الحياة".