نساء كوباني تواجهن المجازر برسائل تضامن مع العلويات والدرزيات
عبّرت نساء كوباني عن غضبهن تجاه الهجمات "الدامية" على مناطق عدة في سوريا، مؤكدات ضرورة وحدة النساء والشعوب لمواجهة الاستبداد وبناء سوريا ديمقراطية وآمنة.
برجم جودي
كوباني ـ شن جهاديي هيئة تحرير الشام في وقت سابق هجمات على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وكذلك على مدن الساحل السوري والسويداء. وقد استهدفت هذه الهجمات بشكل خاص الطائفتين العلوية والدرزية، ما أدى إلى ارتكاب مجازر واسعة راح ضحيتها آلاف الأشخاص حتى اليوم، دون أن تتم محاسبة المسؤولين أو فتح تحقيق جدي في هذه الجرائم.
في مواجهة المجازر المستمرة، خرجت نساء مدينة كوباني بمواقف قوية عبّرن فيها عن غضبهن ورفضهن. ومن خلال وكالتنا، وجّهن رسائل تضامن ودعم للعلويات والدرزيات، مؤكدات وحدة الصوت النسوي في مواجهة العنف والاضطهاد.
"الحكومة المؤقتة تكرّر عقلية النظام السابق"
أشارت بيريفان جمعة إلى إنتاج الحكومة السورية المؤقتة للعقلية المتطرفة قائلة "إذا تأملنا أحداث العام وما جرى خلاله، ندرك أن أي تغيير لم يحدث، فالحكومة السورية المؤقتة أعادت إنتاج العقلية المتطرفة والممارسات نفسها". مضيفةً "منذ البداية شنّت هجمات على مناطق مختلفة في سوريا، ارتُكبت خلالها عشرات المجازر، حيث قُتل المئات من النساء والأطفال والشباب وكبار السن. وعلى الرغم من أن شعوب سوريا تعايشت معاً لسنوات طويلة دون عداوة تُذكر، إلا أن هذا العام شهد استهداف العلويين والدروز والكرد وغيرهم ليكونوا في قلب هجمات الإبادة الجماعية".
وأوضحت أن الحكومة السورية المؤقتة تسعى لإقصاء المكوّنات السورية من المشهد "لا يمكن القول إن النظام السوري السابق لم يفعل شيئاً، فقد حكم سوريا بشكل كامل، لكنه مارس سياسات الاستيعاب عبر الثقافة واللغة والهوية، وإن كان ذلك في حدود معينة. أما الحكومة الحالية، فهي تعمل على محو وجود شعوب سوريا بشكل مادي، وتسعى لإزالتهم من الجغرافيا السورية. القتل، النهب، التدمير، تخريب الآثار والتاريخ، والتغيير الديموغرافي، كلها ممارسات واجهتها شعوب سوريا خلال هذا العام".
"سوريا تغرق في الظلام وخطر الحرب الطائفية يقترب"
من جانب آخر، عبّرت أفين بَرَواد عن مشاعرها تجاه المجازر المستمرة قائلة "لقد غرقت سوريا خلال هذا العام في الظلام، والأحداث الأخيرة زادت الوضع سوءاً حتى باتت تقترب من حرب طائفية. كامرأة كردية، لا يمكن لضميري أن يقبل هذه المجازر التي ارتُكبت في الساحل السوري والسويداء"، مضيفةً "أُدين بشدة ممارسات وسياسات جهاديي هيئة تحرير الشام، وأؤكد أن سوريا يجب ألا تنحدر إلى هذا المصير".
وأفادت "أعاد جهاديي هيئة تحرير الشام إنتاج أساليب وممارسات داعش"، مؤكدةً أن سقوطهم لن يتحقق إلا بتكاتف الشعب "في وقت ننادي فيه في إقليم شمال وشرق سوريا ببناء نظام ديمقراطي، تشهد البلاد تفككاً قومياً خطيراً. وإن استمرار هذا الوضع والإصرار على ارتكاب مجازر بحق المكوّنات سيؤدي في النهاية إلى انهيار الحكومة".
وأضافت "نأمل أن ينهار هذا النظام في يوم يشبه عيد نوروز، كما أسقط كاوا الحداد ظلم ضحاك، فإن وحدة وصمود شعوب سوريا ستسقط أيضاً هذه السلطة ذات الفكر الجهادي".
"النساء في قلب الحروب يدفعن أثماناً باهظة دون إنصاف"
أعربت فاطمة خليل عن غضبها إزاء أوضاع النساء، مؤكدةً "في ظل الفوضى التي تعصف بسوريا، من الضروري أن نتوقف عند معاناة النساء وأن نضع حداً للمجازر التي تطالهن. للأسف، لطالما كانت النساء عبر التاريخ في قلب الحروب والصراعات، يدفعن أثماناً باهظة دون إنصاف".
وتابعت "في الشرق الأوسط والعالم، غالباً ما تكون النساء في قلب الحروب، واليوم نرى أن نساء سوريا يعشن المأساة ذاتها. فهن يتعرضن لخسائر جسدية ومادية ونفسية، ويواجهن من جهة القتل المباشر، ومن جهة أخرى سلب حقوقهن الأساسية. الأطفال العلويين والدروز قُتلوا أمام أعين أمهاتهم، فيما تعرضت النساء لانتهاكات قاسية أمام أزواجهن. فهل هناك مأساة أعظم من هذه؟".
وأكدت "نحن شريكات الألم والنضال لكل نساء سوريا "موجهة رسالة إلى جميع النساء السوريات "نحن معكن في معاناتكن وكفاحكن، أينما كنتن وفي أي منطقة من البلاد. آلامنا واحدة ونضالنا مشترك. ومن هذا المنطلق، أدعو جميع النساء إلى تشكيل جبهة موحدة للنضال. فهذه الأنظمة الاستبدادية والجهادية عاجزة عن منح النساء حياة آمنة وحرة وديمقراطية، لذلك علينا نحن، بوحدتنا وقوتنا ورؤيتنا، أن نبني هذه الحياة ونصنع سوريا ديمقراطية وآمنة بأيدينا".