نساء غزة تحيين يوم البيئة العربي في معرض زهور فلسطين

أكدت المشاركات في فعاليات إحياء يوم البيئة العربي، أن النساء قادرات على إعادة اللون الأخضر إلى قطاع غزة من جديد خاصةً بعد الهجمات الإسرائيلية التي دمرت الثروة البيئية.

نغم كراجة

غزة ـ ضمن فعاليات إحياء يوم البيئة العربي شاركت نساء قطاع غزة في معرض زهور فلسطين لعام 2022 تحت شعار "معاً للتعافي الأخضر"، لتسليط الضوء على ضرورة تحقيق الاستدامة البيئية، والتحديات التي تواجه النساء أثناء عملهن في البيئة والزراعة.

خلال فعاليات إحياء يوم البيئة العربي التي نظمت، أمس الأحد 16 تشرين الأول/أكتوبر، قالت إحدى المشاركات والقائمات على إحدى الزوايا داليا أبو مرسة "نحاول مواجهة التغير المناخي العالمي من خلال استغلال المساحة الخضراء واستثمارها في تحقيق الاستدامة البيئية بشكل أفضل، وتسعى المرأة الفلسطينية بكل جهدها إلى معالجة القضايا البيئية بطرق بديلة ذات تقنية عالية".

ولفتت إلى أن غالبية من يعمل في المشاتل الزراعية هن النساء والفتيات سواء في الزراعة أو تسويق المبيعات "المرأة الفلسطينية نجحت في قيادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية حيث أنها قاومت الاحتلال بعملها على الحدود الشرقية الفاصلة بين القطاع والداخل المحتل، وهذا مؤشر واضح على قوة ارتباط المرأة بالأرض وحفاظها على الهوية".

وأوضحت داليا أبو مرسة أن هناك بعض المفاهيم الخاطئة المرتبطة ببعض القبائل المجتمعية تلغي فكرة تعامل النساء في المجال التجاري واحتكاره على الرجال فقط، مما أضعف مشاركتها في المجالات التجارية والزراعية وقد يترتب عليه حرمانها الميراث حتى لا تخرج عن القواعد العشائرية والتي بدورها تطمس قدرات النساء رغم مساهمتها البارزة في تنمية الاقتصاد الفلسطيني".

وأكدت على أن عضوات المشتل تديره فتيات جامعيات اللواتي تدرسن تخصصات بعيدة عن المجال البيئي والزراعي، ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة فتحت لهن المجال بأن تصبحن رياديات؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتأمين مصدر دخل يوفر لهن احتياجاتهن الخاصة.

وبحسب جهاز الإحصاء الفلسطيني لعام 2021، فإن ربع الأسر الفلسطينية تعيلها النساء بنسبة 11%، وتبلغ نسبة القوى العاملة من النساء 17%، وهذا مؤشر واضح على ارتفاع نسبة مشاركتهن في القطاعات الزراعية في الآونة الأخيرة.

 

 

وبدورها أوضحت المشاركة تاتيانا أبو عودة أن النساء قادرات على إعادة اللون الأخضر في القطاع من جديد خاصةً بعد الحروب التي دمرت الثروة البيئية "استطاعت المرأة التصدي للتغيرات المجتمعية والمناخية من خلال مشاركتها في مواقع صنع القرار المتعلقة بتغير المناخ على المستوى المحلي والدولي".

وأشارت إلى أن "المرأة حتى اليوم تواجه الانتهاكات الإسرائيلية الممنهجة التي تهدم مصدر دخلها، فتحاول أن تقف على قدميها من جديد بعد كل هجمة تقع على القطاع لإحياء الأرض وإثبات نفسها في المشهد البيئي".

وأوضحت أن أبرز التحديات التي تواجه النساء أثناء عملهن في البيئة والزراعة هي النظرة الدونية التي تقيد حريتهن وعدم المساواة بين الجنسين، وهذا ينعكس عليهن بعدم الاستقرار والأمان وعدم وصولهن إلى الموارد نتيجة تضاعف العنف الاقتصادي المبني على النوع الاجتماعي.

ولفتت إلى أنه "لابد من إنشاء مراكز مختصة بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء؛ مناصرةً لحقوقهن وتعزيز مبدأ المساواة من منظور اجتماعي، كذلك ضمان وصولهن للموارد الطبيعية ورفع مستوى الأجور، وإطلاق حملات ضغط ومناصرة من أجل استعادة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وحماية المرأة من العنف الواقع عليها في بيئة عملها".

 

 

وطالبت تاتيانا أبو عودة بإنشاء حاضنة أعمال تعتني بالمرأة المزارعة على وجه الخصوص، وتنفيذ العديد من الأنشطة والتدريبات التي تمكنها من قيادة عملية التنمية المستدامة في البيئة، وتزيد من خبرتها في التعامل مع الأزمات والطوارئ من خلال استخدام أساليب حديثة غير تقليدية تعزز نجاح مشروعها الصغير.