الاحتجاجات تتواصل في جامعات إيران... حداد ودعوات للتظاهر

على الرغم من حملة القمع التي شنتها قوات الأمن والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 200 شخص، يواصل الإيرانيون التظاهر الذي امتد إلى الجامعات مع دخول الاحتجاجات شهرها الثاني.

مركز الأخبار ـ في استمرار للاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني، دعت عدة مجموعات شبابية إلى تنظيم احتجاجات على إثر مقتل طالبات على يد القوى الأمنية، وإعلان الحداد العام.

طلبت مجموعة "شباب أحياء طهران" من مواطني أحياء العاصمة وجميع المدن الإيرانية النزول إلى الشوارع والتجمع يومي السبت والأربعاء المقبلين، في الأحياء المجاورة للسوق والجامعات، وفي أحياء مختلفة من طهران.

كما دعا تجمع "شباب أحياء تبريز" اليوم الخميس 20 تشرين الأول/أكتوبر، إلى مظاهرة احتجاجية قائلين "نحن في حداد على كل شهداء ثورة "Jin jiyan azadî"، من مهسا أميني في شرق كردستان إلى الطالبة التي راحت ضحية القمع من أردبيل".

فيما أعلن المجلس التنسيقي للمنظمات النقابية للمعلمين الإيرانيين حداداً عاماً لمدة ثلاثة أيام إثر مقتل طالبات خلال الاحتجاجات المدرسية "طلباً لتحقيق العدالة للدماء المسفوكة ظلماً، لا سيما القتل الشنيع للطلاب الإيرانيين، نعلن الحداد العام".

وقد اجج انتحار محمد رضا بناهي شقيق الطالبة إسراء بناهي التي تعرضت للضرب حتى الموت على يد القوات الإيرانية، في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء 19 تشرين الأول/أكتوبر، بعد ساعات من بث اعترافات له بـ"بالإكراه"؛ الاحتجاجات.

ووفق العائلة فإن "انتحاره جاء بسبب عنف السلطات الأمنية التي اقتحمت المدرسة في المحافظة، وقامت بقتل شقيقته إسراء بناهي في 13 تشرين الأول/أكتوبر الجاري".

وخلال الاحتجاجات التي تعم البلاد منذ أكثر من شهر، انضم إليها العديد من الطلاب في المدارس وخاصة الفتيات، رافعات شعارات "Jin jiyan azadî" و"الموت للديكتاتور".

وكانت المدارس في العديد من المدن الإيرانية مسرحاً للاحتجاجات فيما أغلق بعض المعلمين الفصول الدراسية، حيث نظم طلاب الجامعات في أصفهان وطهران ومازندران وكرمانشاه تجمعاً أمس الأربعاء 19 تشرين الأول/أكتوبر.

وأعربت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" كاثرين راسل، عن قلقها الأسبوع الماضي بشأن "التقارير المستمرة عن القتلى والجرحى واحتجاز الأطفال والمراهقين في الاضطرابات العامة الحالية في إيران".

وقام مرصد الأمم المتحدة بإعداد مسودة قرار طرد إيران من لجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة، ووصف المدير التنفيذي لهذه المنظمة هيليل نوير، عضوية إيران في هذه اللجنة بـ "ذروة النفاق"، وطلب من وزير الخارجية الأميركي تقديم هذا القرار، فيما تدرس سويسرا تبني عقوبات الاتحاد الأوروبي المشددة ضد إيران.

وكشف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، أن ما يصل إلى 23 طفلاً قتلوا في الاحتجاجات الحاشدة المستمرة في إيران، وأفاد بأن الوفيات نجمت عن إصابات بالذخيرة الحية والخرطوش من مسافة قريبة والضرب الذي أفضى إلى موت.

وأشارت المتحدثة باسم المفوضية رافينا شامداساني إلى أن السلطات تقوم بمداهمات، كما يتم اصطحاب الأطفال المشاركين في المظاهرات لـ "مراكز نفسية" وفقاً لوزارة التعليم، مما يمكن اعتبارها منشآت لإعادة التعليم. وقالت المفوضية إنها اطلعت على تقارير بشأن إلقاء القبض على ما لا يقل عن 90 صحافياً ومحامياً وفناناً ونشطاء حقوقيين، بالإضافة إلى تفاصيل بشأن وقوع إساءات وتعذيب وافتقار للرعاية الطبية بالنسبة للسجناء.

وقد تم تداول أنباء عن مقتل تلميذة أخرى على يد أجهزة الأمن الإيرانية بعد تعرضها للضرب في فصلها الدراسي لرفضها إنشاد أغنية مؤيدة للنظام عندما تعرضت مدرستها للاقتحام الأسبوع الماضي، مما أثار مزيداً من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد في نهاية هذا الأسبوع.

وبحسب المجلس التنسيقي لنقابات المعلمين الإيرانيين، فقد داهمت قوات الأمن مدرسة الشاهد الثانوية للبنات في أردبيل في الـ 13 من تشرين الأول/أكتوبر، وطلبت من مجموعة من الفتيات غناء نشيد يمدح المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، وعندما رفضن قامت قوات الأمن بضربهن، مما أدى إلى نقل عدد من الفتيات إلى المستشفى واعتقال أخريات.